الدكتور هنري مورغنتالر يتسلّم وسام الاستحقاق الكندي من حاكمة كندا العامة السابقة ميكايل جان

الدكتور هنري مورغنتالر يتسلّم وسام الاستحقاق الكندي من حاكمة كندا العامة السابقة ميكايل جان
Photo Credit: و ص ك / جاك بواسينو

الصحافة الكندية: مواقف متباينة من إرث الدكتور هنري مورغنتالر

أفردت الصحف الكندية مساحات واسعة للحديث عن إرث الدكتور هنري مورغنتالر الطبيب الكندي الذي توفي عن 90 عاما والذي أثار الجدل بشأن مواقفه المدافعة عن حق المرأة في الاجهاض والذي قام بعمليات إجهاض في وقت كان الاجهاض غير قانوني في كندا.

صحيفة لودوفوار عنونت: رجل مميّز وأشارت فرانسين بلتييه في تعليقها  إلى أنه عندما نتناول قضايا المرأة قلما يجري الحديث عن رجال أبطال ساهموا بفضل أفكارهم وتضحياتهم وجهودهم في دعم قضايا المرأة وتعزيزها.

وتشير الصحيفة إلى أول عمليّة إجهاض قام بها الطبيب الكندي وكان ذلك في مونتريال عام 1968. ولم تكن  قضية  الاجهاض قد أُدرجت بعد في قائمة مطالب المرأة. وترى لودوفوار انه من الصعب ان نتصوّر ما كانت ستكون عليه الحركات النسائية للمطالبة بحق الاجهاض لولا الدكتور مورغنتالر وتصميمه على تغيير القانون. وتذكّر الصحيفة بأن مورغنتالر واحد من الناجين من معسكرات النازيّة. ويقول إن موت  والدته في معسكر اوشفيتز  أوحى إليه بالدفاع عن حق المرأة في الاجهاض.

والحركة النسائية جاهدت على جبهتين أساسيتين: حق التصويت وحق الاجهاض وهما مرحلتان غيّرتا حياة المرأة في العمق. ولولا مساهمة الدكتور مورغنتالر، لكانت صورة المعركة من أجل الاجهاض مختلفة. ولكان موقف محكمة كندا العليا من المسألة مختلفا هو الآخر.

وصحيح أن مورغنتالر تعرّض للتهديد وأُدخل السجن وكان مكروها من الكثيرين طوال حياته ولكنّه قدّم خدمة لا تُقدّر بثمن للنساء تقول لودوفوار

الطبيب الكندي هنري مورغنتالر
الطبيب الكندي هنري مورغنتالر © و ص ك/إيان باريت

.

ودوما مع لودوفوار وتعليق بقلم هيلين بوزيتي تقول فيه  إن مورغنتالر كان موضع تقدير من البعض وشجب من البعض الآخر. وكان يؤمن بحق المرأة في التحكّم بخصوبتها كما تشاء. وكانت له جولات مع القضاء وصلت إلى المحكمة العليا ، وكانت حياته في خطر ودخل السجن، كل ذلك دفاعا عن المرأة وحقها في الإجهاض. وسيبقى اسمه مرتبطا بالجدل حول الإجهاض. وتعطي لودوفوار لمحة عن حياة الدكتور مورغنتالر فتشير إلى أنه  لم يكن يعرف يوم وطأت  قدماه مونتريال عام 1950 بأنه سيغيّر الوجه الطبي والقانوني في وطنه الثاني كندا. ومورغنتالر من مواليد بولندا عام 1923 ، وأُدخل معسكر اوشفيتز مع أمه وشقيقه . وتوفيت والدته في المعسكر وتوفيت شقيقته في معسكر آخر وقُتل والده على يد النازيين. وقد مارس الطب في مونتريال وكان من مؤيدي استخدام حبوب منع الحمل ومؤيدي استخدام المرأة للولب وقد أجرى جراحات على الرجال لقطع القناة الدافقة. ودرج مورغنتالر على القول: " كل أم يجب أن تكون أما بملء خيارها وكل طفل يجب أن يكون مرغوبا به".

و قد اعترفت كندا بفضله على المجتمع ولو بعد حين. وفي عام 2008 نال وسام الاستحقاق الكندي وكان يومها في الخامسة والثمانين من العمر وتوقف كليا عن ممارسة مهنته. واعترضت المجموعات المعارضة للإجهاض  على ذلك. ومنحته جامعة وسترن اونتاريو شهادة دكتوراه فخرية عام 2005. وقد توقّف مورغنتالر عن ممارسة الطب عام 2006.

في الغلوب اند ميل مجموعة من التعليقات تتحدّث عن إرث الدكتور مورغنتالر وعن الجدل الذي أثاره موقفه من الإجهاض وانقسام الرأي العام بشأنه بين مؤيد ومعارض. وترى الصحيفة أن مورغنتالر كان بمثابة محرّك للتاريخ. و بفضل شجاعته خرج الإجهاض من الخفاء إلى العلن ودخل حرما أكثر أمانا في المستشفيات والعيادات الطبية.

وإذا كان الإجهاض امرا مفروغا منه اليوم فهو لم يكن كذلك في اواخر الستينات من القرن الماضي. وقد ساهم مورغنتالر في هذا المجال في نقل كندا نحو الأفضل. فقد جازف بحياته وحريّته ومهنته من أجل حق المرأة في الإجهاض. وهو نجح في إسماع صوته في اللجان النيابية والجامعات والمحافل الطبية ووسائل الاعلام. ومارس عمليات الإجهاض في السر ليكشف عنها  في العلن فيما بعد. وتصف الغلوب اند ميل الدكتور مورغنتالر بأنه وجه كندي مميّز، وهو الناجي من المحرقة الذي وجد في كندا الحريّة لتجديد نفسه ولتغيير الطريقة التي كانت تجري بها الأمور. وعلى غرار كل من يتحدى حالة الستاتيكو، ويثير انتباه الرأي العام فإن مواقف مورغنتالر اثارت الانقسام . ومن يدخل المجال العام من خلال هذا التحدي تتلاشى صورته أحيانا كثيرة لكن الدكتور مورغنتالر مستمر بيننا تختم الغلوب اند ميل.

استمعوا

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.