ألبسة "جو فريش" مصنوعة في بنغلاديش لحساب عملاق تجارة التجزئة الكندي "لوبلاو"

ألبسة "جو فريش" مصنوعة في بنغلاديش لحساب عملاق تجارة التجزئة الكندي "لوبلاو"
Photo Credit: غراهام هيوز / و ص ك

هل يمكنك أن تعرف ما إذا كان لباسك من إنتاج أحد “مشاغل البؤس”؟

أعلنت السلطات البنغالية عن ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار المبنى الذي يضم مصانع للألبسة قرب العاصمة داكا الأسبوع الماضي لتبلغ 381 قتيلاً، غالبيتهم من النساء، إضافة إلى عدد غير معروف من المفقودين ونحو ألف جريح، إصابات معظمهم خطيرة. وسلط انهيار المبنى المؤلف من ثمان طبقات وما نجم عنه من خسائر كبيرة في الأرواح الضوء على ظروف العمل في ما يُعرف ب"مشاغل البؤس" أو "مشاغل العرق" التي تنتج ألبسة لماركات عالمية تصدر إلى أوروبا وأميركا الشمالية حيث يبتاعها المستهلكون بأسعار تنافسية لم تكن لتتوفر لهم لو كانت تلك الألبسة  مصنوعة في الدول الغربية. ومن بين الشركات التي تستثمر مصانع ألبسة في البناء المنهار في بنغلاديش، عملاق تجارة التجزئة الكندي "لوبلاو" الذي تصنع تلك المشاغل ألبسته التي تحمل ماركة "جو فريش". وفيما ارتفعت أصوات في أوساط السكان والجمعيات الأهلية في كندا تسأل عن أخلاقيات العمل في مشاغل الألبسة في بنغلاديش وسواها من الدول النامية، أعلنت شركة "لوبلاو" أنها تبحث عن أفضل السبل لتقديم المساعدة لأسر ضحايا مصانع ألبستها في المبنى المنهار.

في السنوات الماضية قامت شركات عدة، مثل عملاق الألبسة الأميركي "غاب" وماركة "جو فريش" التابعة للعملاق الكندي "لوبلاو"، بتعهيد صناعة ملبوساتها إلى أسواق كلفة اليد العاملة فيها متدنية، كبنغلاديش حيث يبلغ الحد الأدنى للأجور 38 دولاراً أميركياً في الشهر. وينجم عن ذلك قلق بأن يساوم أصحاب مصانع الألبسة في بنغلاديش على صحة عمالهم وسلامتهم من أجل الاستجابة لمطالب المستهلك الغربي بتوفير ألبسة له بأسعار متدنية.

لكن هل بالإمكان معرفة ما إذا كانت الألبسة التي نرتديها قد صُنعت في أحد "مشاغل البؤس"؟ يقول الخبراء في هذا المجال إن سلسلة الإمداد في صناعة الألبسة حالياً تجعل من الصعب على المستهلك تحديد ما إذا كانت القميص أو السروال أو سواها من الألبسة التي ابتاعها هي من إنتاج أحد "مشاغل البؤس". "كمستهلكة، أجد أنه فعلاً يصعب عليّ معرفة ظروف إنتاج لباس ما"، تقول أدريانا فيلاسينور، وهي من كبار مسؤولي مجموعة "جاي – سي ويليامز" الاستشارية في مجال تجارة التجزئة والتسويق، لموقع هيئة الإذاعة الكندية، سي بي سي. وشراء لباس من ماركة عالمية أو التسوق لدى سلسلة محلات معروفة لا يشكل ضمانة بأنه لم يُصنع في ظروف عمل مشكوك فيها. من ناحية أخرى، السعر المتدني جداً للباس ما قد يوحي بأنه من إنتاج أحد "مشاغل البؤس"، لكنه لا يشكل مؤشراً دقيقاً، تقول أدريانا فيلاسينور، مشيرة إلى أن عوامل عديدة قد تدفع متجراً لتخفيض الأسعار.

 من جهتها تقول شيريل هوتشكيس، وهي كبار المسؤولين في الفرع الكندي لجمعية "وورلد فيجين" المسيحية غير الحكومية التي تُعنى برعاية الأطفال، إن على المستهلك الحريص على عدم شراء ألبسة من إنتاج "مشاغل البؤس" أن يقرأ اسم بلد المنشأ المطبوع على البطاقة الإرشادية الخاصة باللباس الذي يريده، فإذا ما وجد أنه بنغلاديش، على سبيل المثال، يكون هناك عندئذ سبب للقلق. لكن أدريانا فيلاسينور تقول إن هذه النقطة أيضاً لا تشكل مؤشراً أكيداً، "لأنه من غير المنصف القول إن لدى جميع أصحاب المصانع في بنغلاديش الشروط السيئة نفسها للعمال، فهناك أصحاب مصانع جيدون جداً".

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة "إيبسوس ريد" العام الماضي لصالح الفرع الكندي لجمعية "وورلد فيجين" أظهر أن 79% من الكنديين يريدون "القيام بمجهود للتحقق من معرفة كيف (في أي ظروف) تنتج السلع التي يبتاعونها وأين".

استمعوا

فئة:اقتصاد، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.