رئيس الحكومة الكندية الأسبق جو كلارك مكرماً بشهادة دكتوراة فخرية في جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر في 24 مايو الفائت

رئيس الحكومة الكندية الأسبق جو كلارك مكرماً بشهادة دكتوراة فخرية في جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر في 24 مايو الفائت
Photo Credit: و ص ك / داريل ديك

هل فقدت كندا من نفوذها على الساحة الدولية؟

ما يزال قرار أوتاوا الانسحاب خلسة من مؤتمر للأمم المتحدة لمكافحة التصحر في إفريقيا وسواها قبل أسبوعين يثير ردود فعل في أوساط المحافظين القدامى. والمقصود بهؤلاء المنتمون للحزب التقدمي المحافظ الذي كان أحد الحزبين الرئيسيين، إلى جانب الحزب الليبرالي، على الساحة الفدرالية منذ تأسيس  الاتحادية الكندية، قبل تراجعه القوي في تسعينيات القرن الفائت واتحاده مع حزب التحالف الكندي اليميني عام 2003 لتشكيل حزب جديد هو حزب المحافظين الذي وصل إلى الحكم في أوتاوا عام 2006 بقيادة رئيس الحكومة الحالي ستيفن هاربر.
وآخر قيادات حزب المحافظين التقدمي، الذي لم يعد موجوداً بصورة رسمية، في التعليق على قرار حكومة المحافظين الانسحاب من المؤتمر المذكور هو جو كلارك، الزعيم الأسبق للحزب ورئيس حكومة كندا من حزيران (يونيو) 1979 إلى آذار (مارس) 1980 ووزير خارجيتها منذ عام 1984 حتى عام 1991.ففي حديث أجرته معه أمس صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال ونشرته اليوم، يرى كلارك أن حكومة هاربر ارتكبت بانسحابها خطأ فادحاً يتعارض مع عقود من التاريخ الدبلوماسي الكندي وعزلت نفسها أكثر على الساحة الدولية. والنتيجة هي "أننا نفقد من نفوذنا ومن قدرتنا على التأثير" لما نرفع صوتنا (احتجاجاً) عوض أن ندافع بحزم عن إرادتنا لدى المنظمات الدولية، يقول جو كلارك في حديثه مع "لو دوفوار"، ويتابع مضيفاً، "لا يمكنكم أن تبقوا خارج منظمات على هذا القدر من الأهمية لأنها، أحياناً، على خلاف معكم. في الواقع، خلافاً لذلك، أفضل شيء يمكن فعله عندما تبرز خلافات هو أن تدافعوا عن وجهة نظركم لدى الذين يجب إقناعهم (بها)".

لكن حكومة المحافظين تبرر انسحابها من المؤتمر بالتأكيد أن البرنامج الدولي لمكافحة التصحر كان غارقاً في البيروقراطية وأن من أصل مبلغ قدره 350 ألف دولار تدفعه كندا سنوياً للبرنامج، كان ما نسبته 18% فقط يخصص للقيام بأعمال محسوسة على الأرض. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت كندا ستواصل دعمها للأمم المتحدة في السنوات المقبلة، رد وزير الخارجية الكندي جون بيرد بشكل غامض خلال حديث أجري معه عبر نظام التلي كونفرنس أثناء زيارته دولة الإمارات العربية المتحدة، فقال "كندا هي البلد الذي يؤمن سابع أهم دعم مالي للأمم المتحدة. ما نفعله في ما يتعلق بالمبالغ التي نخصصها للتنمية هو أننا نسعى للتأكد أن كل دولار يؤتي ثماره. وما يقلقنا في ما يتعلق بهذه الوكالة هو أننا لم نكن نرى نتائج للموارد المالية التي كنا نقدمها".

ومن بين الشخصيات الأخرى التي انتقدت انسحاب كندا من مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وزيرُ الخارجية الكندي الأسبق، الليبرالي لويد أكسوُورثي، الذي قال الأسبوع الماضي في حديث مع شبكة "سي تي في" التلفزيونية الكندية إنه من الأفضل، في الدبلوماسية، البقاء إلى الطاولة بدل صفق الباب، مضيفاً "إذا كانت الحكومة لا تحب ما يحصل، لتبقى إذاً (في المؤتمر) وتغير الأمور. هذه مهمة كندا الأولى، أن تجعل المؤسسات الدولية أكثر فعالية وأن تعمل لإرساء حوار ونقاش بهدف الوصول إلى النتيجة المنشودة، بدل أن تجمع أغراضها وترجع إلى دارها".

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.