أطباء بلا حدود : حاجات اللاجئين السوريين ملحة

يهربون من القصف والقذائف والرصاص والخوف ليقعوا في وضع شبه آمن ، لكنه لا يقل خطورة على حياتهم في مخيمات تشكو من نقص فادح في أبسط مستلزمات الحياة الكريمة من صحة ونظافة وتغذية وطبابة غير متوفرة بما فيه الكفاية ،  نظرا طبعا لهول المشكلة وتفاقم عدد اللاجئين يوميا وتعديه المليون نسمة ولكن أيضا لتقاعس المجتمع الدولي عن تقديم العون والمساعدة.

إنه واقع النازحين السوريين في الداخل كما في دول الجوار التي لجأوا إليها وغير القادرة على تلبية حاجاتهم الأساسية .

وفي سعي لتقديم المساعدة لهم تعمل منظمة أطباء بلا حدود، سريا في بعض مناطق الداخل، وعلانية في مخيمات اللاجئين في الخارج ، كما يقول مدير المنظمة التنفيذي في كندا ستيفن كورنيش العائد حديثا من جولة في سوريا والأردن ولبنان . وقد أجرت معه هيئة الإذاعة الكندية مقابلة تحدث خلالها عن حقيقة الواقع الإنساني داخل سوريا وفي مخيمات اللاجئين التي زارها في دول الجوار . عن مشاهداته وظروف التحرك والعمل يقول كورنيش :

" خلال الزيارة الأخيرة إلى الداخل السوري لاحظنا ارتفاعا في حدة التوتر والعنف وآلاف النازحين وعشرات الجرحى الذين ينقلون إلى عياداتنا وسائر المستشفيات التي تمكنا من زيارتها لتقديم المساعدة . واللافت ، يتابع ستيفن كورنيش ، المستوى المرتفع للمساعدة والحاجة واستجابة المجتمع الدولي القليلة والمتواضعة . وحتى حيث يوجد القليل من المسعفين في المخيمات في الدول المجاورة فالحاجات الضرورية ليست مؤمنة وثمة أخطار محدقة بتفشي الأمراض . فالمجارير مفتوحة في الهواء الطلق والنقص متزايد في تأمين أماكن السكن ومياه الشرب النظيفة وثمة حاجة ملحة لتأمين كل تلك الاحتياجات ."

وعن صعوبة التحرك في الداخل ، يقول المدير التنفيذي لأطباء بلا حدود ستيفن كورنيس :

" نسعى منذ بداية النزاع للعمل انطلاقا من دمشق لكننا نعمل في الخفاء . أما في المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة ، فيمكننا إنشاء  عيادات طبية وتأمين المعدات والأجهزة اللازمة بينما نرسل المعدات إلى سائر أنحاء البلاد ونعمل على تأهيل المسعفين وإرسال الأغذية عبر شبكة من الأطباء كما تمكنا من مساعدة الهلال الأحمر السوري  للتأكد من تقديم العون الإنساني لطرفي النزاع  ".

 بالنسبة إلى دمشق ، يتابع كورنيش ، فالمعلومات قليلة وهناك تعمل الأمم المتحدة والصليب الأحمر أما نحن فيتركز نشاطنا في مناطق الشمال  . والمشكلة تكمن في صعوبة التحرك جراء فقدان الأمن إن كان للسكان المدنيين أو لطواقم المساعدة أو لأماكن التطبيب وعدم احترام العمل الإنساني . من هنا ضرورة التركيز لدى الطرفين على ضرورة احترام العمل الإنساني .

وعن مخيمات اللاجئين في دول الجوار ، يقول ستيفن كورنيش :

" الدول المضيفة تقوم بما في وسعها القيام به في الأردن ولبنان وتركيا ولكن لا بد من التركيز على أنها استقبلت خلال أشهر قليلة عشرات لا بل مئات آلاف اللاجئين ما أدى إلى نقص كبير في تقديم الخدمات والمساعدات ، والوعود الدولية في تقديم المساعدة لم تتحقق .

وفي ختام حديثه إلى راديو كندا، يقول المدير التنفيذي لفرع كندا لمنظمة أطباء بلا حدود ستيفن كورنيش  : سنضاعف عددنا ومساعداتنا لمواجهة الأخطار الصحية المحدقة هذا الصيف إلى أن يتمكن المحتمع الدولي من الاستجابة . مذكرأ بأن الحل الإنساني وحده غير كاف وأن من حق اللاجئين الحصول على المساعدة بانتظار الحل السياسي .

استمعوا

فئة:دولي، سياسة، صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.