مكاتب صحيفة مونتريال

مكاتب صحيفة مونتريال
Photo Credit: راديو كندا

“لوجورنال دو مونريال”- صحيفة مونريال

صحيفة الناس العاديين ، صحيفة الشعب، صحيفة الإثارة ، هي بعض صفات تنعت بها صحيفة ( لو جورنال دو مونتريال ) أي جريدة مونتريال أكبر يومية فرنسية في أميركا الشمالية  والأكثر مبيعا وتوزيعا في مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الفرنسية. فبحسب مؤسسة صان ميديا التي تصدرها ، تعدى عدد نسخها الصادرة يوم السبت عام 2004 الثلاثمئة والعشرين ألف نسخة أي أكثر بأربعين ألف نسخة عن منافستها صحيفة لا بريس.

فكرة إصدار هذه الجريدة التي تطبع بحجم " تابلوييد " راودت رجل الأعمال بيار بيلادو عدة سنوات إلى أن تسنت ظروف مؤاتية لإصدارها وذلك خلال إضراب شامل في صحيفة لابريس الصادرة بالفرنسية والتي كانت أهم وسيلة إعلام مكتوب حينها. فصدر العدد الأول في الخامس عشر من حزيران – يونيو عام 1964 ولم يتوقع أحد أن تستمر في الصدور طويلا وأن تبلغ ما بلغته إلى درجة أن مدير عام صحيفة لودوفوار الصادرة كذلك بالفرنسية في كيبيك كتب يقول : إن الصحيفة ستسقط في الخريف كما أوراق الشجر . " لكن ناشر الصحيفة ومؤسسها ، بيار بيلادو، ربح الرهان ففي خلال بضعة أيام بلغت نسخاتها الصادرة يوميا ثمانين ألف نسخة لتتراجع إلى عشرة آلاف فور إنهاء إضراب صحافيي لابريس وتعود تنطلق من جديد وتوزع حتى في ولاية فلوريدا الأميركية التي يقصدها آلاف الكيبيكيين المسنين خاصة لقضاء فصل الشتاء بعيدا عن الثلوج ويعرفون باسم " سنو بيردز".

يعزو الكثيرون من الخبراء في الصحافة والنشر سر نجاح " لو جورنال دو مونتريال" إلى عدة عوامل منها حجمها " التابلوييد" ، اهتمامها بشؤون الحياة اليومية ، تركيزها على أمور تهم فئات الناس كالرياضة والمهرجانات والمتفرقات والجنس والجرائم وسواها. إضافة إلى كونها تخصص مساحات واسعة للأخبار المحلية على حساب القضايا الدولية ولكن خاصة لمشاركة صحافيين مرموقين في إدارتها وتحريرها وعلى رأسهم جيرار سيلييه الفرنسي الأصل والذي هاجر إلى كندا عام 1956 وعيّن رئيس التحرير والمدير العام منذ الساعات الأولى لصدورها . وعلى مر السنين إنضم إلى فريق الإدارة والتحرير صحافيون كبار من مثل جاك بوشان وأندره روفيانج  ورينيه ليفيك مؤسس الحزب الكيبيكي الاستقلالي ورئيس حكومة كيبيك لاحقا ومنذ بضع سنوات الوزراء السابقون إيف سيغان، جوزيف فاكال وشيلا كوبس ونجم لعبة الهوكي في السبعينات غي لافلور.

وتخصصت الصحيفة في التقارير الميدانية واختراق بعض المنظمات فتمكنت الصحافية بريجيت ماك كان من اختراق طائفة راييل ونشرت سلسلة من التقارير التي كشفت ما وراء الكواليس كما أجرى الصحافي ميشال أوجيه سلسلة روبورتاجات عن منظمة الهيلز انجيلز الجرمية ما تسبب بتعرضه لمحاولة الاغتيال.

وكانت صحيفة مونتريال سباقة في أكثر من مجال : حجمها التابلوييد ، اعتمادها تقنية طبع بالأوفست وصدورها نهار الأحد ما رفع عدد قرائها ليبلغ أسبوعيا المليوني قارئ.

صحيفة مونتريال تعنون
صحيفة مونتريال تعنون "بيار كارل بيلادو في الحزب الكيبيكي" © راديو كندا

أما توجهها السياسي فهو استقلالي النزعة بالرغم من أنها لا تتضمن افتتاحية يومية انطلاقا من مبدأ يؤمن به مؤسسها وإداريوها وهو عرض الخبر كما هو وبكل تفاصيله وترك القارئ يحلل ويقرر بنفسه.

واجهت الصحيفة أزمات وتحديات كان أبرزها الإضراب العام القسري للعاملين فيها عام 2009 استمر خمسة وعشرين شهرا أسس خلاله المضربون صحيفتهم الإلكترونية " رو فرونتوناك" .

لو جورنال دو مونتريال جزء من أمبراطورية إعلامية ، كيبيكور، أسسها بيار بيلادو وواصل إدارتها نجله بيار كارل ، الذي ترشح عن الحزب الكيبيكي الانفصالي وفاز بمقعد نيابي في الجمعية الوطنية الكيبيكية. وتضم الأمبراطورية مجموعة من الصحف المحلية والمجلات الفنية والمطابع ومؤسسة فيديوترون للهاتف والكابل التلفزيوني.

 

ولد مؤسس الصحيفة بيار بيلادو في حي أوترومون الراقي في مونتريال وتابع تخصصه في الفلسفة في جامعة مونتريال والحقوق في جامعة ماك غيل قبل خوض عالم الأعمال والصحافة وفي العام 1950 اشترى صحيفة محلية بقيمة ألف وخمسمئة دولار استدانها من والدته وباشر من ثم بإصدار عدة صحف محلية للأحياء المونتريالية تهتم بالمتفرقات العامة يطبعها في أول مطبعة اشتراها وأسس كيبيكور عام خمسة وستين . وبعد عامين أصدر صحيفة صباحية يومية موازية لصحيفة مونتريال لكنها مخصصة لمدينة كيبيك واسماها " لو جورنال دو كيبيك" وباتت هي الأخرى الصحيفة الأكثر مبيعا في عاصمة المقاطعة كما نشر صحيفة مماثلة في الولايات المتحدة " ذي فيلادلفيا جورنال " وأخرى باللغة الإنكليزية أيضا في مونتريال للمضاربة على صحيفة " ذي غازيت " لكنها توقفت عن الصدور بعد أقل من سنتين .

تزوج بيلادو ثلاث مرات وأنجب سبعة أولاد أشهرهم اليوم بيار كارل، المرشح المحتمل لزعامة الحزب الكيبيكي الانفصالي.استمعوا

column-banner-Press-CND-Ar-Draft (3)

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.