الأزمة الكورية في الصحافة الكندية

تحت عنوان " الفأرة التي تزمجر... بصوت أعلى " ، تساءلت أنييس غرودا في صحيفة لا بريس اليوم : هل التحدي الذي أطلقته  كوريا الشمالية ضد العالم عبر قيامها بتجارب نووية جديدة وتهديدها بمهاجمة كوريا الجنوبية وإغراقها في " محيط من النار "  مرده إلى ثقة متمادية بالنفس ؟
المؤكد أن السيناريو المتبع ليس جديدا . فمنذ بدايات تجاربها النووية عام ألفين وستة يتكرر المشهد نفسه . فالدولة الأكثر انغلاقا في العالم عادت لتذكر العالم بأن بوسعها أن تتحول إلى قوة نووية . وتستغل المناورات الروتينية التي تقوم بها الولايات المتحدة مع الجنوب لتطلق تهديداتها .تعرض عضلاتها ، ترفع صوتها ، ومن ثم تهدأ ... بانتظار المرة القادمة .
وتتابع أنييس غرودا : يتفق المحللون على اعتبار أن هذه التحركات تندرج في إطار الدبلوماسية وهي ليست أعمالا حربية حقيقية . فبيونغ يانغ تعتبر أنها الوسيلة الوحيدة التي تمتلكها للفت نظر الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه تستعمل قيادتها هذه التهديدات والضغوط الناجمة عنها لتهدئة النزاعات الداخلية .
وتتابع غرودا في لا بريس : هذا الفصل الجديد ليس مختلفا من حيث النوع عما سبقه لكنه يأتي في ظرف خاص .
فعلى رأس السلطة اليوم زعيم جديد يسعى إلى فرض نفسه ويستغل الفرصة لامتحان رئيسة كوريا الجنوبية الجديدة التي أعربت عن استعدادها لتبني سياسة مصالحة مع الشمال . وفي الوقت نفسه ، وفي إشارة متناقضة ، عينت بيونغ يانغ رئيسا جديدا للحكومة يوصف بالإصلاحي . مؤشر جديد آخر هو أن كوريا الشمالية حققت تقدما في المجال النووي فباتت تستعمل اليورانيوم المخصب بدل البلوتونيوم ما يجعلها أكثر تهديدا . من هنا فالأمور تتغير " لكن اللعبة هي هي بفاعلين جدد " كما يقول الصحافي السابق في راديو كندا باتريك براون . والسؤال : لماذا يتردد السيناريو إلى ما لا نهاية ؟ " لأن لا أحد يعرف كيف ينهي الحرب " وهنا يكمن ربما لب المشكلة . فكوريا الجنوبية تخشى إعادة التوحيد ونظام كوريا الشمالية لا يبحث إلا عن أمر واحد : البقاء والاستمرار بأي ثمن بينما سائر العالم يأمل أن تستمر كوريا الشمالية بالنباح شرط ألا تعَضّ .دوامة اللعبة مستمرة لكنها تبقى خطيرة فكلما ارتفعت النبرة كلما ازداد خطر الانزلاق ، تخلص أنييس غرودا مقالها في لا بريس :استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.