الكندي احمد وسيم انضمّ إلى مجموعة جهاديّة في سوريا

الكندي احمد وسيم انضمّ إلى مجموعة جهاديّة في سوريا
Photo Credit: سي بي سي / هيئة الإذاعة الكنديّة

كندا: شباب تستهويهم المجموعات الإسلاميّة المتشدّدة

الحديث عن كنديين متورّطين في القتال مع مجموعات جهاديّة متشدّدة عاد من جديد إلى الواجهة.

فقد كشفت السلطات الكنديّة أن الشاب أحمد وسيم من وندسور في مقاطعة اونتاريو انضمّ إلى الجهاديين في سوريا.

وتقول هيئة الإذاعة الكنديّة إن أبناء الجالية المسلمة في وندسور حاولوا إقناع وسيم العام الماضي بعدم الانضمام لهم.

ومن المحتمل أن يكون الشاب وهو في السادسة والعشرين من العمر قد غادر البلاد بهويّة مزوّرة لأن اسمه وارد على لائحة الأشخاص الممنوعين من السفر.

الشرطة الكنديّة تبحث عن أحمد وسيم:

وتبحث الشرطة الكنديّة عنه. وسبق أن نجح كنديون موضوعون تحت مراقبة الشرطة في مغادرة البلاد بهويّات مزوّرة.

يقول الصحافي في هيئة الاذاعة الكنديّة فيليب لوبلان إن مستقبلا واعدا كان بانتظار أحمد وسيم الذي كان يتخصّص لتدريس العلوم ويضيف لوبلان قائلا:

يتبجّح وسيم اليوم على موقع الانترنت بأنه تابع تأهيلا ليصبح من رماة النخبة في صفوف المتمرّدين في سوريا.

"نحن نقتل ونطلب أن نُقتل" كتب في موقعه على الشبكة.

وقال إنه أراد الالتحاق بحركة حماس و دخل عبر أحد الأنفاق لكنّ الحركة رفضت قبوله.

وقد توجّه إلى سوريا وعاد منها لتطبيب جراح أصيب بها على إحدى الجبهات كما يقول الصحافي فيليب لوبلان.

ويضيف  بأن الشاب شارك إلى جانب الشرطة  وفي مسجد المدينة في حملات توعية.

وقد خبّأت والدته جواز سفره لمنعه من مغادرة كندا. لكنّه سافر بهويّة مزوّرة ، وكانت الشرطة تعلم بأنه غادر البلاد لكنّها لم تستطع منعه من السفر من جديد.

محمّد هرسي لدى مثوله أمام المحكمة في 30 آذار مارس 2011
محمّد هرسي لدى مثوله أمام المحكمة في 30 آذار مارس 2011 ©  هيئة الإذاعة الكنديّة/اليكس تافشونسكي / سي بي سي

القانون الجنائي ومكافحة الإرهاب:

ويتابع لوبلان قائلا:

سبق أن اشتكت الشرطة قبل اليوم من أنها لا تملك الوسائل القانونيّة لمنع الأشخاص المشتبه بأنهم من الجهاديين من السفر في حال لم يرتكبوا أية جريمة في كندا.

وقد تمّ تعديل القانون الجنائي العام الماضي. والأسبوع الماضي، أصدرت السلطات الكنديّة حكما بالسجن لمدّة عشر سنوات بحق الكندي محمّد هرسي الذي كان يسعى للتوجّه إلى الصومال للالتحاق بمجموعة على صلة بتنظيم القاعدة.

كنديون تستهويهم المجموعات الإسلاميّة المتشدّدة:

ولكن ماذا عن الكنديين الذين يلتحقون بمجموعات متشدّدة؟

السؤال مطروح لا سيّما وأن معلومات وكالة الاستخبارات الكنديّة تفيد عن  وجود نحو 100 كندي موضوعين تحت الرّقابة.

يتحدّث ستيفان برتومي الكاتب والمستشار في نقابة الشرطة الفرنسيّة المقيم في مونتريال عن ظاهرة التحاق الشباب بالحركات الجهاديّة  ويقول في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة إن الظاهرة تتنامى منذ مدّة لأسباب عديدة ويضيف شارحا:

الرسالة التي توجّهها هذه المجموعات منذ مدّة من خلال شرائط فيديو ومنذ نحو 10 سنوات عبر الانترنت تجد صدى لدى النسيج الاجتماعي الموجّهة له.

وما كان يدعو إليه أسامة بن لادن بشأن إقامة الخلافة الإسلاميّة بدأ يأخذ شكله شيئا فشيئا وقد أعلنت إحدى الحركات بالفعل عن قيام الخلافة.

كل ذلك يقابل بالارتياح من المجموعات التي تستهويها الدعوات إلى التشدّد ويشجّع على المزيد من التطرّف.

ويتابع برتومي فيشير إلى إشكاليّة تطرحها مكافحة الإرهاب  لأنه من الممكن أن تصبح متشدّدا دون أن تصبح إرهابيّا.

لكنّ ثمّة من يقودهم التشدّد ليصبحوا ناشطين إرهابيين كما يقول ويضيف:

مواجهة المشكلة من خلال القانون ومن خلال السجن لا تؤدّي إلى تغيير منطق الإرهابيين. وثمّة دول حقّقت تقدّما على هذا الصعيد من بينها فرنسا التي اجتاحتها موجة إرهاب في ثمانينات القرن الماضي وموجة الإرهاب الجهادي منذ التسعينات.

وأدركت أن مكافحة الإرهاب بالطرق القانونيّة عن طريق زجّ المخطّطين له في السجن لا تعطي النتيجة المرجوّة بل أنها حوّلت السجون إلى بؤر للتشدّد.

التضامن الاجتماعي في مواجهة التشدّد:

ويتابع  مشيرا إلى قضيّة احمد وسيم فيؤكّد على أهميّة تضامن أبناء المجتمع في ما بينهم ويضيف:

من المهم وجود علاقات طيّبة بين السلطات أكانت الشرطة ام الحكومة والمجموعات التي يعمل فيها الخطباء والمتشدّدون على استمالة الشباب.

ومن المهم تعزيز الثقة بين كل الأطراف والكشف باكرا عن مخاط الانجراف نحو التشدّد لدى الاشتباه بها.

فالتشدّد يظهر في تصرفات الشباب وطريقة تعاطيهم مع محيطهم ومع أفراد أسرتهم، وتغيير عاداتهم في اللباس والتصرّف .

وقد تكون كلّها بمثابة مؤشّر على احتمال انجرافهم نحو التيارات المتشدّدة.

ويؤكّد الكاتب والمستشار ستيفان برتومي على أهميّة التضامن الاجتماعي لمواجهة التشدّد ويرى أنه يساعد على احتوائه قبل اللجوء إلى القوانين.

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.