Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للاسبوع المنتهي في 20- 04- 2014

استمعوا

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة من غعداد وتقديم مي ابو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

تناولت الصحف الصادرة اليوم الخميس خبر اعتزال بولين ماروا زعيمة الحزب الكيبيكي ورئيسة الحكومة الخارجة الحياة السياسيّة بعد 35 عاما من حياتها كرّستها لها.

صحيفة لودوفوار نشرت في صدر صفحتها الأولى صورة لماروا التي تحدّثت امس الاربعاء أمام الصحافيين ونقلت عنها قولها: قلبي مفعم بالأمل لبلدي".

ودعت ماروا الكيبيكيين إلى عدم التخلي عن مشروع السيادة والعمل على حماية اللغة الفرنسيّة.

ونشرت الصحيفة الرسالة المفتوحة التي وجهتها بولين ماروا إلى الكيبيكيين والتي بدت فيها متأثّرة للغاية. وقد اغرورقت عيناها بالدموع لدى توجيهها.

وقالت ماروا إنها ليست نادمة على شيء وإنها تشعر بأنها ادّت واجبها لكيبيك.

واستعرضت اداء حكومتها وأثنت على تعاطيها مع الشأن الاقتصادي وعلى جهودها لتحقيق التضامن الاجتماعي ودورها في إعادة الحوار مع الطلاب في المقاطعة بعد ازمة الاضرابات الطلابيّة التي أودت بحكومة سلفها جان شاريه اللبراليّة.

كما أكّدت ماروا على دور حكومتها على صعيد تعزيز اللغة الفرنسيّة في المقاطعة وعلى تعزيز حياديّة الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة.

وتمنّت النجاح لخلفها رئيس الحكومة المقبل زعيم الحزب اللبرالي المحلي فيليب كويار، مشيرة إلى ان الكيبيكيين محضوه ثقتهم بوضوح.

ودعت الكيبيكيين إلى البقاء مرفوعي الرأس لحماية كل ما يعزّ عليهم مؤكّدة انها ستبقى ابدا إلى جانبهم.

ودوما مع صحيفة لودوفوار، ونقرأ تعليقا بقلم انطوان روبيتاي يشير فيه إلى الدعوة التي وجّهتها بولين ماروا لحماية اللغة الفرنسيّة.

ويعتبر كاتب المقال أن ماروا محقّة في دعوتها وأن على الكيبيكيين ألاّ يخجلوا كما يقول من حماية لغتهم.

ودعا روبيتاي في مقاله رئيس الحكومة الجديد فيليب كويار إلى الاهتمام بملف اللغة الذي حاول كويار تجنّب الخوض فيه خلال الحملة الانتخابيّة.

صحيفة لابرس  نشرت هي الأخرى الرسالة المفتوحة التي وجهتها ماروا وكتبت تشير إلى ان وزراء الحزب الكيبيكي قدّموا تحيّة تقدير لزعيمة الحزب ورئيسة الحكومة الخارجة بولين ماروا لدى وصولهم للمشاركة في آخر جلسة لمجلس الوزراء.

وتنقل لابرس عن الوزيرة أنياس مالتي قولها  إن ماروا كانت وجها سياسيا بارزا في كيبيك وعن الوزير جان فرانسوا ليزيه قوله إن ماروا أصبحت اول سيّدة تتولّى رئاسة الحكومة في كيبيك واصبحت مثالا يحتذى للأجيال.

ورأى الوزير فرانسوا جاندرون من جهته ان ماروا تغلّبت على الكثير من الصعاب وواجهت الكثير من التحديات خلال ولايتها التي استمرّت ثمانية عشر شهرا.

ودوما مع صحيفة لابرس، كتبت ليزيان غانيون مقالا تشير فيه إلى أن رجل الأعمال الثري بيار كارل بيلادو صاحب شركة كيبيكور العملاقة لم يكن يتوقّع هزيمة الحزب الكيبيكي الذي هو ابرز مرشّحيه.

ويوم دخل معترك السياسة وترشّح عن الحزب الكيبيكي في الانتخابات الأخيرة، كانت استطلاعات الرأي تتوقّع فوز الحزب بأغلبيّة ساحقة.

وتضيف لابرس بأن الباب مفتوح على مصراعيه اليوم أمام بيلادو وأن ثمة من يعبّد الطريق امامه لتزعّم الحزب الانفصالي النزعة.

