Photo Credit: RCI/ راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 01-03-2014

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع مع كلّ من مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني

صحيفة لابريس: الاسلام في كيبيك

نشرت صحيفة لابريس تعليقا بقلم إيفان كليش الكاتب  الذي يتناول منذ نحو ثلاثة عقود في كتاباته الاسلام والعالم العربي.

يشير كليش في بداية التعليق إلى مقال نشرته صحيفة الغلوب اند ميل قبل أسبوع حول مشروع إنشاء مسجد ضخم في مدينة فورت ماكموري النفطيّة في مقاطعة البرتا الربيع المقبل تصل كلفته إلى 50 مليون دولار، وهو خبر أثار الاهتمام يقول ايفان كليش.

ويتابع فيقول إن ثمّة مشاعر بعدم الارتياح إزاء الإسلام ظهرت في كيبيك بصورة  متكرّرة ولّدت نوعا من الانزعاج بين الكيبيكيين غير المسلمين والكيبيكيين المسلمين.

ويرى أن وصول عدد كبير من المهاجرين المسلمين يؤثّر في مشاعر التسامح والتعلّق بالقيم الحديثة التي تتضمّنها شرعة الحقوق والحريّات التي تمّ اعتمادها في زمن سهل لم يكن في كيبيك خلاله إلا القليل من الأقليّات المنظورة.

والتسامح قيد الاختبار منذ بضع سنوات وثمّة مشاعر متناقضة تتنازع الكيبيكيين الأكبر سنّا خلال اليوم الواحد، بين الانفتاح على المهاجرين الذين جاؤوا إلى كندا للانطلاق في حياة جديدة من جهة و الانزعاج من جهة أخرى لا سيّما بعد الاعتداءات التي وقعت مؤخّرا.

ويعتبر كليش في تعليقه في لابريس أنه يتعيّن على الكيبيكيين غير المسلمين والكيبيكيين المسلمين المباشرة في حوار بنّاء ومتواصل حول كلّ ما يجمع وأيضا حول ما يفرّق بينهما وأن يسيروا معا في مجتمع تتنامى فيه أكثر وأكثر التعدّديّة الثقافيّة.

ويتوقّع أن يكون الحوار فجّا أحيانا خصوصا إن دخلت فيه الأطراف المتشدّدة من الجانبين: بين الذين يريدون من جهة كما حصل في مدينة هيروفيل فرض القيم بالقوّة على جالية يتعيّن أن نعطيها بعض الوقت لتفهّم هذه القيم، والجالية المسلمة من الجهة الأخرى التي يمثّلها أحيانا كثيرة متعصّبون يريدون إقناع المواطن العادي بأن المسلم العادي يعيش دينه في حياته اليوميّة.

وبالنسبة للمسلمين، يمكن طرح تساؤلات حول التناقض بين ما يرد في النصوص الأساسيّة بشأن الانفتاح والتسامح وبين ما يرد في الصحف حول أعمال تكذّب النصوص.

وثمّة تساؤلات ايضا حول الحياء والحشمة وهي قيم غالية على قلوب المسلمين وكانت مقاطعة كيبيك تقاسمهم إيّاها منذ زمن ليس ببعيد.

وثمّة تساؤلات مقلقة غير مطروحة في الدول التي وصل منها المسلمون.

الجاليات المسلمة في مدن في مقاطعة كيبيك
الجاليات المسلمة في مدن في مقاطعة كيبيك © Radio-Canada

ولعلّ السؤال الأصعب يدور حول ما إذا كان القرآن كلام اللّه بالمطلق خصوصا إذا ما اطّلعنا على بعض المقاطع التي تتحدّث عن اليهود والمسيحيين يقول ايفان كليش في تعليقه في صحيفة لابريس.

ويتساءل إن كان ما يرد يعطي للأسف حجّة لبعض الحاقدين الشرعيّة الدينيّة للقيام بأعمالهم الارهابيّة.

والسؤال الآخر هو بشأن الحجاب الذي ترتديه بعض النساء وما إذا كان فرضا دينيّا. وما إذا كانت النساء المسلمات غير المحجّبات تنتهكن قواعد الدين ام أنّ لديهنّ تفسيرا آخر للثقافة الاسلاميّة ملائمة للعصر وصحيحة في الوقت عينه.

كلّ هذه الأسئلة ليست سهلة  يقول إيفان كليش ويضيف بأن المسائل المتعلّقة بالهويّة مثيرة للمشاعر ومعقّدة.

