أقوال الصحف فقرة نستعرض خلالها بعض تعليقات الصحافة الكندية على الأحداث الداخلية والدولية خلال الأسبوع الفائت .
في فقرة اليوم : فادي الهاروني : " كندا في منظار الفاعدة "
بيار أحمراني : " لماذا ما زلنا بحاجة للتفكير بالأمن "
سمير بدوي : إلغاء العجز في ميزانة كيبيك"
تحت عنوان " لماذا ما زلنا بحاجة للتفكير بالأمن " علقت صحيفة الغلوب أند ميل الواسعة الانتشار في كندا على إلقاء القبض على متهمين بالإعداد لاعتداء إرهابي في كندا :
إن اكتشاف مخطط مدعوم من القاعدة لتفجير قطار ركاب في كندا أعاد تذكيرنا بالخطر الإرهابي الذي يتهدد كندا والحاجة إلى مواصلة الحذر بما في ذلك مسألة إصدار قوانين متشددة يتدارسها مجلس العموم حاليا .
إن التهديد يمكن أن يأتي من أي طرف كان ، ويمكن استيراده . فالادعاءات بالتخطيط لتفجير قطار فيا راي ، تشير إلى تورط شابين في الثلاثين والخامسة والثلاثين تلقيا " تعليمات وتوجيهات " من إرهابيي القاعدة في إيران بحسب الشرطة الكندية وليسا حاصلين بعد على الجنسية الكندية .
كما أن التهديد يمكن أن يكون من الداخل ، كما في ملف المعتقلين الثمانية عشر في تورونتو عام 2006 وغالبيتهم من الشباب الذين نشأوا في كندا واتهموا بالإعداد لتفجيرات ضخمة داخل كندا . كما يمكن أن يكون مصدر الإرهاب كندا وتصدره إلى الخارج : كما حصل في ملف أربعة شبان ضالعين في عمليات إرهابية في شمال إفريقيا بينهم شابان قتلا في هجوم عين أميناس في الجزائر ، أحدهما من قادة الهجوم ، وشابان آخران متهمان بتفجير الحافلة في بلغاريا .
وتجدد الغلوب أند ميل دعمها للقانون المطروح أمام البرلمان الكندي بالرغم من تضمنه بعض البنود المثيرة للجدل من مثل التوقيف الإحترازي للمشتبه بهم مدة اثنتين وسبعين ساعة . وتخلص إلى القول : أسامة بن لادن مات وقد مرت اثنتي عشرة سنة على هجمات الحادي عشر من أيلول – سبتمبر ولا يجوز للغرب التخلي عن الحذر فما جرى في بوسطن يمكن أن يجري هنا في كندا .
صحيفة الناشيونال بوست اليمينية تنفي كليا ضلوع إيران في التخطيط لعمل إرهابي في كندا عبر التعاون مع تنظيم القاعدة : عدو عدوك صديقك ، مثل عربي معروف يقول جوناتان كاي لكنه لا ينطبق هذه المرة على العداء المشترك للغرب . ويستعرض الصحافي تاريخ العلاقات المتوترة بين القاعدة وإيران ويستذكر عدة محطات خلافية وتهديد الآخر وحشد القوات الإيرانية على الحدود الأفغانية للتحرك ضد الطالبان والقاعدة . لكن أحداث الحادي عشر من أيلول والغزو الأميركي لأفغانستان يستدرك جوناتان كاي، غيرت حسابات طهران التي بقيت على عداء مع القاعدة لكنها شعرت بالقلق من تواجد الجيش الأميركي على حدودها واعتمدت استراتيجية جديدة تقضي بالسماح بوقوع مجازر ضد الأميركيين دون أن يكون لها دور مباشر في ذلك . كما اعتبر بعض القادة الإيرانيين أنه يمكن لإرهابيي القاعدة أن يخدموا مصالح طهران فأطلقت سراح مقاتلي القاعدة ووضعت شروطا وخطا أحمر لتصرفهم بالامتناع عن تخطيط عمليات إرهابية إنطلاقا من أرضها وعدم استهداف القادة الإيرانيين . وعلى ما يبدو ، فقد خرقت القاعدة الاتفاق بإعطائها " تعليمات وتوجيهات " من إيران لتنفيذ عملية إرهابية في كندا بحسب ما أعلنته الشرطة الكندية أمس والتي حرصت على عدم اتهام الحكومة الإيرانية بالضلوع فيها . وحتى لو أرادت إيران التعاون مع القاعدة لما سمح لها الوضع الجيوسياسي السائد حاليا في المشرق العربي حيث يقاتل حزب الله الذي تدعمه إيران مقاتلي القاعدة في سوريا .
