” ثقل الكلمات ”

تحت عنوان " ثقل الكلمات " نشرت صحيفة لابريس تعليقا للخبير في الشؤون الدولية جوسلان كولون حول الأوضاع في أوكرانيا ، يقول :

من حق الأوكرانيين أن يغضبوا في أعقاب إسقاط الطائرة الماليزية فوق أرضهم الأسبوع الفائت  فالعمل بربري بالرغم من كون أجهزة الاستخبارات الأميركية ، وبعد إطلاقها عدة سيناريوهات وشائعات ، توصلت الآن إلى قناعة بأن المأساة تسبب بها انفصاليون موالون لروسيا عن طريق الخطأ . ولكن الأوكرانيين يصعدون النزاع عبر نعتهم المسؤولين عن الحادثة بالإرهابيين .

فمنذ قلب النظام الموالي لروسيا في شباط – فبراير الماضي ، وحركات التمرد في القرم وشرق أوكرانيا ، يعمد الطرفان على تبادل الشتائم والتوصيفات المهينة . فالحكومة الأوكرانية توصف بالفاشية والنازية ، والانفصاليون الروس ينعتون بالإرهابيين ويغيب عن البال أن للكلمات وزنها وثقلها فالمتمرد والانفصالي ليسا بالضرورة إرهابيين .

ويتابع كولون ، لن ندخل في الجدل المزمن حول توصيف المقاتلين المنضوين تحت لواء نضال سياسي أو تحرير وطني فمناحيم بيغين وياسر عرفات ونيلسون مانديلا اتهموا بالإرهابيين من طرف وبالمحررين من الطرف الآخر لكن المؤكد أنهم تحولوا لاحقا إلى قادة سياسيين كبار .

وتصر الحكومة الأوكرانية على نعت الانفصاليين بالإرهابيين ما يهدد الصحافيين ويحرج الحكومات الغربية التي  رفضت الاستجابة لمطالب الحكومة الأوكرانية المتكررة بوصف الانفصاليين بالإرهابيين ، ومن الأرجح ألا يغير الغربيون موقفهم بعد إسقاط الطائرة سيما وأن الأميركيين أكدوا أنه تم عن طريق الخطأ .

ويرى جوسلان كولون أن إلصاق تهمة الإرهاب بجماعة أم تنظيم ما أمر حساس فالأسرة الدولية لم تتردد في وصف القاعدة بالإرهاب والأمر مختلف بالنسبة لمنظمة التحرير فالولايات المتحدة وإسرائيل اعتبرتها لفترة طويلة منظمة إرهابية بينما رفضت الدول الأوروبية هذا التوصيف ما سهل عقد مفاوضات السلام .

ويؤكد جوسلان كولون أن حل أي نزاع يقتضي مفاوضات وهي ترتكز أساسا على الاعتراف المتبادل . وفي الملف الأوكراني ، يستمر الغرب بمطالبة كييف وموسكو والانفصاليين بالتفاهم لوضع حد للنزاع وقد ذكّر أوباما بهذا المنحى بشدة يوم الإثنين الفائت .

ويخلص الخبير في الشؤون الدولية جوسلان كولون تحليله المنشور في لابريس : من مصلحة الحكومة الأوكرانية التخلي عن هذا الجدل اللغوي الذي لا يؤدي إلى أية نتيجة .استمعوا