تحت عنوان : " التخل في سوريا " علقت الصحافية الكندية ميشال ويمي على قرا الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن بيع السلاح للمعارضة السورية .
تستهل ويمي مقالها بعرض الواقع الحياتي اليومي الصعب في بعض المناطق السورية التي زارتها الشهر الماضي حيث شاهدت بأم العين المآسي اليومية وسمعت سخط الأهالي وخيبتهم من موقف الغرب وصمته : " لقد تخليتم عنا " قالوا لها ، وكانوا على حق كما تقول ، وتتابع :
وأخيرا، رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن تزويد المعارضة السورية بالسلاح ، ما يشكل تبدلا أساسيا بعد سنتين من رفض الأوروبيين تسليح المعارضة ومحاذرتهم الوقوع في الفخ السوري المتفجر . لقد ماطلوا بينما كان بشار الأسد يقصف المدنيين دون تمييز . بشار الأسد الذي يحظى بدعم الصين وروسيا وإيران وذراعها العسكرية حزب الله . وقد نددت روسيا بشدة بقرار رفع الحظر لكنها لم تتوان عن تزويد الأسد بصواريخ متطورة . وفي حين كان الأسد يذبح شعبه كان موقف الغربيين : لا ، لا ، لا للوقوع في الفوضى السورية . وانشغاله في التفكير والبحث عن موقف فوت عليه فرصة فهم كيف انتقلت المعارضة إلى التطرف . فالسلفيون والأصوليون الذين يهدفون إلى إقامة إمارة إسلامية عززوا مواقعهم بينما الجيش السوري الحر بدأ بالانقسام والتشرذم .
وتتابع ميشال ويمي في لا بريس :
سوريا تغرق في الرعب ، بشار يذبح شعبه ، والمتمردون ينزلقون في العنف . ما يعني أنه لم يعد ممكنا الدفاع عن عدم تدخل الغرب . لكن تسليح المعارضة لن يحل كل الأمور فالسلاح يمكن أن يقع في أيدي الجماعات السلفية كجبهة النصرة ما يعارضه الغربيون الذين تعهدوا بمراقبة أين سيذهب السلاح ، وفي الأمر سذاجة إذ لا أحد يضبط أو يسيطر على شيء في سوريا حيث تسود الفوضى ، ولن يجد السلفيون صعوبة في وضع يدهم على السلاح في حال إرساله .
من هنا السؤال ، تقول ميشال ويمي : هل يجب التدخل وإرسال السلاح بالرغم من هذا الواقع ؟ وألا يؤدي رفع الحظر إلى المزيد من العنف وارتفاع حدة التوتر التي قد تشمل المنطقة ؟
إن تسليح المعارضة ، تجيب ويمي ، يشكل رهانا خطيرا لكن على الغرب اعتماد هذا الرهان إذ لم يعد مسموحا له أن يغض الطرف عن عذابات الشعب السوري بحجة عدم رغبته بالتدخل في النزاع .
على كل ، هذا النزاع كارثة إنسانية . ففي العراق وقع أربعون ألف قتيل في أول سنتين من الحرب بينما وقع في سوريا سبعون ألف قتيل في السنتين الماضيتين وبلغ العدد حاليا مئة ألف قتيل .
إن غالبية السوريين يرغبون بالتخلص من الأسد تقول ويمي وتذكر جملة معبرة قالها الكاتب جوناتان ليتيل : " قبل أن يقتلوا بشار الحقيقي ، عليهم أن يقتلوا بشار الساكن في رؤوسهم " فأربعون عاما من الديكتاتورية لا يمكن طردها في سنتين ، تخلص ميشال ويمي مقالها في صحيفة لا بريس .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.