والحديث عنها، خصوصا في وسائل الاعلام يؤدّي إلى التشدّد بدل تسهيل الحوار.

ويرى أن امام الجميع مهمّة بناء مجتمع يكون الأفضل للأولاد. وينبغي بالتالي الدخول في الحوار، وهو أمر يطرح تحدّيا كبيرا وشيّقا.

وينبغي أن يقوم الحوار حسب رأيه على أكتاف أشخاص أذكياء وواقعيّين ومتساهلين، قادرين على مدّ الجسور بدل وضع الديناميت الذي يثير اهتمام وسائل الاعلام التقليديّة ووسائط التواصل الاجتماعي.

ويختم إيفان كليش تعليقه في صحيفة لابريس فيؤكّد أن التحدّي مطروح على الشباب لأنّهم تعايشوا منذ الصغر مع التعدّدية وألفوها.

 صحيفة لودوفوار: تعليمات للوزراء في حكومة كيبيك

علق المحرر في صحيفة لو دوفوار أنطوان روبيتاي على التعليمات التي وجهها رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار إلى وزرائه بعدم التحدث إلى الصحافة قبل الاطلاع من الحكومة على الموقف الرسمي من شتى القضايا المطروحة فرأى أن غالبية الكيبيكيين ترى أن المسألة تافهة لكن نتائجها على المدى المتوسط ستكون سيئة.

طبعا، من واجب أية حكومة أن تكون متجانسة فالشعب عادة يفضل ذلك على الفوضى داخل مجلس الوزراء. والتضامن الوزاري يفرض على أعضاء الحكومة أن يضعوا جانبا مواقفهم وآراءهم الخاصة التي تختلف عن إجماع الحكومة والأمر طبيعي جدا..

ولكن، يتابع أنطوان روبيتاي، نظامنا السياسي المستوحى من النظام البريطاني يؤدي إلى مركزية متنامية تتمحور حول مكتب رئاسة الحكومة ونشهد ذلك خاصة في الحكومة الفيديرالية حيث عمل المكتب منذ وصول المحافظين إلى السلطة، على وضع يده على الوزرات في علاقاتها مع الصحافة. وإذا كانت التعليمات الصادرة عن رئيس حكومة كيبيك ليست متشددة وملزمة كما إملاءات رئيس الحكومة الفيديرالية، فهي قد تشكل خطوة أولى في هذا الاتجاه. وثمة قرارات أخرى صادرة عن الحكومة في ما يتعلق بالإعلام تعكس الرغبة في الهيمنة والسعي إلى تثبيت مركزية القرار. منها مثلا مواصلة الحكومة الحالية العمل على جمع كافة المسؤولين عن الاتصالات في الوزارات تحت جانح مجلس الوزراء، وكان رئيس الحكومة الأسبق جان شاري قد بدأ هذا التوجه قبل عشر سنوات لكن الرئيس الحالي فيليب كويار ذهب إلى أبعد من ذلك.

ويرى أنطوان روبيتاي أنه يجب محاذرة التشدد على طريقة هاربر الذي يحول الوزراء إلى مجرد ببغاوات . فمثلا وزير الأمن العام الفيديرالي ستيفن بليني ووزير البنى التحتية والعلاقات بين المقاطعات دوني لوبيل يرددان كما الببغاوات نصوصا حفظاها عن ظهر قلب ومواقف معلبة والأمر ليس فقط مزعجا إنما يعطل قدرة الوزراء على الجدل والنقاش وليس واردا لديهما بلورة جواب أو التساؤل بصوت عال أو الخروج عن خط الحكومة الرسمي وتداول الآراء  والأفكار هو أمر أساسي في الديموقراطية.

ويختم انطوان روبيتاي تعليقه في صحيفة لودوفوار: مهما يكن فإغراء محاكاة الببغاء موجود ولنتذكر ما قاله رئيس الحكومة الكيبيكية فيليب كويار في الصيف الماضي :" ماذا قلت لزملائي في مجلس الوزراء ؟ قلت لهم : إذا كنتم تريدون قول شيء ما تعتقدون أني لا أقوله أنا ، فلا تقولوه لأنكم ستضطرون إلى التراجع عنه أو سأطلب منكم أنا أن تتراجعوا عنه".

