نشرت صحيفة لا بريس في عددها الصادر اليوم تحقيقا بقلم الصحافي المراسل توماس أبغرال من بيروت حول مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب قوات النظام . يقول :
منذ شهر تتوالى جنازات مقاتلي حزب الله في لبنان وبات من الصعب عليه إخفاء موت مقاتليه في سوريا كما كان يفعل منذ حوالي السنة ، حيث كان عناصره غير البارزين يدفنون بصورة سرية وتعلن أسرهم بأنهم قتلوا في حوادث سير . وقد اعترف مصدر مقرب من حزب الله بمقتل تسعة وثلاثين مقاتلا من " المقاومة" في سوريا ، لكن الرقم أكثر بكثير بدليل الصفحات الكثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي التي تعلن موت مقاتلين جدد.
ويتابع أبغرال :
لقد اعترف ( السيد ) حسن نصرالله في تشرين أول – أوكتوبر الفائت بمشاركة مقاتليه في الحرب في سوريا لـ"حماية" قرى لبنانية شيعية داخل الأراضي السورية . فبين الحدود اللبنانية وبلدة القصير القريبة من حمص ، يسكن حوالي خمسة عشر ألف لبناني هجر معظمهم المنطقة .
ويرى أبغرال أن حزب الله يسعى خاصة لإبقاء هذه المنطقة الحيوية حيث لديه قواعد عسكرية تحت سيطرته . فعبر هذه المنطقة يصله السلاح من إيران وحرمانه من هذا الممر الاستراتيجي سيجد حزب الله صعوبة في التزود بالسلاح في حال وقوع مواجهة مع إسرائيل .
ويبدو أن حزب الله انتقل في الأسابيع القليلة الماضية إلى مرحلة الهجوم وبات في الخط الأمامي في الهجوم الذي تقوم به قوات النظام لاسترجاع القصير التي تسيطر على غالبيتها قوات المعارضة . ويؤكد مصدر مقرب من حزب الله أنه شارك مؤخرا في إسقاط بلدة تل النبي مندو القريبة من القصير.
وينقل الصحافي عن مدير مركز كارناغي للشرق الأوسط بول سالم قوله : " حزب الله ليس متحمسا جدا لفكرة زج عدد كبير من مقاتليه في سوريا لأن ذلك يضعف موقعه في لبنان ، ولم يكن أمامه خيار آخر إذا ما أراد المحافظة على الدعم المالي الإيراني ".
ويتابع توماس أبغرال : منذ نهاية العام 2011 يتواجد حزب الله في العاصمة السورية لحماية أضرحة مقدسة لدى الشيعة . فهو يحمي ضريح السيدة رقيّة في وسط العاصمة ولديه مئات المقاتلين في مقام السيدة زينب ( حفيدة النبي ) الذي يبعد سبعة كيلومترات عن دمشق وهو ، إضافة لكونه ذا بعد ديني جامع ، يشكل موقعا مهما في حال اندلاع معركة دمشق كما أن عددا كبيرا من الشيعة السوريين لجأوا إليه منذ اندلاع الثورة السورية .
ولا يكتفي حزب الله بإرسال مقاتليه إلى سوريا إنما يعمد منذ بضعة أشهر إلى تدريب مدنيين سوريين بالتعاون مع حرس الثورة الإيرانية بهدق تعزيز قدرات الجيش النظامي ونشر شبكة ميليشيات موالية له داخل سوريا في حال سقوط النظام . وتعتبر الواشنطن بوست أن عددهم يبلغ حاليا خمسين ألف مقاتل منضمين تحت إسم " الجيش الشعبي ". فيما تتحدث أوساط مقربة من حزب الله في بيروت عن " قوات الدفاع الوطني " تضم شيعة وعلويين وبعضا من السنة السوريين .
ويختم الصحافي توماس أبغرال تحقيقه في صحيفة لا بريس :
إن حزب الله ، عبر ضلوعه العسكري في سوريا ، قد يتسبب بإضرام توترات مذهبية شيعية سنية داخل لبنان ويستشهد على ذلك بالدعوة التي وجهها الشيخ أحمد الأسير للمرة الأولى إلى الجهاد في سوريا للدفاع عن أهل السنة في منطقة حمص .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.