بكلمة أخرى ، يختم جوناتان كاي تحليله في الناشيونال بوست ، إيران والقاعدة هما حاليا أقرب إلى العداء منه إلى التحالف فبعد أربعة عشر قرنا من الخلاف الدامي بين الشيعة والسنة فإن إقامة تحالف بين مقاتلي الطرفين يتطلب أكثر بكثير من عداء مشترك للعم سام .
نبقى في الموضوع نفسه، فتوقيف السلطات الكندية شهاب الصغيّر ورائد جسّار يوم الاثنين بتهمة الإعداد لاعتداء على قطار ركاب تابع لشركة "فيا رايل" الكندية أعاد إلى الواجهة الحديث عن تهديدات تعترض كندا. وفي هذا السياق كتب الباحث والكاتب جوسلان كولون، مدير "شبكة الأبحاث حول عمليات السلام" المتفرعة من "مركز الدراسات والأبحاث الدولية" التابع لجامعة مونتريال مقالة في صفحة النقاش في صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال بعنوان "في منظار القاعدة".
"كندا في منظار تنظيم القاعدة، وهي كانت دوماً كذلك"، يقول جوسلان كولون لافتاً إلى أن الكثير من الكنديين ينسون ذلك، لاسيما في مقاطعة كيبيك، ومضيفاً أن "الاعتقاد بأننا بمنأى عن أفعال هذه المنظمة وفروعها هو من ضروب الخيال" وأن الكشف عن مؤامرةٍ هنا يوم الاثنين جاء ليؤكد أن "كندا هي أيضاً ساحة قتال لهذا الإرهاب الإسلامي".
ويضيف الكاتب أنه في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة انضمت كندا إلى ائتلاف عريض مناهض للإرهاب تقوده واشنطن، عمله متعدد الأجنحة ويهدف للقضاء على شبكة القاعدة وفروعها. والجناح الأول، وهو عسكري بالدرجة الأولى، حشد عشرات آلاف الجنود الأجانب في أفغانستان من أجل قلب نظام طالبان ومطاردة العناصر الجهادية في هذا البلد. وهذه عملية تشارف نهايتها، يقول جوسلان كولون.
ويتناول الجناح الثاني قمع الإرهاب على الصعيد الدولي. ويأخذ التعاون بين الدول في هذا المجال عدة أشكال: تعزيز الرقابة المصرفية، تبادل المعلومات، توقيف المشتبه بهم ونقلهم من بلد لآخر، جوازات السفر الجديدة، اقتحام سفن، تنصت إلكتروني ومراقبة بواسطة الأقمار الصناعية، مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، وسواها من أشكال التعاون.
ويتركز الجناح الثالث على الإجراءات المكافحة للإرهاب على الصعيد الوطني. فقد عززت كل دولة – وتواصل تعزيز - تشريعاتها الهادفة لتعزيز حماية الأبنية العامة والبنى التحتية الاستراتيجية والحدود ومراقبة المشتبه بهم من أفراد ومجموعات.
ويتابع جوسلان كولون قائلاً إن كندا تشارك كلياً في هذه المنظومة المكافحة للإرهاب ولم تخفِ ذلك أبداً. والزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أدرك ذلك جيداً. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 هاجم كندا بشكل مباشر، إذ حذر في رسالة موجهة "إلى شعوب الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة" الرأي العام في تلك الدول من "التحالف بين حكوماتها والولايات المتحدة بهدف مهاجمتنا في أفغانستان". وذكر بن لادن بالاسم كلاً من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وألمانيا وأستراليا.
ووقع كلمات بن لادن لم يتأخر، يقول الكاتب، إذ تم إجهاض مؤامرات إرهابية كانت تُحضر في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك، فيما كان بعض الكنديين قد سافروا إلى الخارج من أجل تنفيذ أعمالهم المؤذية.
