Photo Credit: راديو كندا الدولي

دروس الحرب السورية

تحت عنوان " دروس الحرب السورية " نشرت صحيفة ذي غلوب أند ميل الواسعة الانتشار مقالة تحليلية لأستاذة علم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة برنستون والمديرة السابقة للتخطيط السياسي في الخارجية الأميركية آن ماري سلوتر . تقول :

في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وروسيا إلى رعاية مؤتمر دولي حول النزاع في سوريا بمشاركة مختلف الأطراف ، فإن على المشاركين الغربيين المحتملين أن يفكروا حول تداعيات النزاع على الديكتاتوريين والديموقراطيات عبر العالم ،  وبالتلي أخذ العبر .

 العبرة الأولى : الأشرار يساعدون أصدقاءهم.

فالروس والإيرانيون عازمون على فعل أي شيء لإبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة . وحزب الله الذي تموله إيران ، إنتقل علانية إلى ساحة القتال لدعم السيد الأسد . ولقد واصلت روسيا وإيران تزويد الحكومة السورية بالسلاح الثقيل والدعم العسكري وشحنت روسيا صواريخ مضادة للسفن مع أنظمة رادار متطورة . وهذا سيساعد  الأسد على حماية دويلته العلوية التي ستضمن للروس قاعدتهم البحرية في طرطوس .

الدرس الثاني تتابع آن ماري سلوتر : الدبلوماسية بدون تهديد باستعمال القوة ، كلام فارغ .

إن الرئيس الأميركي يسعى بحق ، إلى تغليب الدبلوماسية على القوة العسكرية إنطلاقا من أن الحلول العسكرية للمشاكل الدولية مكلفة  وعادة غير مجدية لضمان الأمن الأميركي على المدى الطويل . ولكن ، في حين كان تيودور روزفلت ينصح " تحدث بهدوء وبيدك عصا غليظة " يبدو أن سياسة أوباما في سوريا تتلخص ب " تحدث بصوت عال وارمِ العصا " . فلطالما أكد أوباما تكرارا أن لا مصلحة له بالتدخل العسكري في سوريا ما أفقد الولايات المتحدة أهم سلاح لها في السياسة الخارجية وحفز الحكومة السورية على مواصلة القتال لتحقيق أفضل الظروف المؤاتية لها للتفاوض على الحل ... هذا إذا وافقت على التفاوض حينها .

العبرة الثالثة ، تتابع آن ماري سلوتر : إذا كنت ديكتاتوريا يواجه معارضة سياسية فتصرف بوحشية وحرض على القتل المذهبي .

فخلال الأشهر الأولى للنزاع كان مئات آلاف السوريين يتظاهرون كل يوم جمعة للمطالبة بالحرية السياسية على غرار التونسيين والمصريين واليمنيين والبحرانيين والأردنيين في ما سمي بالربيع العربي.  وكانوا عزلا أطلقت عليهم النار واضطروا شيئا فشيئا إلى التسلح لحماية أنفسهم . وخلال كل تلك الفترة ، عمد السيد الأسد إلى وصف العنف على أنه ناجم عن إرهابيين ومتطرفين سنة يسعون إلى السيطرة على العلويين والدروز والأكراد والمسيحيين . لقد عمل جاهدا لإضرام الحرب الأهلية المذهبية ونجح إلى حد أن السبب الرئيسي لعدم التدخل لفض النزاع ، حاليا، هو صعوبة القيام بذلك وسط العنف المذهبي .

العبرة الرابعة : القوى الإقليمية عاجزة عن إيجاد الحل دون قيادة قوة عظمى .

لقد هددت تركيا ودعت إلى عمل عسكري طيلة سنة ونصف ، وأرسلت السعودية وقطر أسلحة للمعارضة ، والجامعة العربية مشلولة . وبالتالي ، فبدون قوة عظمى داعمة ليس بمستطاع القوى الإقليمية الاضطلاع بالمسؤولية .

الدرس الخامس والأخير : المعاناة الإنسانية ، مهما عظمت ، لا تحرك العالم  .

إن شعار " أبداً بعد اليوم " الذي رفعه العالم  في أعقاب الهولوكوست  قلما حرك العالم للتدخل إنسانيا . ومن المذهل أن نرى كيف تحرك العالم بسرعة فائقة لطرد العراق من الكويت عام واحد وتسعين ولم يتحرك لأكثر من سنتين بالرغم من سقوط عشرات آلاف القتلى .

وتخلص أستاذة علم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة برنستون ، آن ماري سلوتر ، مقالتها المنشورة في الغلوب أند ميل :

عندما لا يكون لطرفي النزاع من سبب لوقف الحرب فلن ينجح أي مؤتمر للسلام . ففي سوريا ، كل الحجج الخلقية والاستراتيجية والسياسية تتجه لمصلحة عمل حاسم لوقف سفك الدماء ، إن لم يكن على المدى الطويل فأقله للوقت الراهن لتحقيق فسحة من السلام . ولكن إن لم يستفد العالم من دروس السنتين الماضيتين   فستستمر عجلات العنف بالدوران ، تختم آن ماري سلوتراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.