السيجارة الالكترونيّة خلال عرضها في شيكاغو في 23 نيسان ابريل 2014

السيجارة الالكترونيّة خلال عرضها في شيكاغو في 23 نيسان ابريل 2014
Photo Credit: أ ب / Nam Y. Huh / A/P

من الصحافة الكنديّة: هل السيجارة الالكترونيّة أهون الشرّين؟

كتب الصحافي جان كلود لوكلير تعليقا في صحيفة لودوفوار تناول فيه انتشار السيجارة الالكترونيّة وتساءل إن كانت اهون الشرّين ام أنها تشكّل خطرا لعودة التدخين.

وتشير الصحيفة إلى وجود نحو مليوني شخص يدخّنون السيجارة الالكترونيّة.

وتنقل عن منظّمة الصّحة العالميّة أن ستة ملايين شخص يموتون سنويّا بسبب التدخين.

النظرة إلى السيجارة الالكترونيّة:

وتختلف المواقف من السيجارة الالكترونيّة. ويرى العديد من الأطباء من مختلف الاختصاصات أنها تشكّل حلاّ لمشكلة التدخين ويستغربون تحفّظ منظّمة الصّحة العالميّة بشأنها.

ولكنّ آخرين يتخوّفون من أن تكون بديلا واهما لا بل خطيرا للتدخين.

والقضيّة الانسانيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة بالغة الأهميّة، وتواجه معها الأخلاقيّات الطبيّة والعلميّة معضلة جديّة.

السيجارة الالكترونيّة والجدل غير المحسوم:

وتتحدّث لودوفوار عن الجدل المثار حول السيجارة الالكترونيّة في اوروبا واختلاف المواقف منها ومن السياسة التي ينبغي اعتمادها بشأنها.

وفي الولايات المتحدة، اضطرّت إدارة الغذاء والدّواء للجوء إلى باحثين من جامعة يال بعد أن عارضت المحاكم الأميركيّة منعها.

وفي كندا، يتم استهلاكها رغم أن القوانين تمنع استهلاكها في حال كانت تتضمّن مادّة النيكوتين.

موقف شركات انتاج السيجارة الالكترونيّة:

وتتحدّث الصحيفة عن مؤسّسات عازمة على المضي قدما في نشر السيجارة الالكترونيّة.

وشركة  Victory Electronic Cigarettes على سبيل المثال تقدّم نفسها على أنها  من أكبر الشركات في هذا المجال بعد حيازتها على شركات عديدة وتوقيعها على اتفاقيّات مع شبكات توزيع.

و رئيس الشركة برنت وليامز يقوم شخصيّا بحملة، لأن والده توفّي في سن مبكّرة بسبب الادمان على التدخين.

وينشط وليامز لحث المدخنين، وعددهم مليار وربع مليار شخص، على الاقلاع عن التدخين.

وعمله الاجتماعي الجيّد هو في الوقت عينه صفقة جيّدة تقول لودوفوار.

سائق الأجرة المصري سعيد علي من القاهرة يقول إنه يدخّن منذ 25 سنة. وقد زادت الحكومة المصريّة الرسوم على التبغ في 26 تموز يوليو 2014
سائق الأجرة المصري سعيد علي من القاهرة يقول إنه يدخّن منذ 25 سنة. وقد زادت الحكومة المصريّة الرسوم على التبغ في 26 تموز يوليو 2014 ©  AP/بيلا ساندلسكي / أ ب

الفرق بين السيجارتين التقليديّة والالكترونيّة:

وتتابع فتشير إلى إجماع الخبراء حول مخاطر السيجارة التقليديّة التي تتضمّن القطران ومواد أخرى تتسبّب بأمراض القلب والسرطان وأمراض الرئة والتنفّس.

و السيجارة الالكترونيّة  لا تتضمّن القطران ولكنّها قد تضمّ مادة النيكوتين وسواها من المنتوجات المشتقّة التي لا نعرف بعد مضاعفاتها على الصّحة.

وثمّة مخاوف من تهوين استخدامها خصوصا لدى الشباب.

وترى لودوفوار أن أي تغيير يطرأ على عادة التدخين المتجذّرة منذ زمن طويل من شأنه أن يثير انتباه شركات التبغ وأيضا المؤسّسات الملتزمة بمكافحة التدخين التي ما زالت نتائج عملها هشّة حتى الآن.

لكن الطبّ الوقائي يرى أن السيجارة الالكترونيّة اهون الشرّين ووسيلة لإنقاذ حياة ملايين المدخّنين.

فهي لا تتضمّن مادة النيكوتين ما يجعل قبولها أسهل من قبل السلطات الطبيّة والسياسيّة.

وهي حديثة العهد ونجاحها مستمر في أكثر من دولة. والسيجارة التقليديّة سيطرت على المجتمعات الغنيّة والفقيرة قبل أن يتمّ التنبّه لمخاطرها.

وتتساءل لودوفوار إن كان ينبغي انتظار استهلاك السيجارة الالكترونيّة بكثافة لاعتماد سياسة متشدّدة بشأنها في حال تسبّبت بمشاكل صحيّة خطيرة.

صور على علبتي سجائر نشرتها إدارة الغذاء والدّواء الأميركيّة للتحذير من خطر التدخين على الصّحة
صور على علبتي سجائر نشرتها إدارة الغذاء والدّواء الأميركيّة للتحذير من خطر التدخين على الصّحة © (AP Photo/U.S. Food and Drug Administration, File)

حملات مكافحة التدخين أعطت نتائجها:

وتتحدّث عن طريقتين هما التوعية والتشدّد ، أعطتا النتائج المرجوّة ودفعتا بالكثيرين إلى الاقلاع عن التدخين.

وتضيف أن فئة أخرى من المدخنين رفضت الرضوخ للضغوط الاجتماعيّة واستمرّت على عادتها.

وترى أن تراجع التدخين شكّل انتصارا على العديد من الأمراض ولكن ليس بالضرورة على الأمراض الخبيثة التي كانت السيجارة تساعد المريض على تجاوزها ، كالانهيار العصبي او القلق و سواهما.

والسيجارة الالكترونيّة ستساهم بدون شكّ في إنقاذ حياة الكثيرين ولكنّها لا تشكّل البديل لسياسة الصحّة العقليّة تقول لودوفوار.

والأطباء الذين يرون فيها وسيلة لمساعدة المدخّنين  محقّون بتأييد استخدامها كعلاج وقائي.

لكنّهم يواجهون مقاومة من قبل المراجع الطبيّة والسياسيّة على حدّ سواء.

وترى لودوفوار أبعادا عديدة اجتماعيّة واقتصاديّة وماليّة لهذه المقاومة.

وتضيف أن الأطباء يفكّرون بالمرضى والسياسيين يفكّرون بالناخبين.

وتختم لو دوفوار فترى أن السيجارة ،أيا كان شكلها، مرشّحة لأن تبقى العلاج الخاطئ لأمراض حقيقيّة مرتبطة بالمجتمعات وبطرق عيشها.

 

استمعوا

 

فئة:صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.