Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 21-12-2014

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة من إعاد وتقديم مي ابوصعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا

تصدّر خبر تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا اهتمامات الصحافة الكنديّة التي أفردت له مساحات واسعة من صفحاتها.

صحيفة لودوفوار كتبت في صدر صفحتها الأولى وبالعنوان العريض "فتح صفحة جديدة".

وأشارت إلى أن الرئيس اوباما كلّف وزير خارجيّته جون كيري بإجراء مفاوضات مع السلطات الكوبيّة لإعادة العلاقات الدبلوماسيّة التي قُطِعت منذ كانون الثاني يناير 1961.

وأضافت بأن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو تحدّث هو الآخر إلى مواطنيه وإلى العالم أجمع ليؤكّد طيّ صفحة مهمّة من التاريخ.

وتشير لودوفوار إلى أن هذه التطوّرات جاءت في أعقاب مباحثات سريّة استمرّت ثمانية عشر شهرا وجرت بمعظمها في العاصمة الكنديّة اوتاوا وبتشجيع من البابا فرنسيس الذي استضاف الجولة الأخيرة منها.

وتشير الصحيفة إلى أن إطلاق سراح الأميركي  آلان غروس المسجون بتهمة التجسّس من قبل السلطات الكوبيّة سهّل التفاوض.

كما أفرجت الولايات المتحدة بالمقابل عن 3 كوبيين كانوا معتقلين لديها بتهمة التجسّس.

وكتبت لودوفوار تقول إن الرئيسين اوباما وكاسترو شكرا كندا لاستضافتها المفاوضات بين بلديهما.

ونقلت عن رئيس الحكومة الكنديّة قوله في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة إن تطبيع العلاقات "تطوّر جيّد كان منتظرا منذ وقت طويل.

ودوما في لودوفوار نقرأ تعليقا بتوقيع سيرج تروفو يقول فيه إن إعلان الرئيسين اوباما وكاسترو أذهل العالم.

ويشير إلى مجموعة من الإجراءات التي توافق حولها الطرفان من بينها تخفيف القيود على السفر والقيود الاقتصاديّة وإزالة اسم كوبا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب . ويضيف أن كلّ ما يتعلّق بحقوق الانسان بقي غامضا.

ويعتبر أن تطبيع العلاقات جاء كنتيجة منطقيّة للإجراءات الاقتصاديّة والسياسيّة التي اتخذتها كوبا بعد انسحاب الرئيس فيديل كاسترو من السلطة عام 2006 لأسباب صحيّة.

ومن بين الإجراءات، تسهيل قانون الهجرة وخصخصة جزء مهمّ من الأراضي الزراعيّة وتحديث قانون الضرائب.

والرئيس راؤول كاسترو أكّد أن المضي في الاصلاحات لا يتحقّق في ظلّ الحصار الأميركي المفروض على بلاده.

والرئيس اوباما من جهته اتّخذ بإعلانه تطبيع العلاقات مع كوبا خطوة سياسيّة مهمّة بعد خطوة أخرى مهمّة اتّخذها يوم أعلن عن الاتفاق بين بلاده والصين بشأن المتغيّرات المناخيّة ليثبت أنّه لا يتّبع سياسة "البطّة العرجاء".

وحول التقارب الأميركي الكوبي كتب مارك تيبو في صحيفة لابريس يشير إلى أن أكثر من رئيس أميركي حاول التفاوض  للتوصّل إلى تسوية مؤقّتة مع كوبا كما أظهرته وثائق نشرها باحثان أميركيّان في كتابهما بعد رفع السريّة عنها.

وفي كل مرّة جرى التفاوض بعيدا عن الأضواء وبواسطة قنوات غير رسميّة.

فالرئيس كينيدي لجأ إلى المفاوضات السريّة لتليين موقفه من كوبا وأرسل موفدا للتفاوض مع الرئيس فيديل كاسترو الذي كانت تخطّط وكالة الاستخبارات المركزيّة لقتله.

وقد باءت مخطّطاتها بالفشل تقول لابريس. وتنقل ما كتبه الصحافي والكاتب الكندي اندرو كوهين في كتاب أصدره، من أن الرئيس كينيدي  استمرّ في استخدام قنوات غير رسميّة للتوصل إلى حلّ للخلاف.

ويشير كوهين إلى أن الرؤساء الأميركيين من بعده حاولوا بدورهم البحث عن أشكال مختلفة من الحوار مع النظام الكوبي إن حول مواضيع محدّدة كالهجرة او حول مواضيع تهمّ البلدين.

والنتيجة التاريخيّة تجلّت في الاتفاق الذي توصّل إليه البلَدان يقول كوهين.

