أثار "بيان براءة من الطائفتين" الذي أطلقه مفكرون ومثقفون عراقيون مطلع الأسبوع ردود فعل متباينة، ولم يزل. فالبعض أيده إذ رأى فيه "كلاماً بصوت العقل والمنطق" كما قال أحد المعلقين، وقال مؤيد آخر "أعلن براءتي من مذهبي والدخول في الإسلام الحق الذي يعرف الحب واحترام الإنسان"، فيما البعض الآخر رأى أن البيان ذهب بعيداً وأن موقعيه "جزعوا فلم يستبينوا الصواب" وأنه كناية عن "تصحيح خطأ بخطأ أكبر"، وبين هؤلاء وأولئك هناك من طالب ب"تشكيل أحزاب لاطائفية وليس إصدار بيانات".
وشدد موقعو "بيان براءة من الطائفتين" من مفكرين ومثقفين على أنهم لا يشاركون أهل الطائفتين، الشيعية والسنية، اعتقاداتهم ولا توجهاتهم الفكرية ولا اهتماماتهم الحياتية ولا طقوسهم، كما لا يهمهم أن تنتصر هذه الطائفة أو تلك في حروبهما العبثية المندلعة منذ أكثر من ألف سنة. والبيان كتبه نيابة عن موقعيه الكاتب والشاعر أحمد عبد الحسين، وهو موجه إلى رجال الدين وإلى رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وسائر القادة السياسيين، وإلى شيوخ العشائر.

وقد لا يكون صدور "بيان براءة من الطائفتين" أواخر الشهر الفائت من قبيل الصدفة، فبعثة الأمم المتحدة في العراق قالت إن نيسان (ابريل) 2013 أكثر الأشهر دموية في العراق منذ سنوات. وتشير الأرقام التي أوردتها البعثة إلى مقتل 712 شخصاً الشهر الماضي، من بينهم 117 من أفراد قوات الأمن العراقية. وهذا أعلى رقم لضحايا شهر واحد في العراق منذ حزيران (يونيو) 2008. وتعتبر العاصمة بغداد من أكثر المناطق تضرراً، خاصة الأحياء التي تقطنها غالبية شيعية حيث وقعت أكثر الهجمات الانتحارية وعمليات تفجير السيارات المفخخة. وكذلك تتعرض قوات الأمن وأفراد قوات الصحوة في المناطق السنية الى هجمات متواصلة.
ويشهد العراق منذ كانون الأول (ديسمبر) الفائت حركة احتجاجية واسعة، لا بل انتفاضة، للعرب السنة ضد رئيس الحكومة، الشيعي، نوري المالكي. ويطالب العرب السنة بوضع حد لما يعتبرونه تهميشاً سياسياً لهم، وإلغاء قوانين مكافحة الإرهاب التي يقولون إنها تستغل ضدهم، كما يطالبون بالإفراج عن محتجزين.
يشار إلى أن العنف الطائفي في العراق، الذي بلغ ذروته بين عامي 2006 و2008، أزهق عشرات آلاف الأرواح وتسبب بتهجير أكثر من أربعة ملايين إنسان عن ديارهم.
فادي الهاروني تناول "بيان براءة من الطائفتين" في حديث مع الباحث والناشط العراقي الكندي الدكتور ثامر الصفار.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.