هذا الأسبوع :
بيار أحمراني يستعرض مقالة حول العلاقات الكندية القطرية
فادي الهاروني : ما هي الخيارات الأميركية للتدخل في سوريا
ومي أبو صعب : الوضع الإنساني في تونس بعد سنتين على ثورة الياسمين .
كتب باتريك مارتن في صحيفة "ذي غلوب أند مايل" الواسعة الانتشار في كندا أن الغارات الإسرائيلية على "أهداف عسكرية" في سوريا نهاية الأسبوع الفائت قد تدفع واشنطن على اتخاذ خطوات إضافية لدعم المتمردين الساعين لقلب نظام الرئيس بشار الأسد. ويذكر الكاتب بأن المساعدات الأميركية لقوات المعارضة تقتصر حتى الآن على أسلحة غير قاتلة.
ويعدد مارتن بعض الخيارات العسكرية المحتملة التي قد تأخذها الولايات المتحدة بعين الاعتبار، ويذكرها تباعاً، من الأكثر قابلية للحصول، برأيه، إلى الأقل قابلية:
- عمليات جوية محدودة بهدف الحد من القوة الجوية والترسانة العسكرية لدى سوريا.
- إنشاء مناطق حظر جوي بهدف حماية المناطق السورية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.
- تزويد الفصائل المعتدلة في المعارضة السورية بالسلاح.
- اجتياح بري كامل، كما حصل في العراق.
بالنسبة للخيار الأول، يقول مارتن إن أعضاء في إدارة الرئيس باراك أوباما أبدوا قلقاً شديداً من أن الدفاعات الجوية السورية أكثر صلابة بكثير من الدفاعات الجوية التي كانت متوفرة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وأن غارات جوية أميركية أو حليفة سينجم عنها بالتالي إصابات في صفوف القوات المهاجمة. ولكن إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إسرائيل أغارت على سوريا من الجو بنجاح واضح، على ما يبدو، تخف أهمية التحفظات المذكورة، يقول مارتن، لكنه يضيف أن لأنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن رأياً آخر، فهو يرى أنه وإن أعطت الغارات الجوية الإسرائيلية نهاية الأسبوع الفائت انطباعاً حول فعالية سلاح الجو، فلن يكون الأمر بهذه السهولة في حملة على نطاق أوسع. لكن الضابط الطيار المتقاعد في البحرية الأميركية الكوماندر كريستوفر هارمر يقول إن للجيش الأميركي صواريخ بعيدة المدى وطائرات بمقدورها أن تطال أهدافاً، كالطائرات ومدارج المطارات وأجهزة الرادار، من مسافة آمنة.
وبالنسبة للخيار الثاني، أي مناطق الحظر الجوي، فقد أثبتت الولايات المتحدة مع حليفتيها، بريطانيا وفرنسا، فعاليتها بين عامي 1991 و2003 في العراق، وهو بلد أكبر من سوريا وكان أكثر خطورة مما هي الآن، يقول باتريك مارتن في "ذي غلوب أند مايل"، وباستطاعة الولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه في سوريا مستخدمة قاعدة إنجرليك الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي في تركيا، بعد أخذ موافقة أنقرة. وينقل مارتن عن المدير التنفيذي لمنظمة "فورين بوليسي إينيشياتف" في واشنطن، كريستوفر غريفين، قوله إن إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا لا يستوجب تحليق طائرات في الأجواء السورية لأن باستطاعة الولايات المتحدة وحلفائها استخدام بطاريات الدفاع الجوي الصاروخي من طراز "باتريوت" المنتشرة في جنوب تركيا لتهديد القوة الجوية لبشار الأسد فوق أجزاء من محافظتي حلب وإدلب في شمال سوريا.
