قداس الميلاد

قداس الميلاد
Photo Credit: أرشيف راديو كندا

” جمرات إيماننا الكاثوليكي “

تحت عنوان: "جمرات إيماننا الكاثوليكي" وبمناسبة عيد الميلاد تطرق الصحافي بول جورني في لابريس إلى مسألة الإيمان في كندا ومدى انتشاره أو انحساره خاصة في مقاطعة كيبيك . قال:

كثير من الكيبيكيين سيتلون بصعوبة الصلاة الربية خلال القداس متذكرين فقط أنهم نسوها بالمقابل كثيرون منهم لن يحضروا قداس منتصف الليل ليقضوا السهرة مع عائلاتهم حول شجرة الميلاد والهدايا بالرغم من أن غالبية الكيبيكيين يعتبرون أنفسهم كاثوليكيين.

وهذا التناقض تؤكده مؤسسة إحصاءات كندا في دراسة تسمح بفهم ما يمكن وصفه بالكاثوليكية العلمانية الصادقة ولكن المتناقضة التي ما زال يدافع عنها بعض الكيبيكيين.

فمقاطعة كيبيك تحل في المرتبة الثانية بعد مقاطعة كولومبيا البريطانية في الغرب الكندي، من حيث عدد غير المؤمنين بالله وغير الممارسين للشعائر الدينية في كندا. والتراجع مستمر منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى في ما يتعلق بمجرد التأمل في الدين فتسعة وثلاثون بالمئة من الكيبيكيين يؤكدون أنهم لا يتأملون في الشأن الديني أبدا.

بالمقابل ، وعلى الصعيد الكندي ككل، نجد في كيبيك  أكبر نسبة ممن يعتنقون الدين فاثنا عشر بالمئة فقط لا ينتمون إلى أي دين مقابل أربعة وأربعين بالمئة في بريتيش كولومبيا.

ويؤكد جورني أن تآكل الشعور الإيماني ليس ظاهرة كيبيكية أو كندية فحسب فالإيمان يتراجع حتى في الولايات المتحدة بالرغم من وجود بعض مدعي التبشير من الأميركيين وحتى الكنديين الذين يتمكنون من جمع ملايين الدولارات لنشر دعواتهم السياسية ولكن حذار الخلط بين الضجة والعدد.

فمنذ أربعين عاما كانت نسبة غير المؤمنين في أي دين أربعة بالمئة في كندا وخمسة بالمئة في الولايات المتحدة واليوم باتت أربعة وعشرين بالمئة في كندا وعشرين بالمئة في الولايات المتحدة وكل الفئات العمرية بمن فيهم ما فوق الخامسة والستين، يؤكدون أنهم أقل إيمانا من ذويهم.

ويرى بول جورنو أن العلم والديموقراطية  وإصلاحات المسيحية دفعت الناس إلى البحث عن الأجوبة على الأرض نفسها وليس في قوة خارجها وهذا بحد ذاته ثورة حولت الإيمان إلى خيار بين عدة خيارات .

ومع ذلك ، ولأسباب تاريخية نعرفها، يبقى الإيمان الكاثوليكي مرتبطا بهويتنا . وهذا الرابط يهترئ لكنه ما زال موجودا كما تؤكد دراسة إحصاءات كندا فالإيمان ينطفئ رويدا رويدا ولم نعد نلمح إلا جمرات  الهوية الباردة .

ويختم بول جورني مقاله في لالريس: هذا يؤكد أن الكيبيكيين ليسوا خبثاء عندما يطالبون بإبقاء الصليب معلقا في صدر قاعة اجتماعات الجمعية الوطنية لأن معظمهم يعتبرونه رمزا لهوية أكثر منه رمزا دينيا ولكن ليس لأن الإيمان صادق يكون صحيحا بالضرورة.استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.