يوما عن يوم ، يقترب الحريق السوري شيئا فشيئا من لبنان، مباشرة أو بالواسطة عبر مجموعات موالية للنظام وأخرى معارضة له تتوسلان ، في أكثر الأحيان ، أدوات داخلية . والمشهد ينذر بحرب آتية ، والبعض يؤكد لا محالة : إطلاق نار ، قصف مدفعي وصاروخي وحتى جوي ، مواجهات واشتباكات في شمل لبنان بشرقه وغربه ، إعتداءات على الجيش اللبناني ، ناهيك عن التسبب بانقسامات عميقة داخل المجتمع اللبناني ، وسط عجز لبناني رسمي عن درء خطره بالرغم من سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية بموافقة الأطراف التي ضربت بها عرض الحائط ونأت بنفسها عن القرار الجامع .
ويرى الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو أن الحرب انتقلت فعلا إلى لبنان الذي هو ، كما يقول ، مرآة لسوريا حيث يعيش ، على طرفي الحدود ، مسيحيون وسنة وشيعة وعلويون . ويستشهد بما قالته أمس صحيفة ليبيراسيون الفرنسية نقلا عن مواطنين لبنانيين في شمال لبنان :
" لقد فتح العلويون المعركة في طرابلس بأوامر من دمشق . وتهديد بشار الأسد الذي كان أعلنه في السابق بتصدير الحرب إلى دول الجوار قد تحقق وللأسف بدأت الحرب السورية تتسبب بسقوط قتلى خارج الحدود .
ويرى الصحافي فرانسوا بروسو أن الحرب لم تعد من طرف واحد :
" بالواقع ، فإن حزب الله الذي يسيطر على جنوب لبنان ويشكل أربعين بالمئة من اللبنانيين ( يعني طبعا الشيعة ) والذي يشكل دولة داخل الدولة ، وهو في آن معا حزب سياسي وميليشيا شديدة التسلح وأقوى من الجيش اللبناني بحسب البعض ، حزب الله هذا اعترف علنيا يوم السبت بمشاركته في الحرب عبر ما بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل ."
وعن موقف حزب الله من الحرب السورية يقول فرانسوا بروسو :
" من السخرية أن حركة تقدم نفسها داخل لبنان كقوة مقاومة وتحرير في وجه إسرائيل ، بالرغم من أن إسرائيل لم تعد متواجدة على أرض لبنان منذ العام ألفين ، أي منذ ثلاثة عشر عاما ، من السخرية أنه يؤيد ويقاتل إلى جانب ديكتاتور هو بشار الأسد ".
ويخلص الصحافي فرنسوا بروسو تحليله للوضع القائم مؤكدا أن الحرب السنية الشيعية باتت واقعا . يقول :
" بمنطق حزب الله هو محق . فمعروف أن سوريا وخلفها إيران تسلحان بشدة حزب الله في ما هو الأن حرب مذهبية وأكثر فأكثر إقليمية . إذا هذه المواجهة الكبيرة بين السنة والشيعة بتنا نشهد فصولها هناك "
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.