أعلنت إدارة مهرجان الثقافات العالمية في مدينة درامندفيل جنوب مونتريال بأن ساحة المهرجان الكبرى ستخصص هذه السنة للفنان الكندي من أصول أميركية-أكادية-فرنسية زكاري ريشار في النسخة الثانية والثلاين للمهرجان في تموز/يوليو المقبل.
المجنون, كان عنوان الألبوم العشرين والأخير لزكاري ريشار الذي صدر في شهر أوكتوبر/ , تشرين الأول الماضي, وفيه عودة إلى الجذور وإلى صراع الهوية والانتماء والإنسلاخ عن الأرض الأم كما تقّص كلمات أغنيات هذا الألبوم الذي فيه الكثير من نغمات وإيقاعات مسقط رأس الفنان الكندي في ولاية لويزيانا الأميركية.
ولد زكاري ريشار في الثامن من أيلول سبتمبر من العام 1950 في سكوت, القرية الصغيرة قرب لافايت في لويزيانا وهو مؤلف وملحن ومغني وموسيقي يتقن العزف على عدة آلات موسيقية بينها الأكورديون.
تأثر زكاري ريشار بثقافتين هما الثقافة الشعبية الأميركية والثقافة الآكادية الفرنسية لأهل لويزيانا الآكاديين الذين هاجروا إلى لويزيانا هربا من الاستعمار الإنكليزي. ويروي ريشار بأن أجداده كانوا من هذه العائلات الآكادية التي هاجرت واستقرت في لويزيانا. ويقول الفنان الكندي بأن الثقافة الآكادية-اللويزيانية ورثها عن جدّيه اللذين كانا من الجيل الفرنكوفوني الأخير في لويزيانا.
نال زكاري ريشار في العام 1972 ديبلوما في التاريخ من جامعة نيو أورلينز كبرى مدن لويزياناومهد موسيقى الجاز. ولن يتأخر الشاب الطموح في النزوح إلى نيويورك من أجل تطوير وصقل موهبة الغناء والتأليف والعزف ليكون أول من يطلق موسيقى هي مزيج من الثقافتين الأميركية والآكادية التي يحملها في ثقافته وسيضع الموسيقى الآكادية في قالب معاصر ليقرّبها من أبناء جيله من الشباب.
وعندما لم يلق تجاوبا كبيرا من رفاقه الأميركيين على موسيقاه, قرر زكاري ريشار الانتقال للعيش في كيبيك وباريس. وقد استقّر في العام 1976 في مونتريال مصدرا سبعة ألبومات بينها أثنان كرسا شريطين ذهبيين أي وصلت مبيعاتهما إلى أكثر من 500 ألف نسخة.
بعد هذا النجاح في الأغنية الفرنسية يعود زكاري ريشار إلى مسقط رأسه في لويزيانا حيث يصدر اربعة ألبومات باللغة الإنكليزية هذه المرة ليكرس بعدها مغنيا عالميا مقدما عدة حفلات في دول عبر العالم.
يُعرف عن زكاري ريشار دفاعه المستميت عن جذوره الآكادية وعن الفرنكوفونية والحفاظ عليها في لويزيانا. وهو أنتج وأخرج للتلفزيون وثائقيا رياديا عن الشعب الآكادي في لويزيانانا.
عدة أوسمة وجوائز ترصع جبين الفنان الكندي المخضرم منحته إياها الدولة الفرنسية وحكومة كيبيك وهو نال لخمس سنوات جائزة فيليكس في كيبيك لأفضل فنان مثّل كندا في الخارج.
بالإضافة إلى تأليف الأغنيات والالحان والمشاركة في عدة أفلام سينمائية بصوته وموسيقاه, لزكاري ريشار عدة مؤلفات أدبية ودواوين شعرية باللغة الفرنسية. كذلك منح زكاري ريشار شهادات دكتوراه فخرية من جامعة مونكتون وجامعة لويزيانا وجامعة القديسة آن في نوفا سكوشيا.
في العام 2005 وبعد الأعاصير التي ضربت لويزيانا, كرّس زكاري ريشار نفسه لحملات التبرعات من أجل المنكوبين في لويزيانا وأسس مع فرنسيس كابريل صندوق إغاثة بإدارة الموسيقيين من أجل دعم أنشطة مؤسسة التعاضد "أكادي-لويزيانا".
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.