مصلون في القدس

مصلون في القدس
Photo Credit: أ ف ب / أحمد غربلي

فتنة سنية شيعية ذات أبعاد سياسية

الفتنة السنية الشيعية لم تعد احتمالا يُخشى وقوعه إنما باتت واقعا يشكل كابوسا للمنطقة العربية وتخومها ، من ساحل البحر الأبيض المتوسط ، لبنان ، إلى عمق الجمهورية الإسلامية الشيعية ، إيران ، مرورا بسوريا والعراق ، مقابل كيانات سنية كثيفة من مصر إلى السعودية ، مرورا بدول الخليج العربي ، دون أن ننسى طبعا تركيا المتاخمة لما بات يعرف بالهلال الشيعي .

هذا الواقع يفصله الصحافي الكندي فرانسوا بروسو في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية .

" من أين نبدأ ؟ فلنأخذ سوريا مثلا ، ووضعها يفرض نفسه : إحدى أهم ساحات القتال حاليا هي مدينة القصير المحاذية للبنان ، جنوب شرق سوريا . ماذا نشاهد هناك ؟ نشاهد قوات موالية لنظام الأسد تسعى لاسترجاع المدينة المتمردة ذات الغالبية السنية ، بمساعدة مئات لا بل آلاف المقاتلين من حزب الله الشيعي الذي يهمن على عدة مواقع في لبنان ."

ويتابع الصحافي الكندي فرانسوا بروسو : بالانتقال إلى الطرف الآخر ، إلى الشرق ، فهناك العراق . ماذا في العراق ؟ يقول بروسو ويجيب :

" هناك أيضا الوضع شبيه بحرب سنية شيعية . حرب اعتقدنا أنها انتهت مع خروج الأميركيين منذ حوالي السنة والنصف ولكن يبدو أنها ازدادت عنفا وقد شهدنا سقوط مئتي قتيل في أسبوع واحد في سلسلة تفجيرات طاولت المساجد السنية والشيعية ومواجهات عنيفة بين المتمردين السنة وقوات الأمن . في العراق أقلية سنية ثائرة على السلطة في بغداد التي يسيطر عليها الشيعة بقيادة رئيس الحكومة العراقية الشيعي نوري المالكي الذي وضعه الأميركيون في السلطة وانقلب عليهم بعدها . تمرد له اتصال بتمرد سنة سوريا الدولة المجاورة عبر الإسلاميين المتطرفين كالقاعدة التي لا تعترف أصلا بحدود الدول الوطنية ."

ويتابع فرانسوا بروسو : المفارقة أن العراق تحول إلى حليف لإيران وهنا يظهر بوضوح ما يسمى بالهلال الشيعي .

ولكن ، هل الحرب الدائرة في تلك البقعة من العالم هي بالأساس حرب دينية مذهبية ؟

يجيب فرانسوا بروسو :

" التطرف الديني موجود وهو يفسر بعض التصرفات والأعمال وهناك بدون شك متطرفون إسلاميون في أوساط المعارضة السورية ضد ديكتاتورية الأسد . لكن هذه الثورة تاريخيا ، إنتفاضة ديموقراطية ضد ديكتاتورية عسكرية قادها الأسد الأب والإبن منذ العام سبعين . من هنا ، فثمة بعد سياسي لما يجري فهم لا يتقاتلون حول مسائل فقهية لخلافهم حول محمد والإمام علي والإمام المخفي إنما سعيا لتحالفات سلطوية وتشكيل محاور سياسية جغرافية تتصارع في ما بينها .ولا بد من الإشارة إلى سائر الدول ذات الغالبية السنية كمصر والسعودية وقطر المشاركة في النزاع بالرغم من الخلافات في ما بينها .

ويختم الصحافي الكندي فرانسوا بروسو حديثه لهيئة الإذاعة الكندية : مهما تكن أسباب النزاع ودوافعه ، يجب ألا ننسى أن مايجري اليوم هو بالواقع غليان ديموقراطي في المجتمعات ضد الديكتاتوريات أكانت علمانية أم عسكرية أم دينية .استمعوا

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.