الرئيس الأميركي باراك أوباما

الرئيس الأميركي باراك أوباما
Photo Credit: و ص ك / نيكولا كام / أسوشيتيد بريس

“التصرف بحذر”

تحت عنوان : "التصرف بحذر" نشرت صحيفة لابريس نهاية الأسبوع مقالا تحليليا للخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون حول التدخل الأميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ، يقول فيه :

العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا ، أربع أزمات سياسية وعسكرية ، أربع جبهات حيث الأوضاع المعقدة تجعل البحث عن الحلول دقيقا جدا ، أربعة مواقع حيث يطالب البعض الولايات المتحدة أن تقود حملة التدخل السياسي أو العسكري . لكن باراك أوباما ما زال يرفض الخضوع للضغوط قبل تقييم صحيح لنتائج التدخل.

فمنذ ست سنوات ، يرفض الرئيس الأميركي الحل السهل بالضرب أولا وطرح الأسئلة تاليا وكان تعهد خلال حملته الانتخابية الأولى بعدم الوقوع في مغامرة سلفه والانسحاب من العراق وأفغانستان، ووفى بتعهداته.

ومن يومها يحاذر أوباما التدخل بعمق في بعض النزاعات ويقيس جرعات استعمال القوة العسكرية. وهكذا ترك للأوروبيين عام 2011 مسؤولية الاضطلاع بقيادة التدخل في ليبيا الغارقة اليوم في الفوضى ما يجعل أوباما مرتاحا لحذره من استعمال القوة.

ويتابع جوسلان كولون: إزاء الأزمات في العراق وسوريا وأوكرانيا ، يحلل أوباما جذور كل نزاع ، يأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي ويقيم الخيارات المطروحة أمامه وأمام حلفائه إذ لا فائدة من تسريع الأمور إذا كان التدخل سيخلق وضعا أسوأ.

ويبدو أن أحد الإجراءات لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية هو بضربه في العراق وسوريا وقد قامت الولايات المتحدة بعمليات عسكرية ضده في العراق بدعم الجيش والأكراد وتمكنت من صد تقدم الجهاديين باتجاه بغداد ، لكن قصف مواقع التنظيم في سوريا الذي يطالب الجمهوريون بشدة بتنفيذه ، ليس مطروحا لأن الرئيس يبحث عن استراتيجية شاملة لمواجهة التنظيم والنزاعات الدامية في العراق وسوريا وأعلن الخميس الفائت "نحن بحاجة إلى مشروع واضح"، مؤكدا عزمه على التشاور مع الكونغريس وحلفائه حوله وقد أرسل وزير خارجيته جون كيري إلى الشرق الأوسط لتشكيل تحالف لمحاربة التنظيم وبحث إمكانيات السلام في العراق وسوريا.

ويتابع جوسلان كولون: في جيب كيري الشق العسكري من المشروع ويبقى عليه التفاوض في شق سياسي يكون جذابا للتمكن من تشكيل تحالف يضم دولا شديدة الاختلاف. فتركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر هي دول حليفة لكن كلا منها يلعب ورقته السياسية في الشرق الأوسط ويدعم في العراق وفي سوريا مجموعات ذات أهداف متناقضة. فقطر والسعودية تدعم منظمات مختلفة في سوريا وهما على خلاف شديد بشأن حماس والإخوان المسلمين.

من هنا ، فعلى أوباما التعاطي مع الواقع المتغير . عليه ، كما في أوكرانيا ، التقدم بخطى خفيفة ويجب عدم اعتبار هذا الحذر ضعفا إذ تبقى الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة على التدخل بقوة على الكرة الأرضية ، والعالم يدرك ذلك ، ومن هنا أهمية التفكير بالنتائج قبل الانتقال إلى العمل يختم جوسلان كولون تحليله في صحيفة لا بريس.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.