الصحافة الكندية:إرث مارغاريت تاتشر

تحت عنوان " إبنة البقّال" كتب ماريو روا في صحيفة لا بريس عن إرث رئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارغاريت ثاتشر يقول:

اختلف الناس حول ثاتشر في حياتها كما في مماتها  وقد أثارت وفاتها ردود فعل متناقضة تماما في بريطانيا كما في مختلف أنحاء العالم ، إلى درجة أن البعض أعرب عن " سعادته " بغيابها. ومع ذلك فالإمرأة التي حكمت بريطانيا طيلة أحد عشر عاما تعتبر اليوم كأفضل رئيسي دولة عرفتهما بريطانيا ، هي وتشرشل ، وهما يتمتعان بصفات مهمة مشتركة في طليعتها الرؤية الصحيحة  والقناعة الراسخة .

فيوم تسلمت السلطة في نهاية السبعينيات كانت بريطانيا تتخبط في أزمات إقتصادية ونقابية وكانت شهدت كل ذلك وقررت كيفية تنفيذ خطة إنقاذ وطنية وكان بوسعها أن تردد كلمة تشرشل التاريخية الشهيرة عام أربعين " لا أعدكم إلا بالتعب والدموع والعرق " .

من هنا الشجاعة يقول ماريو روا ويضيف :

لقد تحدت ثاتشر أكثر المؤسسات تصلبا وتحديدا نقابة المناجم فعمدت إلى خصخصة عدة قطاعات عامة وأعادت هيكلة البرامج الاجتماعية مركزة على أهمية الاضطلاع بالمسؤولية . ولم تعبأ بنقد الصحافة وفي طليعتها هيئة الإذاعة البريطانية والنخبة البريطانية التي عادت  بغالبيتها " ميس ماغي "  إضافة إلى مواجهة الجيش الجمهوري الإيرلندي الذي حاول اغتيالها .

ويرى ماريو روا أنها وضعت بريطانيا من جديد على السكة الصحيحة إقتصاديا وسياسيا . فهي ، قبل رونالد ريغان ،  من مدت يدها إلى ميخائيل غورباتشوف . لكنها بالمقابل شهدت مراحل أقل إشراقا لا سيما في علاقاتها مع الأرجنتين وجنوب إفريقيا . وفي نوادي النخبة البريطانية فرضت نفسها " بوقاحة " رائعة وكان اللوردات البريطانيون يتحدثون عنها بازدراء واصفين إياها " بابنة البقال " وهي كذلك ولم ترث عن أبيها إلا الصدق والإحساس بالواجب .

وبالرغم من كل الانتقادات التي واجهتها ،( وكما ونستون تشرشل طردت من السلطة ) فهي تمكنت إنطلاقا من ذاك الإرث الخلقي ، من إعادة تنظيم "دكانها" والدولة والأمة ، يختم ماريو روا مقالته في لا بريس .

من جهتها عنونت ذي غلوب أند ميل إفتتاحيتها " لقد غيرت العالم نحو الأفضل " إذ يمكن القول إنها كانت أكبر زعيم سياسي في النصف الثاني من القرن الماضي . وبالرغم من اعتماد سياسة اقتطاعات أفقدت الكثيرين مورد رزقهم ، تمكنت ثاتشر من تحديث المجتمع البريطاني وأعدت بلادها لزمن التجارة الحرة وأعطت المثال . سياسيا إسمها سيرتبط دائما بسقوط الاتحاد السوفياتي واقتصاديا بعودة الثقة بالقطاع الخاص وبتغيير دور الدولة.

وتخلص الغلوب أند ميل : بفضل تاتشر لم تعد بريطانيا تشبه ما كانت عليه عام تسعة وسبعين وألهمت شجاعتها سائر الدول بما فيها كندا . لقد غيرت مارغاريت ثاتشر العالم نحو الأفضل .

استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.