وترى أن الكثيرين داخل الحزب مستعدون للتخلي عن قيمهم التاريخيّة والارتماء في أحضان بيلادو الذي يمثّل أقصى اليمين في صفوف أرباب الأعمال في كيبيك والنزعة الوطنيّة الاثنيّة القديمة.

وتتساءل لابرس في ختام تعليقها إن كان بمقدور بيلادو الذي يصفه المقرّبون بأنه صاحب طباع حادّة وسريع الغضب، ومعتاد على فرض سلطته على الجميع، العمل مع الأشخاص الذين سيختارهم و التأقلم مع عالم السياسة.

تحت عنوان : " إلى أين يقودنا الطبيب ؟ "، تساءلت ليزيان غانيون في لابريس عن الوجهة التي سيتخذها رئيس الحكومة الكيبيكية المنتخب ، جراح الأعصاب فيليب كويار . قالت :

من الصعوبة بمكان تخيل أي نوع من القائد سيكون فيليب كويار. فالرجل متكتم ، ومحير وتصعب بالتالي معرفة ما في قرارة نفسه . ولا أحد يعرف متى سيمكن التعرف إليه فعلا كما كانت الحال مع سابقيه .

وترى غانيون أن كويار لم يتسبب بموجة تأييد عارمة والشعب انتخبه ليتخلص من حكومة الحزب الكيبيكي وصوتوا للبديل الأكثر وثوقا دون نكران دور كويار طبعا في فوزه وإقناع الناخبين .فأداؤه كان أفضل بكثير من المتوقع إذا ما أخذنا بداياته المهتزة كزعيم للحزب الليبيرالي .

لقد حافظ على هدوئه وبدا بارد الأعصاب وهذا ربما ما استهوى الناخبين الذين ملوا من الجدل العقيم الذي فرضته عليهم حكومة الحزب الكيبيكي حول شرعة القيم التي قسمت المجتمع بدل توحيده .

وترى غانيون أن صورة كويار القريب من الناس الصبور والمستعد للاستماع إليهم كان لها مفعولها الإيجابي . وازداد احترامه عندما قرر خوض الانتخابات النيابية عن دائرة غير مضمونة ذات غالبية فرنسية مرتفعة جدا في عمق المقاطعة الفرانكوفوني ، ما مكنه من البروز "ككيبيكي حقيقي " في نظر من يعتبر للأسف أن الكيبيكي الحقيقي هو من يسكن خارج كيبيك وأن الحزب الليبيرالي هو حزب الناطقين بالإنكليزية .

وتستعرض ليزيان غانيون موقف زعماء الأحزاب من مسألة الانفصال والاستقلال والخطأ الذي ارتكبه زعيم اليبيراليين خلال الحملة الانتخابية بشأن عزمه فتح الملف الدستوري مع سائر رؤساء حكومات المقاطعات سيما وأن كندا الإنكليزية أقفلت الملف وليست على استعداد لإعادة فتحه ومنح كيبيك المزيد من الصلاحيات ، لتخلص إلى القول :

ليس أمام كيبيك سوى خيارين واقعيين ومشرفين : فإما أن تختار الاستقلال الكامل والناجز وإما أن تقرر أن تأخذ المكانة التي تستحقها داخل الفيديرالية الكندية مع معرفة أن موازين القوى تتغير في النظام الفيديرالي وأن كيبيك تمتلك كل الأوراق الرابحة للمشاركة بصورة كلية في تطور البلاد وتقدمها ، تخلص ليزيان غانيون مقالتها في لابريس .

وفي "لا بريس" أيضاً تناول كاتب العمود آلان دوبوك أفكار حزب التضامن الكيبيكي (Québec solidaire)، اليساري الاستقلالي، وأداءه في الانتخابات التشريعية الأخيرة في مقاطعة كيبيك في السابع من الشهر الجاري في مقال بعنوان "عصفور الكناري في المنجم".

يذكّر دوبوك بأن الحزب فاز بثلاثة مقاعد من أصل مئة وخمسة وعشرين في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في مقاطعة كيبيك، بعد أن كان له مقعدان فقط في الجمعية الخارجة، وأن ما نسبته 7,63% من مجمل المشاركين في هذه الانتخابات اقترعوا له مقارنة بـ6,03% اقترعوا له في الانتخابات السابقة في أيلول (سبتمبر) 2012. وهذا شيء ممتاز للديمقراطية ولنوعية النقاش العام، يقول الكاتب.

