Photo Credit: RCI

أقوال الصحف للاسبوع المنتهي في 21-04-2013

مختارات من الصحف الكندية مع مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار احمراني تتناول شؤونا محلية وعالمية.

كتبت صحيفة الغلوب اند ميل تقول إن البحث عن مفقودين مستمر بعد الانفجار الهائل الذي وقع في مصنع للأسمدة في ويكو في ولاية تكساس. ويبحث عمال الانقاذ عن ناجين بين الأنقاض. وتشير على ان الانفجار الضخم كان أشبه بهزة أرضية صغيرة وسمع دويه على مسافة تبعد عشرات الكيلومترات عن مكان الحادثة. وتشير إلى  أن كرات من النار ملأت سماء المدينة وتتحدث عن الخراب والدمار الذي الحقه الانفجار بالمباني والمنازل المجاورة وتتحدث عن ذعر أصاب سكان المنطقة المحيطة بالمصنع.

وفي مقالات أخرى تتحدث الصحيفة عن عمليات الإنقاذ وعن نقل المصابين إلى المستشفيات وتنقل مشاهدات مواطنين وتنقل عن مسؤولين قولهم إن عناصر الإطفاء ادركت منذ البداية خطورة الوضع نظرا لمخزون الامونيا الهائل في المصنع. ودعت الشرطة المواطنين إلى ملازمة بيوتهم تخوفا من تسرب الأمونيا و تحسبا لحدوث المزيد من الانفجارات.

ونبقى مع "ذي غلوب أند مايل" الواسعة الانتشار والرصينة حيث تناول جيفري سيمسون في مقالة له موضوع منافسة حزبي المعارضة الرئيسيين في مجلس العموم لحزب المحافظين الحاكم، فرأى أن أمام الحزب الديمقراطي الجديد والحزب الليبرالي طريقاً طويلاً قبل أن يشكلا تهديداً له. ويقول الكاتب إن المحافظين بقيادة هاربر لن يبقوا مكتوفي الأيدي في الأشهر المقبلة. فهم لم ينتظروا حتى 24 ساعة على انتخاب الحزب الليبرالي جوستان ترودو زعيماً له قبل أن يشنوا حملة إعلامية "سلبية" لتشويه صورة هذا الأخير، "لأن محافظي هاربر يعملون في السياسة بهذا الشكل". وسيواصلون استخدام مال دافعي الضرائب "للتبجح بلا حياء" حول خطتهم الاقتصادية، يقول الكاتب.

أما حزبا المعارضة، فليسا جاهزيْن ذهنياً بعد لإلحاق هزيمة بالمحافظين، يرى جيفري سيمسون. فالحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه والذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، يواصل التحدث عن تجديد نفسه فيما "أفكاره متجذرة في عصر (زعيمه السابق) إد برودبينت" (الذي تولى قيادته من عام 1975 حتى عام 1989)، ويصف جيفري سيمسون الحزب بأنه معارض للتجارة الحرة ومشكك في قطاع الأعمال والسوق الحرة وتواق إلى إنفاق المال المستدان على البرامج الاجتماعية.

ومن جهتهم يعوم الليبراليون على شخص زعيمهم الجديد جوستان ترودو وعلى الكليشيهات المبهمة التي أعطت دفعاً لحملته في السباق إلى قيادة الحزب الليبرالي، يقول الكاتب. فالأفكار التي قدمها قديمة وأكل عليها الدهر في أوتاوا وشرب. صحيح أن موضوع التربية والتعليم الذي احتل مكانة هامة في حملة السيد ترودو هو حيوي وهام، لكنْ لأوتاوا دور محدود في هذا المجال بموجب الدستور. وبالنسبة للهجرة، وهي موضوع هام آخر في حملته، فقد عمل عليها المحافظون بكد ومواظبة فدخلت كندا أعداد قياسية من المهاجرين. أما "الطبقة الوسطى" التي يتحدث عنها السيد ترودو باستمرار فهي من يتودد إليها المحافظون ويغدقون عليها "الرشاوى الضريبية" من كافة الأصناف، يقول جيفري سيمسون في إشارة إلى التخفيضات الضريبية التي منحتها حكومة المحافظين والتي تستفيد منها بصورة أساسية عائلات الطبقة الوسطى.

