زيارة مثمرة

تحت عنوان " زيارة مثمرة " علقت الصحافية الكندية في صحيفة لا بريس ليزيان غانيون  على الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي براك أوباما إلى الشرق الأوسط مؤخرا . قالت :

إن زيارة باراك أوباما إلى إسرائيل كانت أكثر زيارة صداقة منها زيارة مهمة دبلوماسية . أما على الصعيد الفلسطيني فلا شيء تغير . ومع ذلك فقد عاد الرئيس الأميركي إلى واشنطن مع نصر متواضع . فقد أقنع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بتقديم اعتذار لتركيا بسبب اعتراض إسرائيل العنيف لسفينة السلام التركية إلى غزة وهذا العمل يندرج في إطار المسار الصعب والأساسي لعودة العلاقات بين إسرائيل وجارتها الدولة الإسلامية القوية .

ولكن يجب عدم المبالغة في دور أوباما في هذا الملف إذ أن دبلوماسيي البلدين بدأوا مداولات منذ أكثر من شهر لتعبيد طريق المصالحة ما يعني أن الطرفين وجدا مصلحة مشتركة في عودة العلاقات .
وتتابع ليزيان غانيون : لقد تمكن أوباما من إقناع نتانياهو ، في السيارة التي أقلتهما إلى  مطار تل أبيب بالاتصال برجب طيب أردوغان لتقديم الاعتذار ما ساعد على تعجيل مسار كان قد بدأ ، ولما ينتهِ ، نظرا لتوتر العلاقات بين الدولتين ما دفع أردوغان إلى مساواة الصهيونية  " بجريمة ضد الإنسانية  " .
لكن خلافات الماضي ، تتابع غانيون ، تفقد أهميتها إزاء الظرف الراهن : فإزاء التهديد الإيراني للمنطقة كلها والانهيار الدراماتيكي لسوريا وغرق مصر المذهل في العنف ، فإن تحالفا بين تركيا وإسرائيل ، الديموقراطيتين الوحيدتين في المنطقة ، كما تقول ،  يشكل عامل استقرار وضمانة مهمة للدولة العبرية الصغيرة المعزولة في بيئة عدائية ، كما تقول ليزيان غانيون في لا بريس مضيفة :
إن أوباما ، وإن كان على رأس أقوى قوة في العالم ، فهو ليس ساحراً وخطابه الشهير في القاهرة عام الفين وتسعة لم يتمكن من حلحلة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكذلك دفاعه الكبير يوم الأحد عن قيام دولة فلسطينية مستقلة لن يقنع نتانياهو بإيقاف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية . والحقيقة المحزنة هي أنه بعد كل محاولات التسوية التي أجهضت ، لم يعد الملف الفلسطيني يشكل أولوية إسرائيلية . وحتى اليسار الإسرائيلي يبتعد عن القضية للاهتمام بقضايا اجتماعية من مثل عدم المساواة والبطالة والأصولية التي تطغى في أوساط اليهود الحسيدية .
وتتابع ليزيان غانيون : بات الإسرائيليون مقتنعين أنهم أقل عرضة للعمليات الإرهابية . فالجدار الفاصل والقبة الفولاذية تمنحهم شعورا خاطئا بالأمن .
وترى غانيون أن المأزق مستمر ولا شيء يمكنه حله باستثناء إرادة الطرفين المعنيين ,  ومع ذلك ، تختم ليزيان غانيون تحليلها في صحيفة لا بريس : ثمة بارقة أمل إذ يبدو أن الطرفين يتفاوضان في الكواليس في محاولة لتسوية الطريق أمام الحل
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.