تحت عنوان " عالم الإسلام " علق المحرر في صحيفة لا بريس ماريو روا على واقع العالم الإسلامي وموقفه من حقوق المرأة والعنف والإرهاب . يقول :
الملصق يحمل صورة وجه امرأة منقبة لا يُظهر من جسدها سوى العينين ، وإحداهما متورمة . وهو جزء من حملة في المملكة السعودية ضد العنف الذي يطال النساء ، والحملة في بلد تكافح فيه النساء للحصول على حق الخروج دون محرم وحق قيادة السيارة . أما النقاب الظاهر على الملصق ، فمن الصعب اعتباره رمزا للتحرر .
من هنا ، يرى الصحافي الكندي أن ثمة تناقضا لا يتوقف عند هذا الحد إذا ما نظرنا إلى الوضع في مصر . مصر مركز الثقل في الربيع العربي الذي كان مفترضا فيه أن يؤدي إلى التحرر وحيث يتمنى أربعة وسبعون بالمئة اعتماد الشريعة ويرى ستة وثمانون بالمئة أن المرتد يستحق عقوبة الموت ، في حين أن ثلاثة أرباع المصريين يؤيدون ....حرية الأديان .
ويتابع ماريو روا : من الصعب فهم هذا التناقض لكنه واقع كشف عنه استطلاع للرأي قام به مركز بي إي دابليو للأبحاث شمل ثمانية وثلاثين ألف شخص في تسع وثلاثين دولة . والصورة التي يُظهّرها الاستطلاع معقدة ومتناقضة . هي صورة مجموعة مؤمنين يعتبرون الدين ذا أهمية قصوى وليسوا مرتاحين للحداثة ما يؤكد رأي عدة خبراء في الأمم المتحدة في ما يتعلق خاصة بالعالم العربي ، والتي تلفت الانتباه إلى وضع المرأة ، العامل الأساسي في التطور بينما تطور وضعها يصطدم بنزعة محافظة قوية .
فمثلا يظهر الاستطلاع تسامحا مذهلا في بعض الدول بشأن جرائم الشرف : ففي أفغانستان وبنغلادش والأردن ومصر أقل من خمسة وثلاثين بالمئة من المستطلعين ينددون بها بصورة مطلقة كما أن المساواة في الإرث وحق الطلاق غير مكتسبة بعد . فتقريبا في كل الدول التي شملها الاستطلاع ثمة تأييد واسع لخضوع المرأة لزوجها مهما كانت الظروف .
ويتابع ماريو روا في لا بريس :
أما بشأن المسألة التي ما زالت تقلقنا منذ اثني عشر عاما حول موقف المسلمين " العاديين " من العنف الديني الموجه ضد المدنيين ، فثمة غالبية تندد به لكنه أحيانا مبرر بنظر أربعين بالمئة من الفلسطينيين وتسعة وثلاثين بالمئة من الأفغان وتسعة وعشرين بالمئة من المصريين وستة وعشرين بالمئة من سكان بنغلادش .
ويفيد الاستطلاع أن المسلمين أينما كانوا يخشون المتطرفين وبخاصة التطرف الإسلامي ، وهم على حق ، لكونهم أهم ضحاياه .
ويخلص ماريو روا في صحيفة لا بريس إلى القول : ظاهرة التدمير الذاتي تلك هي أسوأ مصيبة يعانيها العالم الإسلامي تعطل في عدة دول النزعة إلى التطور والتقدم .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.