إنتاج الماريهوانا لأهداف طبيّة في كيبيك

إنتاج الماريهوانا لأهداف طبيّة في كيبيك
Photo Credit: موقع راديو كندا / SRC

تشريع الماريهوانا: هل أخطأ حزب المحافظين هدفه؟

الجدل حول تشريع الماريهوانا يعود إلى الواجهة في كندا من حين لآخر.

وثمّة أسئلة عديدة مطروحة بهذا الشأن:

هل يصبح استهلاك الماريهوانا  مقبولا في المجتمع في حال تشريعها؟

وهل يشجّع تشريعها على استخدامها بصورة أكبر وليس فقط لأسباب طبيّة؟

وما هي مضاعفاتها على الصحّة؟

هذه وسواها من الأسئلة لا سيّما موقف الأحزاب الكنديّة منها.

الصحافيّة في راديو كندا  مانون غلوبنسكي تناولت  في مدوّنتها  البعد السياسي وتحدّثت عن استراتيجيّة جديدة يعتمدها حزب المحافظين الحاكم بزعامة ستيفن هاربر

الذي يوجّه منشورات للناخبين يدّعي فيها أن برنامج الحزب اللبرالي المعارض يتضمّن بيع الماريهوانا في محلاّت البقالة.

وتنقل عن صحيفة النيويورك تايمز دعوتها للحكومة الأميركيّة  بوضع حدّ لحظر الماريهوانا وترك أمر البت بتشريعها ام لا للسلطات المحليّة في كل ولاية.

وتذكّر مانون غلوبنسكي بأن  استهلاك الماريهوانا أصبح مشروعا في ولايتي واشنطن وكولورادو.

وتنقل عن صحيفة لوس انجلوس تايمز أن تأييد الرأي العام الأميركي لتشريع الماريهوانا يرتفع بقدر ما تتراجع المعارضة لزواج المثليين.

رئيس الحكومة ستيفن هاربر في مدينة سسكتشوان في 30 تموز يوليو 2014
رئيس الحكومة ستيفن هاربر في مدينة سسكتشوان في 30 تموز يوليو 2014 © PC/ليام ريتشاردز

موقف المحافظين من تشريع الماريهوانا:

وبالعودة إلى كندا، فقد قامت منظّمة تابعة لحزب المحافظين بتوزيع منشورات في دائرة فون الانتخابيّة في مقاطعة اونتاريو تتّهم فيها الزعيم اللبرالي جوستان ترودو بأنه يريد أن تباع الماريهوانا في محلاّت البقالة ما يجعلها بالتالي في متناول الشباب.

وجرى توزيع المنشورات نفسها في دائرة سكاربورو خلال الانتخابات الفرعيّة التي جرت في شهر حزيران يونيو الفائت.

وما ورد فيها لا يعكس موقف جوستان ترودو و لا موقف حزبه كما تقول مانون غلوبنسكي.

لكنّ ذلك لم يثن المحافظين عن انتقاد  ترودو بسبب تأييده لتشريع الماريهوانا.

فهم ينظّمون حملات دعائيّة في الراديو والتلفزيون والصحافة المكتوبة لانتقاد الحزب اللبرالي وزعيمه.

وتلقى خطّتهم صدى إيجابيا إلى حدّ ما لدى بعض الجاليات المهاجرة الواصلة حديثا إلى كندا، ومن بينها جاليات في مقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي.

فهي ترى بالإجمال أن المخدّرات غير المشروعة يجب أن تبقى غير مشروعة.

ماذا يقول الكنديّون؟

لكنّ الرأي العام الكندي مختلف وهو يسير إلى حدّ بعيد في اتجاه الرأي العام الأميركي.

فقد أظهرت دراسة أجراها معهد لثبريدج في مقاطعة البرتا عام 2013  أن  اغلبيّة مرتفعة تؤيّد نزع صفة الجرم عن استخدام الماريهوانا لأغراض ترفيهيّة.

وارتفع التأييد بعشر نقاط خلال سنتين في المقاطعة.

وشمل الاستطلاع 3 آلاف شخص وأظهر أن مسألة تشريع  الماريهوانا وتشريع البغاء تحلّ في المرتبة الثانية والعشرين في اهتمامات المواطنين.

وحلّ الاقتصاد في المرتبة الأولى لتليه الصحّة ثم البيئة.

كما نشرت مؤسّسة ايبسوس ريد استطلاعا في الثلاثين من تموز يوليو 2014  أجرته لصالح وزارة العدل تبيّن منه أن الماريهوانا لا تحتل مرتبة متقدّمة في اهتمامات الكنديين بل تحلّ في المرتبة الثلاثين من بين مجموعة من الاهتمامات المطروحة في الاستطلاع.

ورأى 37 بالمئة من المستطلعين أنه ينبغي تشريع الماريهوانا كما رأى 33 بالمئة منهم أنه ينبغي نزع صفة الجرم عن حيازة كميّة صغيرة منها.

الزعيم اللبرالي جوستان ترودو يشارك في مهرجان موزاييك في مدينة ريجاينا في 6 حزيران يونيو 2014
الزعيم اللبرالي جوستان ترودو يشارك في مهرجان موزاييك في مدينة ريجاينا في 6 حزيران يونيو 2014 © راديو كندا

هل فشلت خطّة المحافظين في انتقاد جوستان ترودو؟

وتتساءل مانون غلوبنسكي في مدوّنتها إن كان حزب المحافظين قد أخطأ في استراتيجيّته لانتقاد ترودو والحزب اللبرالي في مسألة تشريع الماريهوانا.

وترى أن نتائج استطلاعات الرأي وعدم اكتراث الكنديين بهذه المسألة تظهر أنهم على خطأ.

وربّما أن إصرارهم على انتقاد ترودو يعزّز الصورة التي يحبّ الحزب اللبرالي أن يعكسها عنه كزعيم يتميّز بالحداثة والصّراحة والانفتاح .

وتعتبر أن على اللبراليين أن يتابعوا جيّدا استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن الاقتصاد والصّحة هما في اولويات الكنديين.

وتختم مؤكّدة أن استئناف الدورة البرلمانيّة في أيلول سبتمبر المقبل سيكشف المزيد من المواقف من جانب كافة الأحزاب.

 

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.