يستعّد الرسام التشكيلي الكندي اللبناني أنطوان بريدي لتقديم الجزء الثالث والأخير في ثلاثية المعارض الإفرادية التي بدأها في شهر شباط فبراير الماضي في مونتريال. موعد المعرض المقبل هو مطلع نيسان/ابريل القادم في مركز بيلغو للفنون في وسط المدينة الكوسموبوليتية.
ست وثلاثون لوحة سيكون مجموع اللوحات في المعرض المقبل وهي تمثّل مراحل فنية ثلاث في مسيرة هذا الفنان. وهو وإن كانت رسوماته في بداية المشوار في بلده الأم لبنان كلاسيكية "عذرية" نوعا ما فهي جريئة "إباحية" في كندا, وهذه الأخيرة تؤكد على إرادة الفنان باللحاق بركب المجتمع الكندي الذي يتميز بالتجدد والابتكار على حد تعبير أنطوان بريدي. ولعّل لوحاته اليوم تؤكد على رغبة قد تكون قديمة لديه في الانفلات من القيود والتابوهات في مجتمعه الأم. من هنا قول الرسام بريدي بأنه لم يشأ أن يترك نفسه في "الثلاجة" بل شاء التجدد والابتكار ومحاكاة المجتمع الجديد الذي انتقل للعيش فيه ويرغب بالاندماج فيه وبشعبه وحضارته. وتجدر الإشارة إلى أن الرسام الضيف كان قد هاجر إلى كندا مع بداية حرب تموز في العام 2006 ويقول إنه أمضى عاما كاملا في مونتريال منكبا على تحليل تيارات الفنون التشكيلية الكندية محاولا فهمها راسما استراتيجيته الخاصة لشق طريقه وتحقيق مكانته في بلده الجديد...وتتلخص استراتيجية أنطوان بريدي هذه في نقل إرثه وحضارته الأم مع عدم مغافلة مشاعر واختلاجات أناس البلد الجديد...تشويهات في جسد المرأة العارية في لوحات بريدي ووجع وألم نقرأه في هذه التشوّهات, فسحات الفرح معدومة في "بصمات الحب" وهي مجموعة من اللوحات بقلم الرصاص تظهر بصمات الرجل على جسد المرأة في حالة عشق وهيام...تناقض كلي في لوحاته والتباس في طريقة فهم المشاهد للمشاعر والاحاسيس التي تصل إليه من الرسومات...كأن هناك صراخ مدو تخطه ألوان الفنان وريشته وربما يحتاج هذا الرسام إلى تفريغ هذا الكم الهائل من الوجع والألم لتستكين فيما بعد نفسه وتجد ألوانه طريقها إلى الصفاء والطمأنينة...





لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.