فإذا كانت تلك مواضيع جوستان ترودو المفضلة، كما قال في "ذي غلوب أند مايل" وفي العديد من تصريحاته خلال حملته في السباق على زعامة الحزب الليبرالي، فسيجد الساحة السياسية شديدة الازدحام، يقول جيفري سيمسون في مقالته، "وهو بالتأكيد لن يكسب أي قوة دفع بما قاله حتى الآن".

ويمضي جيفري سيمسون بالقول إن حزبي المعارضة يكشفان كم هما خائفان من صميم بعض أفكار المحافظين. فالديمقراطيون الجدد والليبراليون، على حد سواء، يخشون إلى أقصى حد أن يوصفوا بأنهم ممن يزيدون الضرائب والإنفاق، وأي من الحزبين لن يحتج على أغبى واحدة من كافة السياسات الضريبية التي أدخلها المحافظون، ألا وهي تخفيض الضريبة على السلع والخدمات بنسبة 2% والتي تكلف الحكومة الفدرالية نحو 12 مليار دولار سنوياً، يقول كاتب المقال. كما أنهما لن يفكرا بزيادة ضرائب الدخل على الأفراد للإنفاق على خدمات البلاد بحاجة ماسة إليها، باستثناء الحزب الديمقراطي الجديد الذي يدعم بشكل تلقائي زيادة الضرائب على "الأغنياء" وقطاع الأعمال، والتي في الواقع لا توفر عائدات هامة برأي الكاتب.

ويختم جيفري سيمسون بالقول إنه بالاستناد إلى مخاوف أحزاب المعارضة، فاز المحافظون في المناقشة حول الضرائب، وحتى بشأن السياسة المالية، طالما أن كل حزب يؤكد أنه يدعم ميزانية متوازنة لا عجز فيها، بالرغم من أن مسألة "منح المحافظين اليد الطولى في الإدارة المالية يبقى، بسبب سجلهم، لغزاً".

وكتب إيف بوافير تعليقا  في صحيفة لابرس تحت عنوان: بوسطن ،صلاة ومشتبه به فأشار على ان عشرات المواطنين يتوافدون على منزل مارتان ريشار ابن الثمانية اعوام الذي توفي في تفجيرات بوسطن لوضع الزهور والألعاب وكلمات العزاء. وكان الطفل يشارك مع اسرته في هذا الحدث الربيعي الضخم والمميز في المدينة ، وقد اصيبت والدته وشقيقته بجروح خطيرة. وتشير الصحيفة إلى لافتة كتب عليها: كفى الإساءة على الناس، السلام. وكان الطفل قد خطَها بيده العام الماضي خلال مشاركته في مسيرة من أجل السلام نظمتها مدرسته. كلمات بسيطة تعكس براءة الطفولة وهي بمثابة صلاة بعد الممات.

صحيفة لودوفوار بدورها تابعت التطورات بعد تفجيرات بوسطن وأشارت إلى أن الجمهور سمع الدعوة التي وجهها المحققون من أجل التعاون مع التحقيق وإرسال الصور وشرائط الفيديو وكل ما يمكن أن يساعد في التحقيق. وتتحدت الصحيفة عن طفرة في المعلومات وظهور فئة من المحققين الهواة يسخَرون مواهبهم ووسائط التواصل الاجتماعي من أجل الكشف عن مشتبه بهم. وتتحدث عن تحقيق مواز ظهر بعد 48 ساعة على التفجيرات يتميز بالمنهجية وبمشاعر الأسى أمام فداحة التفجيرات ولكنه لا يخلو من بعض الانحرافات. وتنقل الصحيفة عن اختصاصيين في تحليل وسائط التواصل الاجتماعي قولهم إن ثمة هوة تفصل بين مواطنين يعطون المعلومات للشرطة بهدف مساعدة التحقيق وآخرين ينصبون أنفسهم مكان القضاء في هذا الفضاء الرقمي العام.

