الزعيمة المشاركة لحزب التضامن الكيبيكي، فرانسواز دافيد، تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية الكيبيكية في السابع من الشهر الجاري في دائرة غوان في مونتريال التي مثلتها في الجمعية الوطنية الخارجة

الزعيمة المشاركة لحزب التضامن الكيبيكي، فرانسواز دافيد، تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية الكيبيكية في السابع من الشهر الجاري في دائرة غوان في مونتريال التي مثلتها في الجمعية الوطنية الخارجة
Photo Credit: PC / بول شياسون / و ص ك

من الصحافة الكندية: عصفور الكناري في المنجم

استمعوا

تناول كاتب العمود في "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، آلان دوبوك، أفكار حزب التضامن الكيبيكي (Québec solidaire)، اليساري الاستقلالي، وأداءه في الانتخابات التشريعية الأخيرة في مقاطعة كيبيك في السابع من الشهر الجاري في مقال بعنوان "عصفور الكناري في المنجم".

يذكّر دوبوك بأن الحزب فاز بثلاثة مقاعد من أصل مئة وخمسة وعشرين في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في مقاطعة كيبيك، بعد أن كان له مقعدان فقط في الجمعية الخارجة، وأن ما نسبته 7,63% من مجمل المشاركين في هذه الانتخابات اقترعوا له مقارنة بـ6,03% اقترعوا له في الانتخابات السابقة في أيلول (سبتمبر) 2012. وهذا شيء ممتاز للديمقراطية ولنوعية النقاش العام، يقول الكاتب.

لكن عندما يقترع الكيبيكيون لحزب التضامن الكيبيكي، فما الذي يقترعون له تحديداً؟ هذا ما يجب أيضاً أن نطرحه على أنفسنا، يقول دوبوك. فبالنسبة لعدد كبير جداً منهم، ليس لذلك من علاقة مع برنامج الحزب المذكور، الذي دون شك لم يقرأوه، يضيف الكاتب.

ويمضي دوبوك بالقول إن حزب التضامن الكيبيكي ليس حزباً ديمقراطياً اشتراكياً ولا حزباً يسارياً، بل من أقصى اليسار يقترح في نواح عديدة نسخة "ملطفة" عن الحلم الكوبي والتجربة الفنزويلية. ويصح هذا التوصيف خصوصاً على "خطة الخروج من النفط" (Plan de sortie du pétrole) التي وضعها حزب التضامن، والتي هي أقرب لفصل من رواية خيال علمي مما هي من مشروع سياسي. فالحزب يقترح إزالة النفط من حياتنا في غضون خمسة عشر عاماً، وما من أحد يقترح ذلك بجدية في العالم الصناعي، يقول دوبوك، فهذا تغيير جذري يستحيل تحقيقه، إن على الصعيد التكنولوجي أو على الصعيد المالي أو على الصعيد الإنساني.

ويضيف دوبوك أن باستطاعته أن يفهم أن حزباً يسارياً صغيراً لن يشكل الحكومة في أي يوم من الأيام يستفيد من عدم خضوعه لقيود الحكم ليقدم الأحلام للناس، لكن حزب التضامن تجاوز الحدود ليقع في الخيال. ويصح الأمر نفسه على الإطار المالي الذي قدمه الحزب في حملته الانتخابية، فتحقيقه ليس في غاية الصعوبة إذا لم نبدِ قلقاً إزاء العجز في الميزانية والدين العام وإذا ما وجدنا أنه يكفي زيادة الضرائب من أجل تلبية الوعد بزيادة النفقات العامة بثمانية مليارات دولار سنوياً. وخلف هذه الأرقام يقدم الحزب مشروعاً مجتمعياً تأتي فيه التنمية عن طريق الدولة. وهذا نموذج قاد إلى الفشل في كل مكان جرب فيه، يقول الكاتب.

لماذا إذاً الاقتراع لحزب التضامن الكيبيكي؟ لإزالة النفط في خمسة عشر عاماً؟ لتأميم صناعة الدواء؟ لإيجاد 160 ألف وظيفة في قطاع النقل العام ممولة من دافعي الضرائب؟ بالتأكيد لا. لكن هناك جملة أسباب وجيهة تدفع للاقتراع له. لأن القلب يقع إلى اليسار، يقول دوبوك، ولأننا خائبون من الانعطافة اليمينية للحزب الكيبيكي الذي شكل الحكومة الخارجة، ولأننا نريد أن يكون العمل السياسي مختلفاً عما هو سائد، ولأن حزب التضامن أكثر بهجة كما يرى جيل الشباب، ولأننا نحب ممثليه، لاسيما النائبة فرانسواز دافيد التي تتميز في المناظرات التلفزيونية بين قادة الأحزاب السياسية في كيبيك.

والنتيجة إيجابية، لأن حزب التضامن الكيبيكي يقوم بدور مفيد في الحياة الديمقراطية، ويساهم حضوره في إثراء النقاش العام، لاسيما وأن الناطقين باسمه هم، في مداخلاتهم، أكثر تعقلاً مما ورد في برنامج الحزب، يرى دوبوك، مضيفاً أن التقدم الاجتماعي ما كان ليحدث لولا تيارات اليسار التي قدمت مشاريع غالباً ما بدت في البداية غير واقعية. ولا يزال هذا صحيحاً، فبعض الأفكار القادمة من اليسار تلهم في النهاية من هم في السلطة.

وأخيراً، لحزب مثل التضامن الكيبيكي دور آخر، وهو أن يكون كاشفاً للكسور الاجتماعية. والصورة التي تأتيني، يقول الكاتب، هي لعصافير الكناري التي كان عمال المناجم يدخلونها معهم إلى مناجم الفحم الحجري لأنها أكثر استشعاراً لانبعاثات الغازات الطبيعية القاتلة والعديمة الرائحة، فكانت علامات التوعك التي تبدو عليها تشكل تحذيراً للعمال من المخاطر المحدقة بهم. ونحن بحاجة لأناس يذكروننا بوجود أولئك الذين قد نميل لنسيانهم، يختم آلان دوبوك في "لا بريس".

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.