ويوم الاثنين أعلن وزير الأمن العام في مقاطعة كيبيك، ستيفان برجورون، أن "ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن التراب الكيبيكي مستهدف بشكل خاص" في المؤامرة التي كشف عنها النقاب يوم الاثنين. "الوزير على حق، لكن يجب ألا يُفهم من كلامه أننا بمأمن من مأساة"، يقول جوسلان كولون، ويتابع بأنه إذا لم تنفجر أي قنبلة حتى اليوم في كيبيك أو سائر كندا، يبقى أن كندا تُستخدم على نطاق واسع كقاعدة خلفية لتخطيط هجمات إرهابية في الخارج وتنفيذها. ويذكر جوسلان كولون بأن مواطنين كنديين، أو أشخاصاً مقيمين في كندا، اعتقلوا أو قُتلوا في أنشطة إرهابية، كان آخرها الهجوم على منشأة الغاز في الجزائر "حيث قُتل إرهابيان كنديان".
ويرى مدير "شبكة الأبحاث حول عمليات السلام" أن كون كندا جغرافياً على حدود الولايات المتحدة يجعل وضعها دقيقاً للغاية. ويذكر هنا بأنه غداة هجمات 11 أيلول (سبتمبر) اتهم سياسيون أميركيون كثر كندا بأنها ممر للإرهابيين، يستقرون فيها ليعبروا منها بسهولة إلى الولايات المتحدة. وقد رفضت كندا هذا الاتهام. لكن جهاز الاستخبارات الكندي كشف السنة الماضية أن ما بين 50 و60 كندياً غادروا البلاد للقيام بأنشطة إرهابية في الخارج. ويضيف جوسلان كولون أن هؤلاء يحملون جوازات سفر كندية ويمكنهم بالتالي التنقل بحرية والدخول إلى الولايات المتحدة من دول الكاريبي أو أوروبا أو الشرق الأوسط.
ويختم جوسلن كولون بالقول إن كندا نجت من الإرهاب خلال العقد المنصرم، ولكن هذا لا يضمن أن الأمر سيكون دوماً كذلك. "ومن هنا واجب التيقظ".
"كندا في منظار تنظيم القاعدة، وهي كانت دوماً كذلك"، يقول جوسلان كولون لافتاً إلى أن الكثير من الكنديين ينسون ذلك، لاسيما في مقاطعة كيبيك، ومضيفاً أن "الاعتقاد بأننا بمنأى عن أفعال هذه المنظمة وفروعها هو من ضروب الخيال" وأن الكشف عن مؤامرةٍ هنا يوم الاثنين جاء ليؤكد أن "كندا هي أيضاً ساحة قتال لهذا الإرهاب الإسلامي".
ويضيف الكاتب أنه في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة انضمت كندا إلى ائتلاف عريض مناهض للإرهاب تقوده واشنطن، عمله متعدد الأجنحة ويهدف للقضاء على شبكة القاعدة وفروعها. والجناح الأول، وهو عسكري بالدرجة الأولى، حشد عشرات آلاف الجنود الأجانب في أفغانستان من أجل قلب نظام طالبان ومطاردة العناصر الجهادية في هذا البلد. وهذه عملية تشارف نهايتها، يقول جوسلان كولون.
ويتناول الجناح الثاني قمع الإرهاب على الصعيد الدولي. ويأخذ التعاون بين الدول في هذا المجال عدة أشكال: تعزيز الرقابة المصرفية، تبادل المعلومات، توقيف المشتبه بهم ونقلهم من بلد لآخر، جوازات السفر الجديدة، اقتحام سفن، تنصت إلكتروني ومراقبة بواسطة الأقمار الصناعية، مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، وسواها من أشكال التعاون.
ويتركز الجناح الثالث على الإجراءات المكافحة للإرهاب على الصعيد الوطني. فقد عززت كل دولة – وتواصل تعزيز - تشريعاتها الهادفة لتعزيز حماية الأبنية العامة والبنى التحتية الاستراتيجية والحدود ومراقبة المشتبه بهم من أفراد ومجموعات.
ويتابع جوسلان كولون قائلاً إن كندا تشارك كلياً في هذه المنظومة المكافحة للإرهاب ولم تخفِ ذلك أبداً. والزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أدرك ذلك جيداً. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 هاجم كندا بشكل مباشر، إذ حذر في رسالة موجهة "إلى شعوب الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة" الرأي العام في تلك الدول من "التحالف بين حكوماتها والولايات المتحدة بهدف مهاجمتنا في أفغانستان". وذكر بن لادن بالاسم كلاً من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وألمانيا وأستراليا.
