أحد مقاتلي جبهة النصرة

أحد مقاتلي جبهة النصرة
Photo Credit: رويترز / حميد خطيب

“القلب والعقل”

 

تحت عنوان : "القلب والعقل" علقت كاتبة العامود في صحيفة لابريس ليزيان غانيون على تفشي اعمال العنف بصورة غير مسبوقة في الشرق الأوسط . قالت:

انتهى هذا الصيف القاتل الذي تميز بتراكم غير مسبوق للمآسي في العالم ، بصورة قطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي ، ما يؤكد أن تنظيم الدولة الإسلامية المتواجد في العراق وسوريا هو تنظيم أكثر خطرا من القاعدة. وقد سبق سيده في ثلاثة أوجه :

أولا : القاعدة العملانية التي يسعى إلى تأسيسها ( إعادة الخلافة الإسلامية ) تشكل منطلقا لمهاجمة الغرب أقوى بكثير من مخيمات القاعدة في أفغانستان.

ثانيا : هذا التنظيم أكثر غنى وأفضل تسلحا من القاعدة واحتلاله لعدة مناطق في العراق مكنه من وضع اليد على النفط وودائع الدولة المصرفية والسلاح الثقيل الذي كانت الولايات المتحدة قدمته لحكومة المالكي إضافة إلى مصادر التمويل السرية من العالم العربي.

ثالثا : خلافا لمنظمة بن لادن ، تضم الدولة الإسلامية عدة مقاتلين قادرين على التحرك بسهولة لامتلاكهم جوازات سفر لدول غربية يتقنون لغاتها وطرق تفكيرها. هم أولاد المهاجرين العرب الذين تمت أدلجتهم واعتنقوا إيدليولوجية الجهاد وذهبوا للقتال في سوريا. وخمسمئة من هؤلاء يحملون الجنسية البريطانية وبحسب أجهزة الاستخبارات فإن حوالي مئة مواطن كندي يقاتلون إلى جانب الإسلاميين في العراق وسوريا ويخشى أن يعودوا لمواصلة جهادهم في الأوطان الأم.

وتتابع ليزيان غانيون : إن صراخ بن لادن باللغة العربية من أحد الكهوف تحول إلى خطاب بارد بلغة إنكليزية خالصة والمقنع الذي قطع رأس فولي كان يتحدث بلكنة بريطانية ويعتبر الخبراء أنه يدعى عبد الماجد باري ، نجل أحد مسلحي القاعدة.

وعلى غرار سائر التنظيمات الإرهابية، تتمول داعش من أموال الفدية التي تجنيها من خطف الرهائن وهذا الأمر يشكل أزمة ضميرية مؤلمة إذ هل على الدول الديموقراطية أن تدفع فدية لإطلاق سراح مواطنيها المختطفين ما يؤدي بصورة أكيدة إلى المزيد من الخطف، أم هل عليها التضحية بمختطفيها لإيقاف هذه الدائرة الشيطانية : هو صراع غير محتمل بين القلب والعقل...

وتتابع غانيون : طالبت الدولة الإسلامية بمئة مليون دولار لأطلاق سراح فولي لكن الولايات المتحدة رفضت كونها ترفض التفاوض مع الإرهابيين على غرار بريطانيا . أما فرنسا وإيطاليا وبالرغم من عدم إقرارها علنا، فقد اتخذتا منحى آخر فهما تتفاوضان عبر وسيط لاسترجاع المختطفين مقابل مبالغ هائلة من المال أو تنازلات أخرى من مثل إطلاق سراح معتقلين. وهكذا تمكن رئيس الحكومة الكندية من تحرير كنديين في مالي عام 2009 وتكذيب الخبر لا يغير شيئا فالرضوخ للابتزاز يغذي ، بطريقة أو بأخرى ، آلة القتل.

وتخلص ليزيان غانيون مقالها في لابريس : بعد مرور خمسة أيام على ذبح فولي ، تم إطلاق سراح رهينة أميركي لدى جبهة النصرة بفضل تدخل قطر وهو عمل يبين اللعبة المزدوجة التي تلعبها تلك الدولة النفطية الغنية التي تمول هؤلاء الإرهابيين أنفسهم بيد ، وباليد الأخرى تلعب أحيانا ورقة "الإنسانية" لكسب ود الدول الغربية.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.