تحت عنوان " رعبٌ في بوسطن " كتب محرر صحيفة لا بريس ماريو روا يقول :

من الصعب تصور حدث بعيد كليا عن السياسة ، مسالم وجامع من مثل الماراتون . بالمقابل من السهولة اعتبار نقطة انتهاء ماراتون بوسطن العريق المكان المثالي لتنفيذ عملية تفجير إذا كان الهدف منها قتل أبرياء مباشرة تحت أعين الإعلام وبالتالي تحت نظر العالم أجمع .

وبصرف النظر عن عدد الضحايا فالتفجيران أغرقا الأميريكيين من جديد في كابوسين لم يخرجوا بعد تماما منهما : تفجير الحادي عشر من أيلول ، على أيدي الإسلاميين ، وتفجير أوكلاهوما  قبله بأيادٍ محلية .

ويستعرض ماريو روا ما حدث بعيد التفجير وكيف واصل العداؤون ركضهم إلى أقرب مستوصف لمنح الدم وكيف سارع سكان المنطقة إلى تقديم العون والمساعدة للعدائين وذويهم ليخلص إلى القول : أظهر الحدث الوجهين المتناقضين للإنسان : حب الآخرين في مواجهة الشراسة المجنونة ، وهما وجهان لا يمكن اسئصالهما من الكائن البشري .

من جهته انتقد مات غورني في الناشيونال بوست البيان الذي أذاعه الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس وعدم وصفه التفجير بالعمل الإرهابي واكتفاءه باستعمال تعابير من مثل الأحداث ، التفجيرات أو المأساة . فبالرغم من أن التحقيق ما زال في بداياته ، فالكل يدرك أن التفجير عمل إرهابي . فالإرهاب هو عمل عنيف يستهدف مدنيين . نحن لا نعرف بعد من وضع القنبلتين لكنهما استهدفتا نشاطا شعبيا وضمنتا شد انتباه العالم وأجبرتا الإدارة الأميركية على التحرك . وعمل من مثل هذا هو بطبيعته عمل سياسي .

لقد كان أوباما على صواب عند إشارته إلى  بدء التحقيق وكان من غير الملائم طبعا أن يوجه إصبع الاتهام إلى أية جهة كانت ، ولكن كان أيضا غير ملائم أن يدور حول ما حصل في بوسطن . وعدم معرفتنا  من كان وراء الحدث الدامي لا يعني أننا نجهل حقيقته .

ويتابع مات غورني : لقد لاحظ الجميع عدم وصف أوباما ما حصل بالعمل الإرهابي وتساءلوا عن السبب وثمة حجتان بارزتان للدفاع عن موقف أوباما  : الأولى احترامه للمسار القضائي وبالتالي امتناعه عن اتخاذ موقف يستبق التحقيق . والحجة الثانية خشيته من إخافة الأميركيين الذين قد يسارعون إلى ربط الإرهاب بالإسلام . والبعض الآخر رأى أنه حاول عدم خلق جو من الرعب .

كل تلك الحجج لا تصمد في وجه التدقيق : فالاعتراف بوقوع جريمة محددة لا يحول دون التحقيق بها لاحقا ولا أحد يتردد بوصف جريمة ما بالجريمة . أما إذا كان يخشى من ردود فعل ضد الإسلام فكان بوسعه أن يقول : لا نعرف من هم خلف ما حصل وما هي أجندتهم . أما التخوف من حالة الذعر فقد تتسبب بها الصور وأشرطة الفيديو التي نشرت  وليس استعمال أوباما تعبير الإرهاب .

ويخلص مات غورني في صحيفة الناشيونال بوست إلى القول : الأميركيون ليسوا أغبياء ولم يكونوا في حيرة أمام حقيقة ما حدث بانتظار ما سيقوله أوباما قبل استخلاص أن انفجار قنبلتين وسط حدث رياضي قد يكون بدون شك عملا إرهابيا

استمعوا

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.