رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر

رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر
Photo Credit: Frank Gunn/Canadian Pres

كندا: تصريحات رئيس الحكومة أقلقت بعض الجاليات المسلمة

أعربت مجموعات كنديّة مسلمة عن قلقها في أعقاب التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر وربط فيها بين التشدّد والمساجد.

وكان رئيس الحكومة يتحدّث عن مشروع القانون سي 51 لمكافحة الإرهاب الذي قدّمته حكومته في مجلس العموم قبل أيّام.

وردّا على سؤال قال هاربر إنه لا تفريق بين مراهقين يعبثون في الطوابق السفلى في المنزل والمتشدّدين و المخالفة خطيرة أيّا يكن مرتكبها.

وأضاف: "لا يهمّ عمر الشخص ولا يهمّ سواء كان في الطابق السفلي او في المسجد أو في مكان آخر".

وأعرب  المجلس الوطني للكنديين المسلمين واتحاد المحامين الكنديين المسلمين في بيان صحافي عن قلقهما من تصريحات رئيس الحكومة.

وطالب البيان رئيس الحكومة بالاعتذار .

نستمع إلى ما يقوله بهذا الصدد  توماس مولكير زعيم الحزب الديمقراطي الجديد الذي هو حزب المعارضة الرسميّة في اوتاوا:

أعتقد أن هذه المجموعات محقّة في مطالبتها رئيس الحكومة بالاعتذار.

ومن المهمّ في المرحلة الراهنة أن تعمل القيادات الكنديّة على توحيد الكنديين بدل تفريقهم. هذا فضلا عن أن الدعم القوّي لمناهضة التشدّد يأتي من هذه القيادات المسلمة قال توماس مولكير.

الصحافي في تلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة ايفان سولومون أجرى مقابلة مع أميرة الغوابي منسّقة حقوق الانسان في المجلس الوطني للكنديين المسلمين التي تقول إن رئيس الحكومة قام بتعميم جارف في تصريحاته عندما تحدّث عن المساجد .

ولم يوضح فكرته الأسبوع الماضي كما فعل اليوم تقول الغوابي وتتابع بالقول:

نحن قلقون جدّا لان ذلك يثير الشبهات في هذه المرحلة المتوتّرة التي نعيشها . والكنديّون المسلمون والقيادات المسلمة كانوا في الطليعة للبحث عن حلول لمواجهة العنف المتشدّد.

و ترى أن تصريحات رئيس الحكومة تثير انقساما لا ضرورة له .

ويرى إمام مدينة كاناتا سيكاندر هاشمي من جهته أن ثمّة مخاوف تساور الكنديين بمن فيهم الكنديّون المسلمون  في هذه المرحلة الصعبة.

ويرى أن رئيس الحكومة يتعامل مع القضيّة بأفضل طريقة ممكنة ولكنّ الرسالة بالغةُ الأهميّة كما قول هاشمي الذي يضيف:

لقد أوحى رئيس الحكومة عن غير قصد ربّما ودون أن يقصد استهداف المسلمين او المساجد بكلامه ولكنّ هذا ما حصل.

ومن المهمّ يقول الإمام هاشمي أن يدرك الجميع أن المساجد ليست مصدرا للتشدّد.

مجلس العموم الكندي في اوتاوا
مجلس العموم الكندي في اوتاوا © PC/PC/Adrian Wyld

ولكن ما رأيه في ما قاله رئيس الحكومة من أنّ  بعض المساجد وليس كلّ المساجد قد تكون واحدا من مصادر التشدّد.

يجيب الإمام سيكاندر هاشمي بأن الدعوة للتشدّد يمكن أن تجري في أيّ مكان ويضيف:

إن كانت تجري في المسجد فأنا على يقين بأن السلطات على علم بها و تتعامل معها.

وإن وقع أحد ما على مسجد او إمام في كندا يوجّه خطابا حاقدا، أتوقّع أن يبلّغ السلطات فورا عنه يقول الإمام سيكاندر هاشمي في حديثه لتلفزيون سي بي سي.

ويشير إلى سياسة الشفافية التي تعتمدها المساجد التي تفتح أبوابها للجميع، مسلمين وغير مسلمين.

ويعرب عن اعتقاده بأنّه من المهمّ اعتماد سياسة التوحيد بدل سياسة التفرقة خصوصا في الأوقات الصعبة.

ولكنّ رئيس الحكومة أوضح ما قاله و أشار إلى أنه لم يقل إن التشدّد بمجمله يجري في المساجد وقال على العكس من ذلك إن التشدّد ضدّ الجهاد الإرهابي يمكن أن يحدث في أي مكان .

و لكن ماذا عن موقف ستيفن هاربر الذي شكر الجاليات المسلمة في أعقاب الهجمات الإرهابيّة التي وقعت الخريف الفائت في كندا، لأنها ندّدت صراحة بها وأثنى على جهود هذه الجاليات في مكافحة الإرهاب.

تقول أميرة الغوابي إن التوضيح وحده لا يكفي و لا بدّ لرئيس الحكومة من الاعتذار وتتابع:

لقد أدلى رئيس الحكومة بتصريحاته علنا وتمّ تناقلها في كلّ أنحاء البلاد. وجاء التوضيح فيما بعد من خلال رسالة بالبريد الالكتروني.

وتتابع مشيرة إلى أن بعض المساجد والمؤسّسات المسلمة تعرّضت للاعتداء وتعرّض بعض المسلمين للشتائم وتضيف:

لم نسمع رئيس الحكومة يدلي بأي تصريح يؤكّد فيه أن الكنديين يقفون متّحدين ضدّ كل أشكال الكراهية من أنّى أتت وأنّنا بحاجة لنبقى متّحدين.

ونحن بحاجة أن نسمع هاربر يقول بأنّه رئيس حكومة الكنديين كلّهم وليس المتاجرين بالخوف وهو أمر من شأنه تأجيج التشدّد الذي نسعى جميعا لمواجهته تقول منسّقة حقوق الإنسان في المجلس الوطني للكنديّين المسلمين أميرة الغوابي.

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.