ووقع كلمات بن لادن لم يتأخر، يقول الكاتب، إذ تم إجهاض مؤامرات إرهابية كانت تُحضر في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك، فيما كان بعض الكنديين قد سافروا إلى الخارج من أجل تنفيذ أعمالهم المؤذية.
ويوم الاثنين أعلن وزير الأمن العام في مقاطعة كيبيك، ستيفان برجورون، أن "ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن التراب الكيبيكي مستهدف بشكل خاص" في المؤامرة التي كشف عنها النقاب يوم الاثنين. "الوزير على حق، لكن يجب ألا يُفهم من كلامه أننا بمأمن من مأساة"، يقول جوسلان كولون، ويتابع بأنه إذا لم تنفجر أي قنبلة حتى اليوم في كيبيك أو سائر كندا، يبقى أن كندا تُستخدم على نطاق واسع كقاعدة خلفية لتخطيط هجمات إرهابية في الخارج وتنفيذها. ويذكر جوسلان كولون بأن مواطنين كنديين، أو أشخاصاً مقيمين في كندا، اعتقلوا أو قُتلوا في أنشطة إرهابية، كان آخرها الهجوم على منشأة الغاز في الجزائر "حيث قُتل إرهابيان كنديان".
ويرى مدير "شبكة الأبحاث حول عمليات السلام" أن كون كندا جغرافياً على حدود الولايات المتحدة يجعل وضعها دقيقاً للغاية. ويذكر هنا بأنه غداة هجمات 11 أيلول (سبتمبر) اتهم سياسيون أميركيون كثر كندا بأنها ممر للإرهابيين، يستقرون فيها ليعبروا منها بسهولة إلى الولايات المتحدة. وقد رفضت كندا هذا الاتهام. لكن جهاز الاستخبارات الكندي كشف السنة الماضية أن ما بين 50 و60 كندياً غادروا البلاد للقيام بأنشطة إرهابية في الخارج. ويضيف جوسلان كولون أن هؤلاء يحملون جوازات سفر كندية ويمكنهم بالتالي التنقل بحرية والدخول إلى الولايات المتحدة من دول الكاريبي أو أوروبا أو الشرق الأوسط.
ويختم جوسلن كولون بالقول إن كندا نجت من الإرهاب خلال العقد المنصرم، ولكن هذا لا يضمن أن الأمر سيكون دوماً كذلك. "ومن هنا واجب التيقظ".
تحت عنوان إرجاء إلغاء العجز في موازنة كيبك أي ما يعرف بالعجز صفر كتب آلان دوبوك في صحيفة لابرس الصادرة في مونتريال مقالا جاء فيه : ألمحت رئيسة حكومة مقاطعة كيبك بولين ماروا في لقاء مع مسؤولين في شركات كيبكية إلى إمكانية إرجاء إلغاء العجز في موازنة كيبك أي ما يعرف بالعجز صفر لمدة عام عما كانت قد تعهدت به عند تسلمها السلطة في المقاطعة في شهر سبتمبر أيلول الماضي.
من المؤكد أن رئيسة حكومة كيبك تسعى للتأكيد وبأسرع وقت ممكن بأن حكومتها تلتزم بوعودها، لكنها عندما استطلعت أصحاب الأعمال المنوه عنهم أعلاه حول إرجاء إلغاء العجز في الموازنة فلأن الفكرة كانت تراودها وأنها أي الفكرة مطروحة على بساط البحث.
ويتابع آلان دوبوك مقاله في صحيفة لابرس قائلا إنني طرحت هذه الفكرة في تعليق لي نشر في شهر فبراير شباط الماضي.
فإرجاء الوصول إلى إلغاء العجز في الموازنة أي العجز صفر يمكن تبريره بمجموعة من الحجج من بينها التباطؤ الاقتصادي العالمي بالإضافة لحجج تطبيقية الا وهي الضغوط المستعجلة في النفقات.
يشار إلى أن مجموعة من المنظمات الدولية وفي طليعتها صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لاحظتا بأن تطبيقا صارما للإجراءات التقشفية قد تستتبعه أزمات اجتماعية وتكون لها انعكاسات سلبية كتعطيل الانطلاقة الاقتصادية لبلد ما. وفي هذا السياق اقترح صندوق النقد الدولي على كندا تفضيل دعم النمو الاقتصادي على إصلاح الأموال العامة.
