مارك كارني حاكم مصرف كندا المركزي: إسم لامع في سماء الاقتصاد ليس في كندا فحسب وإنما أيضا على الساحة الدولية. ومهمته على رأس المؤسسة الكندية تنتهي في غضون أيام ليصبح كارني حاكما لمصرف انجلترا المركزي في سابقة في هذا المجال. فللمرة الأولى يتم تعيين غير بريطاني لهذا المنصب. ويتولَى مارك كارني مهامَه مطلع شهر تموز يوليو المقبل. وقبيل مغادرته، حاضر كارني يوم الثلاثاء في مونتريال بدعوة من غرفة التجارة وأكد أن كندا في موقع اقتصادي مميز ينبغي الحفاظ عليه.
القسم الفرنسي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية استضاف حاكم المصرف المركزي وسأله الصحافي الاختصاصي في شؤون الاقتصاد جيرالد فيليون في البداية إن كان منصبه كحاكم لمصرف كندا المركزي قد جعل منه نجما عالميا في عالم المصارف والأعمال . نستمع إلى رد مارك كارني على السؤال:
لا، لا أعتقد ذلك، وفي اعتقادي اننا في مصرف كندا المركزي وفي كندا واجهنا الازمة بنجاح وكندا في موقع مميز وموقع أفضل من الفترة التي سبقت الركود وهذا ما أكدت عليه في كلمتي في مونتريال يقول مارك كارني. ويتابع ردا على سؤال فيشير إلى أن الوضع الاقتصادي المرتاح الذي تنعم به كندا لا يعود الفضل فيه إليه شخصيا ولكن للمصرف المركزي بالطبع دورا أكيدا فيه.
وكان حاكم مصرف انجلترا المركزي ميرفين كينغ قد قال في تصريح لصحيفة الغلوب اند ميل الكندية إن رئاسة المصرف المركزي ليست عملا فرديا ، وكأني به يعرف مدى تألق مارك كارني ويستبق الأمور بطريقة ما قبل أن يخلفه كارني في منصبه. فما رأي كارني بذلك؟
ميرفين كينغ دائما على حق. والمهمة ليست عملا فرديا وهذا يصح على مصرف كندا المركزي وأيضا بالتأكيد على مصرف انجلترا المركزي حيث هنالك لجان عديدة، إحداها للسياسة المالية وأخرى للرقابة على البنوك وشركات التأمين وسوى ذلك. والحاكم ليس إلا عضوا في هذه اللجان ولا يعمل بمفرده.
وكان مارك كارني قد أشار إلى أن المصارف المركزية والخزينة الفدرالية الأميركية أبقت معدَلات الفوائد متدنية قبل الأزمة المالية. فهل عمد هو إلى اتخاذ الاجراء نفسه مع الأخذ بعين الاعتبار معدَل مديونية الكنديين؟ يجيب كارني بأن معدلات الفوائد الرئيسية يتم تحديدها بما يتناسب ومعدَل التضخم. ويتابع قائلا:
هذا الوضع يؤدي إلى مخاطر ونحن نعرفها. وقد عمدنا إلى رفع معدَل الفائدة إلى مستويات طارئة، إلى واحد بالمائة فقط. ونحن نعمل بالتعاون مع مكتب مراقبة المؤسسات المالية ومع الحكومة الكندية للتشدد في تطبيق القواعد المتعلقة بالقروض العقارية والقروض بالإجمال، وعلينا أن نبقى متيقظين يقول مارك كارني.
وحول توقعاته بشأن النمو الاقتصادي الذي يرده بشكل كبير إلى قطاع الصادرات وما إذا كان يرى أن سياسته المالية ساهمت في إبقاء الدولار الكندي في مستويات عالية، علما أن دولارا مرتفعا يسيء إلى قطاع التصدير ، يجيب حاكم مصرف كندا المركزي بأن ثمة عوامل عديدة تؤثر في سعر صرف الدولار الكندي من بينها قواعد المبادلات العمول بها في اسواق القطع فضلا عن أن كندا والدولار الكندي تشكل ملاذا آمنا للمستثمرين. وأما قوة الدولار فينبغي دوما ألا يغيب التضخم عن البال. ويعرب كارني عن ثقته بسياسة كندا المالية ويؤكد أن اقتصاد كندا ليس اقتصاد أزمة كما هي الحال في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان على سبيل المثال.
وعن سؤال حول أكثر ما يفتخر به كحاكم مصرف كندا المركزي يجيب مارك كارني قائلا:
أنا فخور بمستوى فريق العمل في مصرف كندا المركزي الذي تم تطويره ويضم اشخاصا مميزين . واعتقد أن الفريق الذي سينضم إليه حاكم المصرف المركزي المقبل ستيفن بولوز هو فريق مميز.
وعن سؤال أخير حول ما إذا كان يندم على شيء ما طوال كل هذه السنوات يجيب مارك كارني مازحا بأنه يندم لأن ليس لديه من جواب على هذا السؤال. ويضيف بصورة أكثر جدية أنه من الصعب الحكم في الوقت الراهن على أداء وعلى قرارات تم اتخاذها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة عالميا. فالوضع الاقتصادي هو الأصعب منذ فترة الانهيار الكبير عام 1929 . والحكم على إرث حكام المصارف المركزية يأتي دوما بعد مرور فترة من الزمن على ولايتهم يختم مارك كارني.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.