أثارت مطالبة دولة قطر بنقل المركز الرئيسي لمنظمة الطيران المدني الدولية إلى الدوحة ردود فعل منددة في مختلف الأوساط السياسية والاقتصادية الكندية ووحدت الصوت والجهود والمساعي للعمل والسعي لإبقائها في مونتريال الكوسموبوليتية والتي تستضيف المركز الرئيس للمنظمة منذ تأسيسها عام سبعة وأربعين من القرن الماضي .
وتنصب الجهود الكندية حاليا على الاتصال بالدول المعنية ، وعددها مئة وإحدى وتسعون دولة ، لإقناعها بالتصويت ضد القرار خلال التصويت بين الرابع والعشرين من أيلول سبتمبر والرابع من تشرين أول أوكتوبر المقبلين ، وقد حصلت حتى الآن على تأييد عدة دول بينها فرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا . علما أن الطلب القطري يجب أن يحظى بتأييد مئة وخمس عشرة دولة أي ستين بالمئة من الدول الأعضاء في حين أن كندا توصلت إلى اتفاق مع المنظمة للبقاء في مونتريال خلال العشرين سنة المقبلة ، لم يتم تصديقه بعد في الجمعية العمومية .
وتتركز الحملة الكندية على الترويج لبقاء المنظمة في مونتريال على مجموعة من المعطيات منها رغد العيش المؤمّن للموظفين ، وسائل التكنولوجيا المتطورة والتواصل التي تتمتع بها المدينة ، الخبرة التي اكتسبتها خلال خمسة وستين عاما من إقامة المركز الرئيسي للمنظمة فيها وكونها في منطقة مستقرة سياسيا . بالمقابل تتركز المطالبة القطرية حول تقديم مجموعة من الحوافز الاقتصادية كبناء مركز حديث ومتطور للمنظمة في الدوحة والتكفل بمصاريفه مع إعفاءات ضريبية للموظفين وإلغاء الرسوم عن المنظمة .
عن أهمية بقاء المركز الرئيسي للمنظمة في مونتريال ، تقول نائبة رئيس مؤسسة المنظمات الدولية في مونتريال ستيفاني آلار :
" إن المنظمة الدولية للطيران المدني هي المنظمة الدولية المتخصصة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة في كندا وبالتالي هي مصدر إشعاع دولي بالغ الأهمية لمدينة مونتريال" .
هل تنجح قطر في اجتذاب المنظمة ؟
يجيب الخبير في الشؤون الدولية وأستاذ علم التاريخ في جامعة مونتريال البروفسور سمير صول :
" الطلب جدي ولكن هل حظوظ تحققه متوفرة ؟ أنا شخصيا أقول لا ، فقطر لا تمتلك كل ما يجب لاجتذاب منظمة دولية ".
من جهته يقول أحد مؤلفي كتاب " قطر : أسرار الخزنة " الصادر حديثا كريستيان شينو :
" أعتقد أن الحذر واجب فهم أناس بلا عقد ولا تابوهات في ما يتعلق بالمال وبخاصة حمد بن جاسم ( رئيس الوزراء القطري ) الذي يعتبر أنه يمكن شراء أي شيء ويكفي وضع المبلغ . ونحن نكشف في كتابنا محاولة قطر شراء الفيتو الروسي في الأمم المتحدة بشأن الأزمة الروسية ما أثار غضب الحكومة الروسية . لديهم إستراتيجية للتسلل إلى المنظمات الدولية المهمة كالأونيسكو والأنتربول ومنظمة الفرانكوفونية بوسائل مالية هائلة ."
بانتظار موعد التصويت نهاية أيلول سبتمبر المقبل ، تكثف مختلف الأوساط السياسية الكندية مساعيها لعدم حرمان كندا من مركز رئيسي لإحدى أهم المنظمات الدولية .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.