رئيس الشرف لمؤسّسة "الأنف الأحمر" مارك جيرفي

رئيس الشرف لمؤسّسة "الأنف الأحمر" مارك جيرفي
Photo Credit: Radio-Canada

“الأنف الأحمر”: سلامة قيادة السيّارة في زمن الأعياد

يوم أسّس استاذ الرياضيّات في جامعة لافال في كيبيك جان ماري دو كونانك ما أسماه عمليّة الأنف الأحمر، لم يكن يدرك ربّما أن العمليّة ستلقى الاعجاب  والنجاح وستتخطّى حدود مقاطعة كيبيك إلى باقي أنحاء كندا وإلى دول أخرى حول العالم.

الأنف الأحمر خدمة مقدّمة للسائقين خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة تهدف لمساعدة السائقين الذين شربوا الخمر على العودة إلى منازلهم بأمان وتجنّب المخاطر الناجمة عن القيادة في حالة السكر.

هذا طبعا مع العلم أن القيادة ممنوعة في حال تجاوز السائق كميّة محدّدة من الخمر وهي تعرّضه لغرامة ماليّة ولاحتمال سحب رخصة القيادة منه وللسجن في بعض الحالات.

تأسّست عمليّة الأنف الأحمر عام 1984 يوم فكّر استاذ الرياضيّات في جامعة لافال في كيبيك جان ماري دوكونانك في طريقة لتمويل نادي السباحة التابع للجامعة والذي كان هو مدرّبه.

وكان دوكونانك في طريق العودة إلى منزله في أواخر شهر أيلول سبتمبر عندما سمع إحصاءات مذهلة حول المشاكل التي تتسبّب بها قيادة السيّارة في حالات الوهن.

واشارت الاحصاءات إلى أن 50 بالمئة من حوادث السير القاتلة يتسبّب بها سائقون يقودون تحت تأثير الكحول.

وسمع دوكانانك أحد اصحاب الحانات يقول إن زبائنه الذين يغادرون الحانة في ساعات الصباح الأولى يرفضون ترك سيّارتهم والعودة إلى المنزل بسيّارة أجرة لا لسبب وإنمّا لأنهم متعلّقون بسيّارتهم ويرفضون إبقاءها في مكان بعيد عن أنظارهم.

وخطرت ببال الأستاذ الجامعي فكرة طريفة تقضي بأن يقوم طلاّبه وبالأخصّ طلاّب نادي السباحة بمساعدة من يرغب على العودة إلى المنزل وقيادة سيّارته نيابة عنه.

ولتقديم الخدمة، يذهب طالبان بسيّارتهما إلى مكان وجود الشخص الذي اتصل هاتفيا لطلب المساعدة،  ويتولّى أحدهما قيادة سيّارته وإيصاله إلى المنزل ، ويرافقه الطالب الآخر ليعود الاثنان معا بعد ذلك لتلبية طلب آخر.

واختار الأستاذ الجامعي المتطوّعين من بين السبّاحين والسبّاحات الأعضاء في نادي السباحة لمرافقة من يرغب من السائقين الذين تجاوزوا الحدّ الأدنى المسموح به من الكحول في الدم.

ونفّذ الاستاذ دوكونانك فكرته بالتعاون مع شرطة مدينة كيبيك ومع إذاعة محليّة في المدينة لتولد بذلك أولى عمليّات الأنف الأحمر والتي امتدّت  بين الثالث عشر والثالث والعشرين من كانون الأول ديسمبر 1984 .

والخدمة مجانيّة في الأساس وتترك الخيار لمن يتلقّاها في أن يقدّم إن شاء مبلغا من المال يذهب إلى جمعيّات غير ربحيّة تعمل على مساعدة الشباب.

واستحوذت الفكرة على إعجاب المواطنين لا سيّما وأن تقديم المساعدة كان الهدف الوحيد المقصود منها ولم تكن هنالك من نيّة لإعطاء الدروس والعبر.

وطوّر جان دوكانانك الفكرة لتتحوّل من سعي لتمويل فريق رياضة إلى حملة لقيادة السيّارة بأمان تنعكس بالخير على الجميع.

عمليّة الأنف الأحمر في مقاطعة ألبرتا
عمليّة الأنف الأحمر في مقاطعة ألبرتا © ICI Radio-Canada

ومنذ العام 1984، تتوالى عمليّات الأنف الأحمر سنة بعد الأخرى خلال فترات الأعياد.

وهذه السنة أيضا انطلقت عمليّة الأنف الأحمر مع اقتراب موسم الأعياد وهي تركّز على حجم الهبات الماليّة التي يقدّمها المستفيدون من الخدمة.

ويقول جان ماري دوكونانك إن الأموال التي يتمّ جمعها تذهب بأكملها إلى مؤسّسات تعمل على مساعدة الشباب ودعم رياضات الهواة.

ويشير إلى أن عمليّة الأنف الأحمر تتواصل بعد ثلاثين عاما على انطلاقها في كيبيك ورغم التحسّن الكبير والوعي اثناء القيادة الذي تشهده المقاطعة.

والأرقام مشجّعة في ما يخصّ تراجع حالات القيادة تحت تأثير الخمر. ولكنّ ثمّة من يخاطر ومن الضروري مواصلة الحملة كما يقول جان دوكونانك.

في العام 1989، نظّمت عمليّة الأنف الأحمر بالتعاون مع جمعيّات أخرى حملة في أوساط الشباب ما بين السادسة عشرة والرابعة والعشرين من العمر لتوعيتهم على مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول.

وفي العام 2006 نظّمت محاضرات تفاعليّة في المؤسّسات للتوعية على أهميّة تناول الكحول بصورة معتدلة وعلى مخاطر القيادة في حالات الوهن، وقدّمت المحاضرات للعمّال والشباب والأهالي والمستهلكين.

كما نظّمت في العام 2008 حملة للتوعية على مخاطر السرعة وعلى أهميّة ربط حزام الأمان أثناء القيادة.

يبقى القول أخيرا إن عمليّة الأنف الأحمر خدمة مقدّمة في كيبيك ومقاطعات كنديّة أخرى وفي عدد من الدول الأوروبيّة .

 

استمعوا

 

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.