تظاهرة يوم الأربعاء في مدينة كيبيك ضد سياسة التقشف الحكومي في مقاطعة كيبيك
تظاهرة يوم الأربعاء في مدينة كيبيك ضد سياسة التقشف الحكومي في مقاطعة كيبيك © راديو كندا/Carl Boivin

 وإلى "لا بريس" مجدداً حيث تناول أندريه برات سياسات التقشف الحكومي، فقال إن معارضيها في كندا أشاروا إلى المصاعب الاقتصادية التي تعانيها بعض الدول الأوروبية، كالمملكة المتحدة وإيرلندا وإسبانيا واليونان، كأدلة على فشل هذه السياسات. لكنّ الدولتيْن الأولييْن، المملكة المتحدة وإيرلندا، خرجتا مؤخراً من "قائمة أدلة الإثبات"، يقول أندريه برات.

ففي المملكة المتحدة قامت حكومة ديفيد كاميرون بكبح نمو النفقات العامة عن طريق اقتطاعات بقيمة 99 مليار جنيه استرليني (ما يوازي 190 مليار دولار كندي). وقامت لندن بوضع إصلاحات مثيرة للجدل تهدف للحد من ارتفاع تكلفة برامج المساعدات الاجتماعية، يقول أندريه برات في "لا بريس" الصادرة في مونتريال.

وتفيد الأرقام الصادرة الأسبوع الفائت أن سوق العمل البريطانية أوجدت 600 ألف وظيفة جديدة في محصلة صافية العام الماضي، ليتراجع معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى 5,7%، أي إلى ما كان عليه قبل الأزمة الاقتصادية، يقول أندريه برات.

أما إيرلندا فكانت إحدى الدول الأكثر تضرراً من أزمة 2008 – 2009 الاقتصادية. فبعد انفجار الفقاعة العقارية انهار النظام المصرفي الإيرلندي. وفي عام 2010 اضطرت إيرلندا لطلب المساعدة من "الترويكا" المكونة من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ولقاء قروض بقيمة 85 مليار يورو (ما يوازي 120 مليار دولار كندي)، طلبت هذه الجهات الدائنة من إيرلندا تطهير ماليتها العامة وإجراء إصلاحات في نظامها المصرفي وسوق العمل لديها. ورغم تخفيض إيرلندا نفقاتها العامة بعدة مليارات من اليورو، استعاد اقتصادها قوته وتراجع فيها معدل البطالة من 15% قبل ثلاث سنوات إلى ما دون الـ11% مؤخراً، يقول أندريه برات.

ويمضي كاتب العمود في "لا بريس" قائلاً إنه يجب ألّا ننسى أن ألمانيا، بطلة سياسات التقشف، تملك أقوى اقتصاد في أوروبا. وفي المقابل، في فرنسا، تواصل النفقات العامة الارتفاع، وهذا الأمر لا يعطي النتائج التي يأملها مناهضو سياسة التقشف، فمعدل البطالة في بلد موليير يبقى، وبثبات، فوق عتبة الـ10%، يقول أندريه برات.

ويوضح أندريه برات قائلاً إن ما ذكره لا يعني أن التقشف يوصل دوماً إلى الازدهار والبحبوحة. لكن الأمثلة الآنفة تظهر أن عملية تنظيف كبيرة في السياسات العامة لا تؤدي حتماً إلى الركود الاقتصادي. فالأمر يتعلق بحيوية الاقتصاد وصلابة المؤسسات وفعالية النظام الضريبي في البلد المعني. فإذا ما تمكنت المملكة المتحدة وإيرلندا من تجاوز المصاعب الاقتصادية والنهوض مجدداً، فذلك لا يعود إلى إجراءات التقشف بل إلى قوة الاقتصاد لدى كل منهما. وبالمقابل تعاني كل من اليونان وإسبانيا منذ زمن بعيد مشاكل هيكلية عميقة، وهذا ما جعلهما شديدتيْ التأثر بالأزمة الاقتصادية، يقول كاتب العمود في "لا بريس".

ويتابع أندريه برات قائلاً إن التقشف يجب أن يكون سياسة مستمرة، في كندا كما في سواها من الدول، ما يعني أن على الحكومات أن تسعى دوماً للسيطرة على نمو نفقاتها ودعم اقتصاد مرن ومجدِد. فالدول التي تملك الشجاعة والانضباط لسلوك هذا الطريق ستكون أكثر جهوزية بكثير لليوم الذي تحل فيه الضربة القادمة، يختم أندريه برات.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.