الرئيس اوباما يعلن عن تطبيع العلاقات بين بلاده وكوبا في 17 كانون الأول ديسمبر 2014

الرئيس اوباما يعلن عن تطبيع العلاقات بين بلاده وكوبا في 17 كانون الأول ديسمبر 2014
Photo Credit: Photo by Doug Mills-Pool/Getty Images)

من الصحافة الكنديّة: تطبيع العلاقات الكوبيّة الأميركيّة حدث تاريخي

تصدّر خبر تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا اهتمامات الصحافة الكنديّة التي أفردت له مساحات واسعة من صفحاتها.

صحيفة لودوفوار كتبت في صدر صفحتها الأولى وبالعنوان العريض "فتح صفحة جديدة".

وأشارت إلى أن الرئيس اوباما كلّف وزير خارجيّته جون كيري بإجراء مفاوضات مع السلطات الكوبيّة لإعادة العلاقات الدبلوماسيّة التي قُطِعت منذ كانون الثاني يناير 1961.

وأضافت بأن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو تحدّث هو الآخر إلى مواطنيه وإلى العالم أجمع ليؤكّد طيّ صفحة مهمّة من التاريخ.

وتشير لودوفوار إلى أن هذه التطوّرات جاءت في أعقاب مباحثات سريّة استمرّت ثمانية عشر شهرا وجرت بمعظمها في العاصمة الكنديّة اوتاوا وبتشجيع من البابا فرنسيس الذي استضاف الجولة الأخيرة منها.

وتشير الصحيفة إلى أن إطلاق سراح عامل المساعدة الإنسانيّة الأميركي  آلان غروس من قبل السلطات الكوبيّة سهّل التفاوض.

كما أفرجت الولايات المتحدة بالمقابل عن 3 كوبيين كانوا معتقلين لديها بتهمة التجسّس.

وكتبت لودوفوار تقول إن الرئيسين اوباما وكاسترو شكرا كندا لاستضافتها المفاوضات بين بلديهما.

ونقلت عن رئيس الحكومة الكنديّة قوله في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة إن تطبيع العلاقات "تطوّر جيّد كان منتظرا منذ وقت طويل.

ودوما في لودوفوار نقرأ تعليقا بتوقيع سيرج تروفو يقول فيه إن إعلان الرئيسين اوباما وكاسترو أذهل العالم.

ويشير إلى مجموعة من الإجراءات التي توافق حولها الطرفان من بينها رفع القيود عن تنقّل الأفراد والأموال وإزالة اسم كوبا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب . ويضيف أن كلّ ما يتعلّق بحقوق الانسان بقي غامضا.

ويعتبر أن تطبيع العلاقات جاء كنتيجة منطقيّة للإجراءات الاقتصاديّة والسياسيّة التي اتخذتها كوبا بعد انسحاب الرئيس فيديل كاسترو من السلطة عام 2006 لأسباب صحيّة.

ومن بين الإجراءات، تسهيل قانون الهجرة وخصخصة جزء مهمّ من الأراضي الزراعيّة وتحديث قانون الضرائب.

والرئيس راؤول كاسترو أكّد أن المضي في الاصلاحات لا يتحقّق في ظلّ الحصار الأميركي المفروض على بلاده.

والرئيس اوباما من جهته اتّخذ بإعلانه تطبيع العلاقات مع كوبا خطوة سياسيّة مهمّة بعد خطوة أخرى مهمّة اتّخذها يوم أعلن عن الاتفاق بين بلاده والصين بشأن التغيّرات المناخيّة ليثبت أنّه لا يتّبع سياسة "البطّة العرجاء".

وحول التقارب الأميركي الكوبي كتب مارك تيبو في صحيفة لابريس يشير إلى أن أكثر من رئيس أميركي حاول التفاوض  للتوصّل إلى تسوية مؤقّتة مع كوبا كما أظهرته وثائق نشرها باحثان أميركيّان في كتابهما بعد رفع السريّة عنها.

وفي كل مرّة جرى التفاوض بعيدا عن الأضواء وبواسطة قنوات غير رسميّة.

فالرئيس كينيدي لجأ إلى المفاوضات السريّة لتليين موقفه من كوبا وأرسل موفدا للتفاوض مع الرئيس فيديل كاسترو الذي كانت تخطّط وكالة الاستخبارات المركزيّة لقتله.

وقد باءت مخطّطاتها بالفشل تقول لابريس. وتنقل ما كتبه الصحافي والكاتب الكندي اندرو كوهين في كتاب أصدره، من أن الرئيس كينيدي  استمرّ في استخدام قنوات غير رسميّة للتوصل إلى حلّ للخلاف.

ويشير كوهين إلى أن الرؤساء الأميركيين من بعده حاولوا بدورهم البحث عن أشكال مختلفة من الحوار مع النظام الكوبي إن حول مواضيع محدّدة كالهجرة او حول مواضيع تهمّ البلدين.

والنتيجة التاريخيّة تجلّت في الاتفاق الذي توصّل إليه البلَدان يقول كوهين.

الأميركي آلان غروس وزوجته على متن طائرة حكوميّة في طريق العودة إلى بلاده بعد إفراج السلطات الكوبيّة عنه في 17 كانون الأول ديسمبر 2014
الأميركي آلان غروس وزوجته على متن طائرة حكوميّة في طريق العودة إلى بلاده بعد إفراج السلطات الكوبيّة عنه في 17 كانون الأول ديسمبر 2014 © Photo by Lawrence Jackson/The White House via Getty Images)

ويعتبر أن وجود جيل جديد ومؤثّر من الأميركيين الكوبيين  في فلوريدا سهّل هذا التحوّل التاريخي، خصوصا أنه جيل منفتح على تطبيع العلاقات بين

البلدين.

وتنقل لابريس عن اندرو كوهين قوله إن لدى الرئيس اوباما اعتبارات شخصيّة لأنه يفكّر في الإرث الذي سيتركه ، ولكنّها لا تقلّل أبدا من القرار التاريخي الذي اتّخذه.

ودوما في صحيفة لابريس رأت الصحافيّة أنييس غرودا أن رفع الحصار خبر جيّد لكوبا وللولايات المتحدة وللقارّة الأميركيّة بأكملها.

وأشارت إلى التغيّرات الكثيرة التي طرأت منذ العام 1961 ونقلت عن الرئيس كاسترو قوله: "إمّا نقوم بالإصلاح وإمّا نغرق". وقد اختار كاسترو الإصلاح تقول غرودا.

ورأت صحيفة الغلوب اند ميل أن ما حدث هو بمثابة  اختراق تاريخي ، ونقلت عن الرئيس اوباما قوله إن سياسة العزل لم تنجح.

وتحدّثت عن تغيّر جذري بعد عقود من العداء بين البلدين. وأشارت إلى أن 140 كيلومترا تفصل بينهما في حين أن الخلاف الايديولوجي أبعد وأعمق بكثير.

وأشارت إلى سبع جولات من المفاوضات السريّة التي استضافتها العاصمة الكنديّة اوتاوا بين ممثّلي البلدين على مدى ثمانية عشر شهرا.

وتشير الغلوب أند ميل إلى أن كندا حافظت على علاقاتها الدبلوماسيّة مع كوبا وقامت الحكومات الكنديّة المتعاقبة بتشجيع واشنطن على رفع الحصار عنها.

وتذكّر بالعلاقات الوديّة التي كانت تربط بين فيديل كاسترو ورئيس الحكومة الكنديّة الراحل بيار اليوت ترودو.

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.