بالرغم من التوافق الروسي الأميركي لعقد مؤتمر دولي لحل النزاع في سوريا ، يبدو أن حظوظ انعقاده ، ونجاحه ، ليست متوفرة بعد : فالمعارضة أعلنت رفضها لأية مفاوضات طالما تدعم إيران وحزب الله النظام السوري ، ودول الاتحاد الأوروبي رفعت الحظر عن بيع السلاح للمعارضة ، ولم تعترض الولايات المتحدة على القرار الذي انتقدته روسيا بشدة معتبرة أنه يعرقل انعقاد المؤتمر لكنها ، هي ، سلمت روسيا صواريخ مضادة للطائرات إس 300 ، أكد الرئيس السوري تسلمها .
ما أهمية تلك الصواريخ وهل تغير مجرى الحرب ؟
يجيب البروفسور بارا ميكاييل ، مدير الأبحاث لإفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في مؤسسة العلاقات الدولية في مدريد في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية :
" لا ، أعتقد أنه يجب عدم المبالغة بأهمية ما أعلن بهذا الخصوص وبشأن العلاقات الروسية السورية ، ومن واقع الحصول ظاهريا على تقدم نوعي في التسلح . صحيح أننا سمعنا تصاريح تحذيرية من قبل إسرائيل اعتبرت أن تسليم الصواريخ بمثابة إعلان حرب ، وقد يؤدي ذلك إلى تحرك إسرائيلي ما ، لكني أعتقد أن تفاقم الأزمة السورية يحول دون إقدام سوريا على شن حرب خارجية واسعة . ستستمر الخطابات والتهديدات والمعارك ولكني أعتقد ، إن لم تقع مفاجأة طبعا ، أن الحرب لن تمتد إلى خارج سوريا ."
ما أهمية أن يعلن الرئيس السوري شخصيا إستلام الصواريخ ؟ يجيب البروفسور ميكاييل : لا شك أن الرئيس السوري مسرور من موقف روسيا ذات الثقل السياسي والعسكري والدبلوماسي النافذ وسعيد أن تعلن روسيا دعمها له . ويضيف :
"هو تحذير من بشار الأسد فحواه : كانت لنا قدرات عسكرية وباتت لنا قدرات عسكرية أكبر إذاً : فكروا مرتين قبل التدخل في شؤوننا ومهاجمة مصالحنا ".
وعن الموقف الروسي من سوريا وما إذا كان تسليم الصواريخ وفاء بعقود سابقة يقول بارا ميكاييل :
" لا ، لا . أعتقد أن الأمور واضحة للروس فهم يدركون أن نظام بشار الأسد هو آخر حليف بقي لهم في العالم العربي وإن خسروه ، خسروا آخر حليف ينفذ بعض إستراتيحيتهم في الشرق الأوسط . إضافة إلى أنهم لا يثقون بالبديل ولا يريدون رؤية الإسلاميين المدعومين من دول الخليج يأخذون السلطة في سوريا . " ويضيف :
" ما يعني أن الروس يضعون جانبا القيم الخلقية والتفكير الإنساني ويعززون مصالحهم الخاصة .
وماذا عن الغرب وتحديدا الأميركيين ؟
يرى البروفسور ميكاييل أن الدول الغربية في حيرة من أمرها ولا تعرف فعلا ما تريد . ويضيف :
" السوريون والروس على الأقل واضحون في توجهاتهم . أما في الجانب الغربي فنرى الأميركيين يتحدثون عن دعم المعارضة دون تقديم دعم حسي ودول الاتحاد الأوروبي رفعت الحظر عن بيع السلاح للمعارضة لكن ألمانيا تمانع بشدة تزويد المعارضة بالسلاح ومفوضة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أكدت أن القرار لا يعتبر ضوءأ أخضر بانتظار ما سيسفر عنه مؤتمر السلام .
وعن احتمال نجاح أو فشل هذا المؤتمر يرى البروفسور بارا ميكاييل في ختام حديثه إلى راديو كندا أنه ما زالت أمام انعقاد المؤتمر مجموعة من العقبات . وحتى في حال انعقاده أشك في توصله إلى حل وبالتالي لا مؤشرات إيجابية لنجاحه .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.