المظاهرات في تركيا ومنع ارتداء العمامة للاعبي كرة القدم من طائفة السيخ في كيبيك والوضع الاقتصادي الصعب عالميا في جولتنا على الصحف الكندية.
صحيفة لودوفوار تناولت الأوضاع في تركيا في تعليق بقلم فرانسوا بروسو تحت عنوان: الانجراف الاستبدادي. تقول الصحيفة إن تركيا تعكس بالنسبة للسياح صورة بلد حديث ينعم بحيوية اقتصادية اكيدة ويزخر بمواقع أثرية وطبيعية مميّزة، يحكمه إسلاميون معتدلون منذ ما يزيد على عقد من الزمن. وثمة من يتحدّث عن "النموذج التركي" بفضل النشاط الدبلوماسي والإشعاع الثقافي الذي تحقق في ظل حكومة رجب طيّب اردوغان. لكن الصورة تغيّرت في الأيام القليلة الماضية مع الأحداث التي تشهدها اسطنبول والقمع الذي مارسته الشرطة بحق المتظاهرين. وأبعد من الاحتجاج دفاعا عن حديقة عامة، فالشباب يتظاهرون ضد مفهوم ونمط حكومي" تقول لودوفوار.
فتركيا "اللبرالية والمتسامحة" في ظل حكم أردوغان قادرة في الوقت عينه على استخدام العصا والقنابل المسيلة للدموع على غرار الدكتاتورية العلمانية السابقة.
وتعتبر لودوفوار أن المتظاهرين وهم في معظمهم من الشباب يرددون شعارات تطالب بالحرية وتندد بحكومة تعمل ولو ببطء على فرض ثقافة إسلامية محافظة. وتعطي لودوفوار أمثلة على ذلك ، من بينها تصريحات لرئيس الحكومة ومشاريع قوانين حول تناول الكحول في الأماكن العامة وأسلمة التربية من خلال السماح بالحجاب في الجامعات إلى تعليم القرآن في المدارس الابتدائية إلى التشدد مع الصحافيين وحتى مع الفنانين بتهمة الإساءة للإسلام كما حصل مع عازف البيانو فاضل ساي على سبيل المثال. وتتحدّث الصحيفة عن حرب ثقافيّة غير معلنة . وتتساءل إن كانت تركيا على عتبة "ربيع تركي" وإن كان ميدان التقسيم سيصبح كميدان التحرير في مصر. وتضيف بأن اردوغان يطمح إلى الرئاسة وما زال يتمتع بشعبية قوية خارج المدن الكبرى وخارج اوساط النخب المثقفة. ومواقفه تقلق دعاة الدولة العلمانية ودعاة حرية التعبير. وفي حال تطوّرت تركيا باتجاه حكم اوتوقراطي غير متسامح فهي تدحض بدون شك حجة الذين يؤمنون بإسلام متناغم مع الديمقراطيّة.
صحيفة الغلوب اند ميل تناولت في تعليقها قرار الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم بمنع اللاعبين المنتمين إلى طائفة السيخ من ارتداء العمامة خلال ممارسة هذه الرياضة. واعتبرت أن حجج الاتحاد خادعة ودعته إلى إلغاء قراره لأنه حرم العديد من الأطفال من ممارسة لعبة كرة القدم.

وحجج الاتحاد القائلة بأن العمامة قد تؤثر في سلامة اللاعب وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يسمح بها هي حجج واهية. فما من دليل على أن العمامة تشكّل خطرا على سلامة اللاعب ، واللاعبون يلبسونها خلال ممارسة اللعبة منذ عشر سنوات وأكثر. والاتحاد الكندي لكرة القدم يسمح بها وهو دعا الاتحاد الكيبيكي إلى أن يحذو حذوه. وتخلص الغلوب اند ميل إلى القول إن قرار الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم اعتباطي وغير عادل. وإن وضعنا الحجج المنطقية جانبا، فهو قرار ينم عن الخوف وعدم التسامح .
ودوما مع الغلوب اند ميل،وفي المجال الاقتصادي، مقالة وقعها كونراد ياكابوسكي حول ازمة البطالة يرى فيها أن الشباب هو الخاسر الأكبر من موجة التقشف التي تجتاح القارة الاوروبيّة. والمستشارة الالمانيّة انجيلا ميركيل ووزير ماليتها وولفغانغ شاوبل هما وراء سياسة التقشف إلى حد بعيد. والوزير كشف الأسبوع الماضي خلال زيارة لباريس عن خطة جديدة للشباب يمنح بموجبها مصرف الاستثمار الأوروبي 60 مليار دولار للشركات الصغيرة لتوظيف الشباب وتقديم برامج تأهيل لغوي لهم في مختلف دول القارة. وتشير الغلوب اند ميل إلى موجة التظاهر التي اجتاحت العديد من دول اوروبا وكان آخرها في السويد حيث معدّل البطالة في اوساط الشباب يصل إلى 25 بالمائة وبصورة خاصة في اوساط المهاجرين الشباب.
والمعدل يرتفع إلى 60 بالمائة في صفوف الشباب دون الخامسة والعشرين من العمر في اليونان، و56 بالمائة في اسبانيا و40 بالمائة في إيطاليا.
لكن الازمة عالمية حسبما تقول الغلوب اند ميل التي تضيف بأن 411 الف شاب دون الخامسة والعشرين كانوا بلا عمل في كندا في شهر ابريل نيسان الفائت أي بمعدل بطالة يقارب 14 ونصف بالمائة.
ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تحدّثت عن 22 مليون شخص تسميهم "نيت" في مختصر لبضع كلمات يعني بدون عمل ولاتربية ولاتأهيل. ومنظمة العمل الدولية دقت هي الاخرى ناقوس الخطر وتحدثت عن 73 مليون شاب عاطل عن العمل حول العالم يضاف إليهم 200 مليون شخص من فئة "نيت" المذكورة.
وكل ذلك يعكس ازمة عدم الثقة التي يعيشها الشباب ولو بنسبة متفاوتة في شمال افريقيا واوروبا والشرق الأوسط والشمال الأميركي تقول الغلوب اند ميل. وتنقل عن اختصاصيين في الشأن الاقتصادي تأكيدهم على اهمية امتصاص هذا التفاوت بين الاجيال.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.