موظفو راديو كندا يتظاهرون أمام مبنى الإذاعة

موظفو راديو كندا يتظاهرون أمام مبنى الإذاعة
Photo Credit: راديو كندا

مصير راديو كندا بيد الحكومة والمكلفين

ما مصير هيئة الإذاعة الكندية ( سي بي سي – راديو كندا ) إزاء الاقتطاعات المتتالية في موازنتها والتي أدت وتؤدي منذ بضع سنوات إلى تسريح مئات الصحافيين والتقنيين والإداريين والعمال ؟   وما هو الدور الذي يتوقعه منها الكنديون إذ لطالما اعتبرت أحد أركان الوحدة الوطنية ؟

بداية ، هيئة الإذاعة الكندية هي الإذاعة الرسمية ، وليس بالمعنى المتداول في الشرق الأوسط ودول أخرى بمعنى أنها ليست إذاعة النظام القائم تروج له وتستعرض إنجازاته بل ، أحيانا كثيرة ، هي عكس ذلك بمعنى أنها أكثر من ينتقد ويكشف أخطاء الحكومة . ومن الأفضل تسميتها بمؤسسة الإعلام العامة .

تتكون هيئة الإذاعة الكندية من قسمين رئيسيين : سي بي سي ، أي القسم الإنكليزي ، وراديو كندا ، أي القسم الفرنسي ، وراديو كندا الدولي بلغات بثه الخمس ، تابع للقسم الفرنسي . وكلا القسمين يبثان عبر التلفزة والراديو ومختلف شبكات البث الإلكتروني الحديث وذلك عبر كندا من الهادئ إلى الأطلسي وباللغتين الرسميتين أي الفرنسية والإنكليزية .

ما هي المهمة التي أوكلتها مؤسسة مراقبة البث الكندي المستقلة لهيئة الإذاعة الكندية ؟ الصحافية في راديو كندا هيلين ميرسييه تستعرض هذه المهمة :

" بصفته إذاعة وطنية عامة يتوجب على راديو كندا أن يقدم خدمات راديو وتلفزيون تتضمن مجموعة واسعة من البرامج تهدف إلى إعلام المواطنين وترفيههم شرط أن تعكس أوضاع المكونين الأساسيين واهتماماتهم الخاصة مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف الأقليات اللغوية ."

لكن الاقتطاعات المتتالية أرغمت الإدارة على إلغاء بعض الخدمات الإعلامية وبخاصة في قطاعي الأخبار وتغطية النشاطات الرياضية إضافة إلى إقفال أو إعادة هيكلة فروع الإذاعة في بعض المناطق .

والسؤال : من المسؤول عن هذا النزف المستمر ؟

يقول أستاذ علم السياسة والاتصالات في جامعة مونتريال ريشار بارادي إن حزب المحافظين الحاكم منذ وصوله إلى السلطة عمد إلى إجراء اقتطاعات في موازنة الإذاعة وهذا لا يبشر بالخير . لكن بارادي ينحو باللائمة أيضا على رئيس ومدير عام المؤسسة هوبير لاكروا . يقول :

" من اللافت والمذهل أن يلتقي رئيس المؤسسة كل سنة ونصف تقريبا بالعاملين في المؤسسة ليعلن الاقتطاعات دون أن يقدم رؤية واضحة لما يجب عمله لمواجهة الاقتطاعات المستمرة . إضافة إلى أنه لا يستعمل كل المنابر المتاحة للدفاع عن أهمية هيئة الإذاعة ودورها ".

ويؤكد بارادي :

" إذا استمرت الاقتطاعات على الوتيرة نفسها فلن يبقى شيء من راديو كندا . من هنا أهمية إنشاء منبر أو لجنة وطنية للتداول علنا حول ما يجب أن تكون عليه الإذاعة وماذا ينتظر منها المكلفون علما أن كل كندي يدفع من ضرائبه تسعة وعشرين دولارا سنويا لدعم راديو كندا وهو مبلغ قليل إذا ما قورن بمبلغ الثمانين دولارا وهو المعدل الذي يدفعه المكلفون في سائر أنحاء العالم لدعم الإذاعة العامة .

فهل يكون الحل بزيادة  قيمة الدعم الشعبي لتستمر هيئة الإذاعة الكندية في  تأدية مهمتها الإعلامية  ؟استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.