لكن عندما يقترع الكيبيكيون لحزب التضامن الكيبيكي، فما الذي يقترعون له تحديداً؟ هذا ما يجب أيضاً أن نطرحه على أنفسنا، يقول دوبوك. فبالنسبة لعدد كبير جداً منهم، ليس لذلك من علاقة مع برنامج الحزب المذكور، الذي دون شك لم يقرأوه، يضيف الكاتب.

ويمضي دوبوك بالقول إن حزب التضامن الكيبيكي ليس حزباً ديمقراطياً اشتراكياً ولا حزباً يسارياً، بل من أقصى اليسار يقترح في نواح عديدة نسخة "ملطفة" عن الحلم الكوبي والتجربة الفنزويلية. ويصح هذا التوصيف خصوصاً على "خطة الخروج من النفط" (Plan de sortie du pétrole) التي وضعها حزب التضامن، والتي هي أقرب لفصل من رواية خيال علمي مما هي من مشروع سياسي. فالحزب يقترح إزالة النفط من حياتنا في غضون خمسة عشر عاماً، وما من أحد يقترح ذلك بجدية في العالم الصناعي، يقول دوبوك، فهذا تغيير جذري يستحيل تحقيقه، إن على الصعيد التكنولوجي أو على الصعيد المالي أو على الصعيد الإنساني.

ويضيف دوبوك أن باستطاعته أن يفهم أن حزباً يسارياً صغيراً لن يشكل الحكومة في أي يوم من الأيام يستفيد من عدم خضوعه لقيود الحكم ليقدم الأحلام للناس، لكن حزب التضامن تجاوز الحدود ليقع في الخيال. ويصح الأمر نفسه على الإطار المالي الذي قدمه الحزب في حملته الانتخابية، فتحقيقه ليس في غاية الصعوبة إذا لم نبدِ قلقاً إزاء العجز في الميزانية والدين العام وإذا ما وجدنا أنه يكفي زيادة الضرائب من أجل تلبية الوعد بزيادة النفقات العامة بثمانية مليارات دولار سنوياً. وخلف هذه الأرقام يقدم الحزب مشروعاً مجتمعياً تأتي فيه التنمية عن طريق الدولة. وهذا نموذج قاد إلى الفشل في كل مكان جرب فيه، يقول الكاتب.

لماذا إذاً الاقتراع لحزب التضامن الكيبيكي؟ لإزالة النفط في خمسة عشر عاماً؟ لتأميم صناعة الدواء؟ لإيجاد 160 ألف وظيفة في قطاع النقل العام ممولة من دافعي الضرائب؟ بالتأكيد لا. لكن هناك جملة أسباب وجيهة تدفع للاقتراع له. لأن القلب يقع إلى اليسار، يقول دوبوك، ولأننا خائبون من الانعطافة اليمينية للحزب الكيبيكي الذي شكل الحكومة الخارجة، ولأننا نريد أن يكون العمل السياسي مختلفاً عما هو سائد، ولأن حزب التضامن أكثر بهجة كما يرى جيل الشباب، ولأننا نحب ممثليه، لاسيما النائبة فرانسواز دافيد التي تتميز في المناظرات التلفزيونية بين قادة الأحزاب السياسية في كيبيك.

والنتيجة إيجابية، لأن حزب التضامن الكيبيكي يقوم بدور مفيد في الحياة الديمقراطية، ويساهم حضوره في إثراء النقاش العام، لاسيما وأن الناطقين باسمه هم، في مداخلاتهم، أكثر تعقلاً مما ورد في برنامج الحزب، يرى دوبوك، مضيفاً أن التقدم الاجتماعي ما كان ليحدث لولا تيارات اليسار التي قدمت مشاريع غالباً ما بدت في البداية غير واقعية. ولا يزال هذا صحيحاً، فبعض الأفكار القادمة من اليسار تلهم في النهاية من هم في السلطة.

وأخيراً، لحزب مثل التضامن الكيبيكي دور آخر، وهو أن يكون كاشفاً للكسور الاجتماعية. والصورة التي تأتيني، يقول الكاتب، هي لعصافير الكناري التي كان عمال المناجم يدخلونها معهم إلى مناجم الفحم الحجري لأنها أكثر استشعاراً لانبعاثات الغازات الطبيعية القاتلة والعديمة الرائحة، فكانت علامات التوعك التي تبدو عليها تشكل تحذيراً للعمال من المخاطر المحدقة بهم. ونحن بحاجة لأناس يذكروننا بوجود أولئك الذين قد نميل لنسيانهم، يختم آلان دوبوك في "لا بريس".

 

 

 

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.