قصف مدينة كوباني

قصف مدينة كوباني
Photo Credit: رويترز / راي بفافنباخ

“فشل الغرب في سوريا”

 

تحت عنوان : "فشل الغرب في سوريا" نشرت صحيفة لابريس مقالا تحليليا للخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون يقول فيه:

لقد آن الأوان لنعترف أن الإستراتيجية الغربية لإطاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد فشلت وفي حين تدخل الحرب الأهلية عامها الخامس فكل المبادرات الغربية قادت إلى النفق المسدود.

وفي الواقع، فإن الوضع الحالي أسوأ مما كان عليه عام 2011: فالرئيس السوري ما زال في سدة الحكم، وتم إضعاف المعارضة، وتركيا ولبنان ترزحان تحت وطأة اللاجئين، بينما يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي على مناطق واسعة بين سوريا والعراق.

ويتابع جوسلان كولون : في مطلع العام 2011، ومع سقوط الرئيسين المصري والتونسي، كان الاعتقاد السائد في عواصم الغرب أن الربيع العربي سيشمل الدول الأخرى. وهذه القراءة للأوضاع لم تكن مخطئة كثيرا لكنها أظهرت سطحيتها فالأنظمة القائمة كانت أكثر صمودا من المتوقع . ففي ليبيا سقط القذافي في ظروف مفجعة نشهد تبعاتها اليوم.

أما على الجبهة الأخرى، سوريا، فالمعارضة حققت انتصارات سريعة إلى درجة وصولها إلى مقاتلة الجيش النظامي في ضواحي العاصمة وبدأ التهليل في الغرب بقرب سقوط الرئيس الأسد، لكن الأمر لم يتحقق، بالرغم من الدعم المالي الغربي والعربي للمعارضة وبالرغم من تجريد النظام من السلاح الكيميائي وبالرغم من تدمير جزء واسع من البلاد.

ويرى كولون أن الغرب لم يقدر مدى الدعم الشعبي للنظام كما لم يتفق على تدخل عسكري أشد قوة . ففرنسا كانت تؤيد ضرب  أهداف محددة للجيش السوري بينما كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تقوية المعارضة بهدف إرغام دمشق على التفاوض أما كندا فكانت تتحاشى الاختيار بين الطاعون ( الرئيس الأسد) والكوليرا (المعارضة).

ويتابع جوسلان كولون: في غضون ذلك أسفرت الأزمة السورية عن خلق وحش كبير فقد سمحت ببروز مجموعات جهادية إرهابية من مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" وباتت الجبهة السورية اليوم كارثية ومستنقعا داميا تقصف فيه  الولايات المتحدة وحلفاؤها المقاتلين الإسلاميين وتستثني النظام السوري ما يؤدي إلى المزيد من إضعاف المعارضة.

وإزاء هذا الواقع بدأ الكثيرون بأخذ الدروس والمطالبة بتغيير الإستراتيجية . فرئيس الحكومة الفرنسية السابق فرنسوا فيون يعتبر أن " الإستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط هي فشل ذريع" ويعتبر أن سوريا "تشكل مصدر أكبر خطر في المنطقة" ويطالب بتوسيع التحالف وإجراء مفاوضات جدية مع روسيا وإيران كخطوة ضرورية للتفاوض على انتقال السلطة في سوريا. وفي الولايات المتحدة كذلك فالبيت الأبيض بات أقل دعوة للحرب ويدعم مبادرات روسيا حليفة سوريا للحوار بين النظام والمعارضة.

ويقول جوسلان كولون في ختام تحليله المنشور في لا بريس : ليس هناك نهاية سريعة للأزمة السورية فقد سالت دماء كثيرة ووقعت أخطاء كبيرة والمطلوب صبر دقيق  وطويل لإعادة اللحمة بين المجموعات السياسية والاجتماعية وحتى بين أفراد الشعب."استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.