وعلى الصعيد الاقتصادي يمكن إذا تبرير تفضيل دعم النمو الاقتصادي والتركيز أقل على التقشف من خلال توقعات تشير إلى احتمال استعادة الانطلاقة الاقتصادية في عام 2014 ما يعني أن تخفيض العجز سيصبح أكثر سهولة.
إننا نصل إلى حد نجد فيه أن إجراءات التقشف القاسية بحد ذاتها تتجاوز إطار الإدارة السليمة.
نقتطع أينما كان: في مجال الأبحاث ودور الحضانة والمساعدة الاجتماعية. وكلما تقدمنا كلما زاد شعورنا بأننا نقتطع أينما كان وكيفما كان ما قد لا يعني بالتأكيد بأن الحكومة تسيطر على الأوضاع.
فالاقتطاعات التي أعلن عنها في المفوضيات المدرسية خير دليل على ذلك، فهذه الاقتطاعات الجديدة التي هي بحدود 65 مليون دولار تضاف إلى اقتطاعات سابقة تصل إلى 150 مليون دولار.
كما أن التفاصيل التي أعطتها وزيرة التربية ماري مالافوا تظهر أن العملية تجميلية بشكل واسع لأن المفوضيات المدرسية يمكنها استيعاب الصدمة عبر الغرف من فوائض موازناتها أو من خلال الإعلان عن عجز.
ويتابع آلان دوبوك قائلا إذا كانت الحكومة تسعى لبلوغ العجز صفر بأسرع وقت ممكن فهذا ليس بهدف الفوز بسباق للإبداع في المحاسبة بل للتوقف عن الاستدانة وإعادة الأموال العامة لحالة توازن حقيقية ودائمة.
وللوصول إلى هذا التوازن الدائم فإن الاقتطاعات العشوائية كما لاحظنا لا تكفي.
لذا يتوجب أن نفكر مجددا بخياراتنا وطرق عملنا ليكون هناك توازن بين واجبات الدولة وإمكاناتها. إن هذه المقاربة تأخذ دون شك مزيدا من الوقت غير أنها ستؤدي لإلغاء العجز في الموازنة.
وفي مجال آخر وفي سياق التفجيرات التي وقعت في مدينة بوسطن وتداعياتها كتب ماريو روا مقالا تحت عنوان حالة حصار جاء فيه: كنا نعلم أننا كنا في حالة حصار منذ أحداث سبتمبر أيلول 2001 غير أن ما جرى في مدينة بوسطن الأميركية مؤخرا جاء ليذكرنا إلى أي مدى يمكن لقبضة من الرجال أو حتى لرجل واحد أو اثنين أن يشلوا مدينة كبيرة متمدنة وحديثة وهادئة كمدينة بوسطن الأميركية.
فبينما كان سكان بوسطن يوصدون أبواب بيوتهم ويقمعون في منازلهم كانت مدينتهم في حالة حصار فلا نقل عام فيها ولا مدارس ولا جامعات، طرقاتها خالية تحلق فوقها مروحيات عسكرية ويقوم نحو من 9000 عسكري وشرطي مدججين بالسلاح بمطاردة شخص واحد لا يتجاوز التاسعة عشرة من العمر.
ها هي بكل ما في الكلمة من معنى هشاشة النظام.
التحقيق الأمني كان سريعا وأفضى لمعرفة الأخوين تسارناييف (الأخ الأكبر تامرلان لقي مصرعه والثاني جوهر أصيب بالرصاص وهو يعالج حاليا تمهيدا لاستجوابه) اللذين حولا ماراتون بوسطن المئة والسبعة عشر إلى كابوس.
لكن الذي نجهله حتى الساعة ما هو دافعهما لذلك؟
غير أن ما نعلمه وبكل تأكيد أن قضية الأخوين تسارناييف ستكون لها انعكاسات سلبية في مجالين : الأول ستزيد سعير المناقشات حول نظام الهجرة في الولايات المتحدة إذ أن عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ ألمح لهذا الغرض مشيرا بأصابع الاتهام لضعف النظام.
والثاني عندما نصل إلى عمق الأمور سنجد الحقد مهما كانت الملابس التي نحيكها له ومهما كانت طبيعة المطالب التي يتم التعبير عنها من خلاله ومهما كان مستوى اللامعقول الذي يوحي لنا به.
ويختم ماريو روا مقاله بالقول إن المجتمع الأميركي لم يكن بحاجة لاعتداء بوسطن للتذكير إلى أي مدى يكرهه البعض لسبب معين وفي الغالب حتى بدون سبب.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.