تحديات تشكيل الحكومات في الدول الديموقراطية

تشكيل الحكومات في الدول الديموقراطية عمل معقد تتداخل وتتحكم بتشكيلها مجموعة من المعطيات والعوامل لا يمكن لرئيس الحكومة تجاهلها . منها ما يتعلق بالشكل ومنها ما يتعلق بالمضمون ومنها ما يرتبط بالواقع الجيو سياسي الاجتماعي . وإذا كانت لكل دولة أو مقاطعة أو ولاية خصائصها المميزة ، فثمة قواسم مشتركة تلزم رئيس الحكومة بأخذها بعين الاعتبار .

واليوم ، أعلن رئيس حكومة كيبيك الليبيرالي المنتخب فيليب كويار تشكيلته الوزارية في أعقاب فوز حزبه بغالبية المقاعد في الجمعية الوطنية . فما هي العوامل والمعطيات المؤثرة في التأليف ؟

من حيث عدد النواب :

عندما يكون عدد النواب الذين أوصلهم الحزب إلى البرلمان قليلا ، يضيق هامش تحرك رئيس الحكومة ويواجه مشكلة إيجاد وزراء أكفاء . وعندما يكون العدد كبيرا ، كما هي الحال الآن ، فالمشكلة من نوع آخر : وجو د عدد كبير من الأكفاء الطامحين بالاستيزار وبالتالي صعوبة الاختيار دون إغضاب من كان يحلم بالوزارة ، أو بوزارة معينة .

من حيث المناطق :

من الطبيعي أن يكون تمثيل المدن الكبيرة وازنا فهي عصب الاقتصاد ومركز الثقل الاجتماعي والثقافي والمالي والديموغرافي  ولكن لا يمكن تجاهل المناطق الأخرى والنائية التي ساهمت في إيصال الحزب إلى السلطة . وتزداد المشكلة كلما كان البلد مترامي الأطراف .

من حيث المساواة :

يسعى رئيس الحكومة المنتخب إلى تثبيت مبدأ المساواة في التمثيل الحكومي بين الرجال والنساء لكن المشكلة عادة تكمن في عدد النساء اللواتي يخضن العمل السياسي ويفزن في الانتخابات وهو دائما  أقل بكثير من الرجال وبالتالي نادرا ما يكون عدد الوزراء من الجنسين مماثلا .

من حيث التيارات الداخلية :

في كل حزب أكثر من تيار : وسط، يمين الوسط ويسار الوسط وثمة توازن بين مجمل تلك التيارات لا بد من احترامه لضمان وحدة الحزب وحسن سير الأعمال الحكومية . إضافة إلى ذلك هناك من هم مقربون عادة من رئيس الحكومة أكثر من سواهم وخاضوا معركته لتزعم الحزب ، فضلا عن قدامى النواب والوزراء السابقين الذين يصعب عادة عدم أخذهم بعين الاعتبار ، لعدة اعتبارات منها خاصة قوتهم داخل الحزب والخبرة التي اكتسبوها عبر السنين .

كل ذلك طبعا يضاف إليه مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب ، ما يشكل تحديا لقدرة رئيس الخكومة على حسن اختيار فريق عمله لإحسان إدارة البلاد والعباد .استمعوا