مواطنون أميركيون من أصل كوبي في ميامي يحتجّون على تطبيع العلاقات مع كوبا في 17 كانون الأول ديسمبر 2014
مواطنون أميركيون من أصل كوبي في ميامي يحتجّون على تطبيع العلاقات مع كوبا في 17 كانون الأول ديسمبر 2014 © (Photo by Joe Raedle/Getty Images)

ويعتبر أن وجود جيل جديد ومؤثّر من الأميركيين الكوبيين  في فلوريدا سهّل هذا التحوّل التاريخي، خصوصا أنه جيل منفتح على تطبيع العلاقات بين

البلدين.

وتنقل لابريس عن اندرو كوهين قوله إن لدى الرئيس اوباما اعتبارات شخصيّة لأنه يفكّر في الإرث الذي سيتركه ، ولكنّها لا تقلّل أبدا من القرار التاريخي الذي اتّخذه.

ودوما في صحيفة لابريس رأت الصحافيّة أنييس غرودا أن رفع الحصار خبر جيّد لكوبا وللولايات المتحدة وللقارّة الأميركيّة بأكملها.

وأشارت إلى التغيّرات الكثيرة التي طرأت منذ العام 1961 ونقلت عن الرئيس كاسترو قوله: "إمّا نقوم بالإصلاح وإمّا نغرق". وقد اختار كاسترو الإصلاح تقول غرودا.

ورأت صحيفة الغلوب اند ميل أن ما حدث هو بمثابة  اختراق تاريخي ، ونقلت عن الرئيس اوباما قوله إن سياسة العزل لم تنجح.

وتحدّثت عن تغيّر جذري بعد عقود من العداء بين البلدين. وأشارت إلى أن 140 كيلومترا تفصل بينهما في حين أن الخلاف الايديولوجي أبعد وأعمق بكثير.

وأشارت إلى سبع جولات من المفاوضات السريّة التي استضافتها العاصمة الكنديّة اوتاوا بين ممثّلي البلدين على مدى ثمانية عشر شهرا.

وتشير الغلوب أند ميل إلى أن كندا حافظت على علاقاتها الدبلوماسيّة مع كوبا وقامت الحكومات الكنديّة المتعاقبة بتشجيع واشنطن على رفع الحصار عنها.

وتذكّر بالعلاقات الوديّة التي كانت تربط بين فيديل كاسترو ورئيس الحكومة الكنديّة الراحل بيار اليوت ترودو.

 صحيفة لودوفوار: الحريّات في تركيّا

تحت عنوان " أقفال الرئيس " علق المحرر في لو دوفوار سيرج تروفو على أوضاع الحريات والديموقراطية في تركيا. قال:

اليوم جاء دور الصحافيين  ورؤساء تحرير الصحافة المكتوبة ومراسلي وإداريي الراديو والتلفزيون التركي للخضوع لحملة قمع أعدها وأمر بتنفيذها الرئيس رجب طيب أردوغان  . فبعد التعرض للقضاة والمحامين  وقادة الأجهزة الأمنية عبر البلاد خلال هذا العام، يعتزم  الرجل القوي  في النظام القائم أصلا على القوة ، تقليصَ حرية التعبير في تركيا.

ويتابع تروفو: الأصداء الواردة من مضيق البوسفور تفيد يأن القوات التي بإمرة رجل يزداد طغيانا يوما عن يوم،  ستواصل عملها خلال الأيام المقبلة،  لتقويض أحد ركائز الديموقراطية بحجة يكررها الرئيس ووزراؤه : هؤلاء ليسوا إلا "خونة" و"إرهابيين" ويجب ملاحقتهم . لكن ما يلام من أجله هؤلاء الصحافيون وسواهم هو بالواقع علاقتهم الوثيقة المفترضة مع فتح الله غولن، المنفي إلى الولايات المتحدة منذ العام 1999 .

وهذا الإمام الذي كان حليف أردوغان، تخاصم معه بسبب انزلاق الأخير إلى مفهوم متحفظ جدا للإسلام. فغولن يدافع عن إسلام يتماشى مع الحداثة وبالتالي ليس عدوا للتقدم، بينما يعتمد أردوغان إسلاما رجعيا يتناغم مع الماضي.. بكلمة أخرى يسعى أردوغان إلى إلغاء العلمانية التي أسسها أتاتورك . فمنذ فترة أثار أردوغان موجة احتجاج واسعة بتوقيعه مرسوما يفرض على المدارس الدينية تعليم اللغة التركية القديمة والأبجدية العثمانية التي كان استبدلها مصطفى كمال بالأحرف اللاتينية عام 1928. وبرر ذلك برغبته النهائية في " العودة إلى الجذور التركية" كمقدمة لا بد منها لتأسيس "تركيا الجديدة".

