مناصرون لاستقلال اسكتلندا ومعارضون له في بلانتاير في اسكتلندا في الرابع من الشهر الجاري

مناصرون لاستقلال اسكتلندا ومعارضون له في بلانتاير في اسكتلندا في الرابع من الشهر الجاري
Photo Credit: Getty Images / Jeff J Mitchell

من الإعلام الكندي: “البرودة الاسكتلندية ناشطة”

كتب اليوم مراسل راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) سيلفان ديجاردان مقالة من اسكتلندا عشية الاستفتاء العام فيها على الاستقلال عن المملكة المتحدة.

يقول ديجاردان في مقالته بعنوان "الاستفتاء: البرودة الاسكتلندية ناشطة" إن الهدوء المخيم على التلال الخضراء القابعة عليها أجراس كنائس تعود لعدة قرون من الزمن، وقطعان الخراف الوديعة، والطرقات المتعرجة وشبه الخالية، كلها تعطي الانطباع عندما نقترب من العاصمة الاسكتلندية إدنبرة بأن ما من شيء يمكنه أن يقلب الأوضاع في اسكتلندا. مع أن هذه المنطقة كانت مسرحاً لمعارك ضارية بين ممالك عدة، لاسيما بين الاسكتلنديين والإنكليز. وحتى وإن كان الجدل الدائر حالياً بشأن الاستفتاء على الاستقلال ما عاد يمت بصلة إلى تلك الحروب التي دارت في القرون الوسطى، فالانقسامات التاريخية احتمال قائم.

لكن الجدل بين مناصري الاستقلال ومعارضيه بقي حضارياً جداً، كتب ديجاردان في مدونته على موقع راديو كندا. "وكما يقول لي سائق التاكسي الذي يقودني إلى العاصمة: ’’مع كل ما يحدث في عالمنا الحالي، إنه لأمر خارق أن نستطيع تغيير هذا الكم من الأمور بواسطة قلم وقسيمة اقتراع فقط!’’ ".

البرلمان الاسكتلندي في إدنبرة في إحدى جلساته
البرلمان الاسكتلندي في إدنبرة في إحدى جلساته ©  David Moir / Reuters

حدثت بعض المشاجرات القوية على أرصفة الطرف الشرقي لغلاسكو، كبرى مدن اسكتلندا، وشعر بعض معارضي الاستقلال بإحباط واضح لعدم جرأتهم على المجاهرة برأيهم مخافة أن يوصموا بالعداء لاسكتلندا، لكن لم يُحكَ عن عائلات مزقها الجدل الدائر حالياً مثلما حدث في مقاطعة كيبيك عام 1995 خلال الاستفتاء على استقلالها عن الاتحادية الكندية. ربما لأن ليس من عامل لغوي يفرق بين الاسكتلنديين والإنكليز، يقول ديجاردان، مضيفاً أن هذا ما يعتقده الكثير من المحللين الذين استشارهم والذين تابعوا الحملات الاستفتائية التي جرت في مقاطعة كيبيك.

وهناك فارق أساسي آخر بين اسكتلندا وكيبيك، فقد سبق لاسكتلندا أن كانت دولة مستقلة، وطيلة ثلاثة قرون. وبالتالي يعلم الناس هناك أن اسكتلندا مستقلة أمر ممكن. حتى معارضو الاستقلال يقرون بذلك، يكتب مراسل راديو كندا من اسكتلندا.

ويتابع ديجاردان بأنه من المتوقع أن يقترع في الاستفتاء غداً أكثر من 90% من 4,3 ملايين شخص يحق لهم بذلك وسجلت أسماؤهم على لوائح الاقتراع.

وسيقول لكم الجميع هنا، وأولهم سائق التاكسي الذي يقلني، إنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء غداً، ستكون اسكتلندا برمتها من سيفوز عند انتهاء هذه الحملة الاستفتائية، يقول ديجاردان. بداية لأن البرلمان الاسكتلندي سيحصل على مزيد من الصلاحيات، وهذا وعد من ويستمنستر، أي من البرلمان البريطاني، في حال فاز معارضو الاستقلال، وأيضاً، وبصورة خاصة، لأن الاسكتلنديين في غالبيتهم أصبحوا مسيسين أكثر من أي وقت مضى. والسياسة، بالمعنى النبيل للكلمة، لم تكن يوماً راسخة كما هي الآن في بلد الإزار (الكِلت) والويسكي، يختم مراسل راديو كندا سيلفان ديجاردان من اسكتلندا.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.