تحت عنوان " الطريق المسدود " علق محرر صحيفة لو دوفوار سيرج تروفو على النزاع في سوريا . يقول :
إذا لم يكن بوسع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التدخل بالأمس لوضع حد للمجزرة التي ينفذها بشار الأسد بحق السنة ، فالتدخل اليوم بات أقل أرجحية . فمنذ اندلاع الحرب وتحديدا منذ بضعة أشهر ، تحولت سوريا إلى مسرح لوحشية فظيعة على يد مختلف القوى المتصارعة .
فالنظام السوري يمتلك مخزونا من السلاح الكيميائي يطرح تحديات كبيرة لمعارضيه : أولا لكونه موزعا على عدة مناطق وبخاصة في شمال شرق سوريا معقل العلويين والمسيحيين ، وثانيا لكون تلك الأسلحة غير قابلة للتفكيك . وأكثر من ذلك ، فحجم القنابل المزودة بغاز الساران اكبر بكثير من حجم بقايا تلك القنابل في العراق ما يعني أن احتواءها يستدعي تدخلا عسكريا واسعا على غرار التدخل في العراق عام ألفين وثلاثة .
في الجهة المقابلة ، يتابع سيرج تروفو ، فقد تعقدت الإوضاع كثيرا خلال السنة الماضية. فبالإضافة إلى محاربة الأسد ، ومقاتلي حزب الله والخبراء الإيرانيين ، يتنازع الثوار في ما بينهم وبخاصة مع تنامي قوة جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة والساعية إلى إقامة خلافة إسلامية لمواجهة المتمردين العلمانيين الذين يصفونهن بالهيبيز .
إزاء ذلك ، يخشى الرئيس الأميركي من احتمال تكرار التجربة العراقية وأن يؤدي سقوط الأسد إلى تفكك مؤسسات الدولة والوقوع في الفراغ ، الفراغ الذي يؤدي إلى مجازر عرقية ومذهبية كما هي الحالة في العراق . باختصار ، فالرئيس الأميركي وسواه واقعون بين سندان النظام ومطرقة السلفيين ، يختم سيرج تروفو تعليقه في صحيفة لو دوفوار .
محررة صحيفة لا بريس ، ميشال ويمي نددت في افتتاحيتها بصمت العالم إزاء المجازر السورية .
سوريا ليست بخير والحرب تتمدد وتتوسع ولا تنتهي ، وبعض الخبراء يستذكرون حرب لبنان التي استمرت أربعة عشر عاما تحولت خلالها بيروت إلى ساحة معارك . فمنذ بدء التظاهرات السورية ضد الحكومة منذ سنتين ، قمع بشار الأسد الثورة بالعنف ، ومن يومها لم يتوقف . فهو يلقي قنابله دون الاكتراث بالمدنيين على الأحياء السكنية والمستشفيات والأطفال ، وقناصته لا يوفرون أحدا : رجالا ، نساء ، أطفالا ، مدنيين ، جنودا وصحافيين .
وتتابع ويمي : بشار الأسد يذبح شعبه والمجتمع الدولي يغض الطرف فهو يعرف ذلك ويفضل طمر رأسه في التراب . فالغرب لا يريد التورط في النزاع السوري وهو يخشى التدخل في تلك المنطقة المتفجرة من العالم . فمن جهة ترسل إيران السلاح لجيش بشار الأسد ولبنان المضطرب والهش وحزب الله القوي الذي يدعم بشار ، ومن جهة أخرى إسرائيل التي قصفت سوريا مرتين ما أثار حفيظة الأسد . وفي المحيط ، العراق غير المستقر والأردن وتركيا الرازحتان تحت وطأة اللاجئين السوريين .
وترى ميشال ويميت أنه كان على الدول الغربية منذ البداية تزويد المعارضة بالسلاح ما كان أدى على الأرجح إلى سقوط بشار الأسد . لكنها تماطلت ورضخت للصين وروسيا اللتين تدعمان علنا النظام السوري .
وتتابع الصحافية الكندية : الأمور تسوء بالنسبة إلى المعارضة ، والثورة تزداد تطرفا وتزداد التجاوزات : خطف العمال الإنسانيين والصحافيين ، أعمال بربرية وتصفيات . ودخول السلفيين والإسلاميين المتطرفين الموالين للقاعدة حلبة النزاع ، ما أعاد خلط الأوراق . وفي الوقت الراهن ما زالوا أقلية لكن صعودهم القوي لا يترك مجالا للشك . وهو أمر يخيف القوى الغربية التي ترفض تزويد المعارضة بالسلاح مخافة وقوعه في أيدي السلفيين . ففرنسا مثلا أرسلت جنودها إلى مالي لطرد الإسلاميين المتشددين ولا يمكنها محاربتهم في مالي وتسليحهم في سوريا .
إن القوى الغربية ، برفضها التدخل ، أوقعت نفسها في الفخ وتسببت بالتطرف الإسلامي وقد فات الأوان اليوم وما هي صورة سورية بعد الأسد وهل سيتمكن السلفيون من فرض إمارتهم الإسلامية ؟
إن سوريا الغد قد تتحول إلى كابوس للغربيين وعندما ستنفجر في وجوههم لن يكون بوسعهم سوى لوم أنفسهم تختم ميشال ويمي في صحيفة لا بريس .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.