تحت عنوان إرجاء إلغاء العجز في موازنة كيبك أي ما يعرف بالعجز صفر كتب آلان دوبوك في صحيفة لابرس الصادرة في مونتريال مقالا جاء فيه : ألمحت رئيسة حكومة مقاطعة كيبك بولين ماروا في لقاء مع مسؤولين في شركات كيبكية إلى إمكانية إرجاء إلغاء العجز في موازنة كيبك أي ما يعرف بالعجز صفر لمدة عام عما كانت قد تعهدت به عند تسلمها السلطة في المقاطعة في شهر سبتمبر أيلول الماضي.
من المؤكد أن رئيسة حكومة كيبك تسعى للتأكيد وبأسرع وقت ممكن بأن حكومتها تلتزم بوعودها، لكنها عندما استطلعت أصحاب الأعمال المنوه عنهم أعلاه حول إرجاء إلغاء العجز في الموازنة فلأن الفكرة كانت تراودها وأنها أي الفكرة مطروحة على بساط البحث.
ويتابع آلان دوبوك مقاله في صحيفة لابرس قائلا إنني طرحت هذه الفكرة في تعليق لي نشر في شهر فبراير شباط الماضي.
فإرجاء الوصول إلى إلغاء العجز في الموازنة أي العجز صفر يمكن تبريره بمجموعة من الحجج من بينها التباطؤ الاقتصادي العالمي بالإضافة لحجج تطبيقية الا وهي الضغوط المستعجلة في النفقات.
يشار إلى أن مجموعة من المنظمات الدولية وفي طليعتها صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لاحظتا بأن تطبيقا صارما للإجراءات التقشفية قد تستتبعه أزمات اجتماعية وتكون لها انعكاسات سلبية كتعطيل الانطلاقة الاقتصادية لبلد ما. وفي هذا السياق اقترح صندوق النقد الدولي على كندا تفضيل دعم النمو الاقتصادي على إصلاح الأموال العامة.
وعلى الصعيد الاقتصادي يمكن إذا تبرير تفضيل دعم النمو الاقتصادي والتركيز أقل على التقشف من خلال توقعات تشير إلى احتمال استعادة الانطلاقة الاقتصادية في عام 2014 ما يعني أن تخفيض العجز سيصبح أكثر سهولة.
إننا نصل إلى حد نجد فيه أن إجراءات التقشف القاسية بحد ذاتها تتجاوز إطار الإدارة السليمة.
نقتطع أينما كان: في مجال الأبحاث ودور الحضانة والمساعدة الاجتماعية. وكلما تقدمنا كلما زاد شعورنا بأننا نقتطع أينما كان وكيفما كان ما قد لا يعني بالتأكيد بأن الحكومة تسيطر على الأوضاع.
فالاقتطاعات التي أعلن عنها في المفوضيات المدرسية خير دليل على ذلك، فهذه الاقتطاعات الجديدة التي هي بحدود 65 مليون دولار تضاف إلى اقتطاعات سابقة تصل إلى 150 مليون دولار.
كما أن التفاصيل التي أعطتها وزيرة التربية ماري مالافوا تظهر أن العملية تجميلية بشكل واسع لأن المفوضيات المدرسية يمكنها استيعاب الصدمة عبر الغرف من فوائض موازناتها أو من خلال الإعلان عن عجز.
ويتابع آلان دوبوك قائلا إذا كانت الحكومة تسعى لبلوغ العجز صفر بأسرع وقت ممكن فهذا ليس بهدف الفوز بسباق للإبداع في المحاسبة بل للتوقف عن الاستدانة وإعادة الأموال العامة لحالة توازن حقيقية ودائمة.
وللوصول إلى هذا التوازن الدائم فإن الاقتطاعات العشوائية كما لاحظنا لا تكفي.
لذا يتوجب أن نفكر مجددا بخياراتنا وطرق عملنا ليكون هناك توازن بين واجبات الدولة وإمكاناتها. إن هذه المقاربة تأخذ دون شك مزيدا من الوقت غير أنها ستؤدي لإلغاء العجز في الموازنة.
وفي مجال آخر وفي سياق التفجيرات التي وقعت في مدينة بوسطن وتداعياتها كتب ماريو روا مقالا تحت عنوان حالة حصار جاء فيه: كنا نعلم أننا كنا في حالة حصار منذ أحداث سبتمبر أيلول 2001 غير أن ما جرى في مدينة بوسطن الأميركية مؤخرا جاء ليذكرنا إلى أي مدى يمكن لقبضة من الرجال أو حتى لرجل واحد أو اثنين أن يشلوا مدينة كبيرة متمدنة وحديثة وهادئة كمدينة بوسطن الأميركية.

فبينما كان سكان بوسطن يوصدون أبواب بيوتهم ويقمعون في منازلهم كانت مدينتهم في حالة حصار فلا نقل عام فيها ولا مدارس ولا جامعات، طرقاتها خالية تحلق فوقها مروحيات عسكرية ويقوم نحو من 9000 عسكري وشرطي مدججين بالسلاح بمطاردة شخص واحد لا يتجاوز التاسعة عشرة من العمر.
ها هي بكل ما في الكلمة من معنى هشاشة النظام.
التحقيق الأمني كان سريعا وأفضى لمعرفة الأخوين تسارناييف (الأخ الأكبر تامرلان لقي مصرعه والثاني جوهر أصيب بالرصاص وهو يعالج حاليا تمهيدا لاستجوابه) اللذين حولا ماراتون بوسطن المئة والسبعة عشر إلى كابوس.

لكن الذي نجهله حتى الساعة ما هو دافعهما لذلك؟
غير أن ما نعلمه وبكل تأكيد أن قضية الأخوين تسارناييف ستكون لها انعكاسات سلبية في مجالين : الأول ستزيد سعير المناقشات حول نظام الهجرة في الولايات المتحدة إذ أن عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ ألمح لهذا الغرض مشيرا بأصابع الاتهام لضعف النظام.
والثاني عندما نصل إلى عمق الأمور سنجد الحقد مهما كانت الملابس التي نحيكها له ومهما كانت طبيعة المطالب التي يتم التعبير عنها من خلاله ومهما كان مستوى اللامعقول الذي يوحي لنا به.
ويختم ماريو روا مقاله بالقول إن المجتمع الأميركي لم يكن بحاجة لاعتداء بوسطن للتذكير إلى أي مدى يكرهه البعض لسبب معين وفي الغالب حتى بدون سبب.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.