لكن الطائرات السورية التي لا تستطيع صواريخ "باتريوت" إسقاطها ولا المقاتلات الأميركية وهي فوق البحر المتوسط، هي المروحيات التي يستعملها النظام السوري ضد قوات المعارضة. وأفضل سلاح لمواجهة المروحيات هو صواريخ أرض جو التي تُطلق من على الكتف، كصاروخ "ستينغر" الذي أثبت فعاليته في أفغانستان في مواجهة المروحيات السوفياتية في ثمانينيات القرن الفائت. لكن هذا يعني تزويد المعارضة السورية بهذا النوع من الأسلحة، وتزويدها بأسلحة صغيرة الحجم "هو آخر شيء تريد أن تفعله"، يقول الرئيس السابق لأركان القوات البرية في الجيش الكندي، الليوتونانت جنرال (الفريق) أندرو لسلي. "نعم، هناك عدم توازن بين قوات الأسد والمتمردين"، يقول أندرو لسلي، "لكن إذا ما أغرقت المنطقة بأسلحة من هذا النوع، لا يمكنك أن تعرف أين ستصل (الأسلحة) ولا يمكنك استرجاعها". والقلق الشديد هو أن تقع هذه الأسلحة بأيدي المتمردين الجهاديين الأكثر تطرفاً من سواهم، يقول باتريك مارتن. كما أن الكوماندر هارمر يرى هو الآخر مشكلة في ذلك. "حصل ذلك في أفغانستان مع الطالبان وفي ليبيا لما انتهت الأسلحة في مالي"، يقول الكوماندر هارمر، "لكن في سوريا لدينا نافذة ضيقة جداً يمكننا العمل من خلالها، فيما المتمردون الأكثر علمانية ما يزالون يشكلون الأكثرية. فإذا ما انتظرنا فترة أطول، لن يعود هناك من معارضة نستطيع العمل معها".
أما بالنسبة لخيار الاجتياح البري لسوريا، ينقل الصحافي باتريك مارتن عن الليوتونانت جنرال أندرو لسلي قوله إنه إذا ما طلب منه أن ينصح الأميركيين لأوصاهم بأن يفكروا ملياً ويكونوا شديدي الحذر قبل أن تطأ أقدامهم الأرض في سوريا. "لا يمكنكم التنبؤ بالعواقب. من الأفضل لكم أن تبقوا بعيداً"، يقول أندرو لسلي الذي شغل منصب نائب قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. "هذه ليست مسألة غربية"، يضيف الليوتونانت جنرال المتقاعد، "إذا أرادت الجامعة العربية الذهاب (إلى سوريا)، حسناً، ساعدوها، ولكن ليس بجنود على الأرض". الكوماندر الأميركي المتقاعد كرستوفر هارمر يوافق على كلام الليوتونانت جنرال الكندي المتقاعد أندرو لسلي، "هناك خيارات لا تعرض أرواح الأميركيين للخطر. علينا أن نأخذها".
ولكن ماذا عن دور كندا في حال قرر حلف شمال الأطلسي أو "تحالف من الراغبين" التدخل في سوريا؟ يرى الليوتونانت جنرال لسلي أن لكندا القدرة على المساعدة في المحافظة على منطقة حظر جوي وتوفير الغطاء لممر إنساني.
لكن التعاطي مع الأسلحة الكيميائية السورية الفتاكة لن يكون أمراً سهلاً بالنسبة لأي قوة تدخل في سوريا. "لا يمكنك إزالتها بغارات جوية"، يقول الكوماندر هارمر. "وليس هناك من أحد على الإطلاق ينوي إرسال جنود أميركيين للقيام بذلك". "ربما الإسرائيليون (قد يفكرون بذلك)"، يضيف الكوماندر الأميركي المتقاعد، متوقعاً أن يحتاجوا لنحو ألف رجل من قواتهم الخاصة للقضاء على الأسلحة الكيميائية السورية. لكنه يستدرك قائلاً إن قيام الإسرائيليين بذلك ليس مرجحاً أيضاً، فالأسلحة الكيميائية برأيه هي الورقة التي يعتمد عليها الرئيس السوري بشار الأسد للخروج من مأزقه، "فهي التي قد تتيح له البقاء".
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.