ويرى سيرج تروفو في لو دوفوار أن عرض القوة الذي يقوم به أردوغان اليوم يهدف إلى استعادة السلطات بعد إقدام الشرطة منذ عام على مضايقة حكومته وبعض المقربين منه واعتقال بعضهم . فمنذ عام بالتمام اتهم عدد كبير من مسؤولي الدولة بالفساد وتم دفع بعضهم إلى الاستقالة وتلطيخ سمعة أردوغان. وتعهد يومها بالانتقام من شبكة غولين المسؤول برأيه عما جرى ووضع الأقفال على كل فكرة تحمل بصمات الغرب.

ويختم سيرج تروفو تعليقه في لو دوفوار : إن مجاراة تركيا مع الديموقراطية أمر يبدو مستحيلا.

استخدام تقنية التصديع الهيدرولي (التصديع المائي) لاستخراج الغاز الصخري في ولاية كولورادو الأميركية (أرشيف)
استخدام تقنية التصديع الهيدرولي (التصديع المائي) لاستخراج الغاز الصخري في ولاية كولورادو الأميركية (أرشيف) © AP/Brennan Linsley

وإلى موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) حيث تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته تأكيد رئيس حكومة مقاطعة كيبيك الكندية، فيليب كويار، هذا الأسبوع أنه لن يقدم على استثمار الغاز الصخري في المقاطعة. ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.

يستهل فيليون مقاله الذي يحمل عنوان "نهاية الغاز الصخري؟" بالتذكير بأن التقرير الأول الصادر عن "مكتب الجلسات العامة حول البيئة" (Bureau d'audiences publiques sur l'environnement) بشأن الغاز الصخري في شباط (فبراير) 2011 خلص إلى أنه لم يكن هناك من معلومات علمية كافية لتحديد المخاطر المتصلة باستثمار هذا الغاز. واقترح المكتب المذكور التابع لحكومة كيبيك أن تستفيد الحكومة من المجالس المناطقية للبلديات من أجل وضع هيئة تنسيق. وحكومة كويار هي حالياً بصدد إلغاء هذه المجالس، يشير فيليون.

وفي مطلع السنة الحالية أصدرت "اللجنة من أجل التقييم البيئي الاستراتيجي للغازات الصخرية" (Comité pour l'évaluation environnementale stratégique sur les gaz de schiste) التي وضعتها الحكومة تقريراً جاء فيه أن أسئلة عديدة لا تزال دون أجوبة، لاسيما ما يتعلق منها بـ"صحة الأفراد وسلامتهم ونوعية حياتهم"، وأن صناعة الغاز الصخري تشكو من نقص في مقبوليتها من المجتمع.

على الصعيد البيئي هناك مخاوف من أن يؤدي استثمار الغاز الصخري إلى تلويث المياه والتربة وإلى انبعاثات هامة للغازات الدفيئة إضافة إلى تسرب الغاز جراء استخدام تقنية التصديع الهيدرولي (التصديع المائي). وعلى الصعيد الاقتصادي يحد السعر المنخفض جداً للغاز الطبيعي في أسواق أميركا الشمالية من الجدوى الاقتصادية لاستثمار الغاز الصخري، يقول فيليون نقلاً عن تقرير اللجنة.

وها أن تقريراً آخر لـ" مكتب الجلسات العامة حول البيئة" صدر قبل يوميْن يخلص إلى أنه من غير المناسب استثمار الغاز الصخري في كيبيك، يقول الصحافي الاقتصادي في راديو كندا. التنقيب عن الغاز الصخري واستثماره في الأراضي المنخفضة لنهر سان لوران قد يتركان آثاراً جسيمة على الجاليات المعنية، أبرزها تدهور نوعية الهواء وارتفاعُ الضجيج وحركةِ السير على الطرقات والتلوثِ الضوئي، وتراجعُ قيمة العقارات القريبة من منصات التنقيب، جاء في التقرير.

ويضيف التقرير أن صناعة الغاز الصخري قد تلحق الأذى بالبيئة، لاسيما بنوعية المياه السطحية والمياه الجوفية، وبالمناطق المحمية والمناطق الرطبة، وتؤدي إلى تفتيت الغابات.

ثلاثة تقارير غنية بالمعلومات والأبحاث تتوصل إلى خلاصة أساسية، وهي أن استثمار الغاز الصخري محفوف بالمخاطر وعائداته الاقتصادية ضعيفة الاحتمال وهو غير مقبول من المجتمع. رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار فهم الرهان وأغلق الملف أمس في المقابلة مع تلفزيون راديو كندا، يختم جيرالد فيليون.

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، دولي، سياسة، صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.