الأحداث الأخيرة التي كانت مسرحا لها مؤخرا مدينة بوسطن الأميركية وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما يقرب من مئة وثمانين شخصا آخر بجراح وما تبعها من تداعيات طرحت العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت مدن كندية كبيرة مثل تورنتو ومونتريال مستعدتان لمواجهة حالات مشابهة .
وتؤكد مصادر رسمية في تورنتو لهيئة الإذاعة الكندية أن المدينة تملك خطة تدخل للطوارئ وضعت بإشراف قائد شرطة المدينة غير أنه أي قائد الشرطة رفض الكشف عن تفاصيل هذه الخطة لأسباب أمنية.
يشار إلى أن غالبية خطط تدخل الطوارئ تلحظ إلغاء خدمة النقل المشترك وإقفال المدارس والمتاجر والمجال الجوي.
وتقتضي هذه الخطط بشكل خاص الاتصال بأكبر عدد ممكن من الأشخاص، ففي مدينة بوسطن الأميركية على سبيل المثال لجأت السلطات الأمنية والمدنية لتوجيه رسائل مسجلة مستخدمة أيضا كافة وسائل الإعلام.

كما قامت عناصر من الشرطة بالحديث مباشرة مع المارة في شوارع المدينة طالبة منهم العودة لمنازلهم والبقاء فيها حتى إشعار آخر.
كما قامت الشرطة بإغلاق بعض شوارع المدينة لمنع المرور والتنقل فيها.
وحول هذا الموضوع يتحدث ميشال جونو كاتسويا الذي عمل سابقا في جهاز الاستخبارات الكندي ويعتبر حاليا من الأخصائيين في قضايا مكافحة التجسس والإرهاب فيقول:
هذا يتطلب تنسيقا ممتازا ومركزا للمراقبة والإشراف تتوفر له كافة الإمكانات للتحدث للناس وهو نفس التصرف الذي يتم في حالات الكوارث.
يشار إلى أن ميشال جونو كاتسويا يعتقد من جهته بأن قليلا من المدن الكندية مستعدة لمواجهة ما واجهته مدينة بوسطن.
أما في ما يتعلق بمدينة مونتريال وحول ما إذا كانت مستعدة لمواجهة حالات طارئة أجاب مسؤولون في المدينة بأنها مهيئة لذلك.
فحسب وكالة الخدمات الصحية والاجتماعية ASSS في مونتريال فإن المستشفيات على أهبة الاستعداد لمواجهة حوادث اعتداء أو كوارث وقد جرت في المدينة تدريبات على حالات محتملة (عن طريق المحاكاة) لاختبار مستوى الجهوزية.
ومن أهم التدريبات التي جرت أواخر العام الماضي تدريب لمواجهة حالة اعتداء وسط مدينة مونتريال شارك فيه عناصر من جهاز الإطفاء والشرطة حسب خطط خاصة بهم بالإضافة لخدمات المستشفيات التي لها خطط خاصة بها تعرف بخطط الرمز البرتقالي (code orange) الذي يقضي بمشاركة الشرطة والمسعفين والمستشفيات والقوات المسلحة.
فاليري أومييه منسقة الرمز البرتقالي في مستشفى مونتريال العام تقول بهذا الخصوص:
في حال تفعيل الرمز البرتقالي هناك بطاقة تعين مهمة كل شخص في هذا الإطار.
وتتابع فاليري أومييه موضحة الطريقة التي يعتمدها مستشفى مونتريال العام في حال طوارئ فتقول:
نخصص مكانا للمصابين بجروح خطيرة وبإمكاننا وضع أكثر من شخص في هذا المكان ونحن نعتمد الفصل بين الأسرة كما تتوفر في هذا المكان أجهزة تهوية وإنعاش بالإضافة لأسرة لحالات أقل خطورة.
يشار إلى أن الأجهزة الطبية في المدينة كانت قد أجرت تدريبات على حالات تحاكي حالات طوارئ واقعية في شهر أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي وفق السيناريو التالي:
محاكاة حدوث انفجار في محطة للمترو قطار الأنفاق أسفرت عن وقوع عدد كبير من الجرحى.

وعن هذا السيناريو تحدث ميشال غارنو المنسق العام لحالات الطوارئ في وكالة الخدمات الصحية والاجتماعية في مونتريال قائلا:
تمكنا من اختبار قدراتنا في الوكالة في مواجهة مثل هذا الوضع بالنسبة للشبكات الصحية والأحداث الأخيرة دلت على وجوب الاستعداد لمواجهة حالات عرضية أو إرادية
هذا وتجري في منطقة صناعية شرق مدينة مونتريال تنتشر فيها صناعات تتضمن مواد مشتعلة وخطيرة عمليات تدريب سنوية على حالات طوارئ شبيهة بحالات واقعية لاختبار درجة الجهوزية والاستعداد لمواجهتها.
وفي هذا المجال يوجه مسؤول أمني النصائح التالية:
أهم نصيحة نوجهها للمواطنين هي عدم الإسراع نحو المكان الذي وقع فيه الحادث، أولا لأن المكان غير آمن وهو ما حدث في بوسطن إذ أعقب التفجير الأول تفجير ثان تسبب بمزيد من الضحايا إذا يتوجب عدم الاقتراب من مكان الحادث تحسبا لوقوع حادث ثان في المكان نفسه.
ويختم المسؤول الأمني بالقول إن الأحداث الأخيرة تنبه لضرورة الاستعداد لمواجهة أي طارئ ومن أي نوع كان.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.