المواجهات في اسطنبول

المواجهات في اسطنبول
Photo Credit: أ ف ب / غورسان أوزتورك

تركيا إلى أين ؟

خرجت من الجغرافيا الواسعة وظلت أسيرة تاريخها التوسعي .. نزعت الطرابيش عن الرؤوس وظلت الطرابيش في الكثير من الرؤوس .. ألغت الأبجدية العربية وأعتمدت الأحرف اللاتينية فخرجت من بيئتها العربية الإسلامية  ولم تدخل الجنة الأوروبية .. أخرجت الدين من الدولة ولم تتمكن من إخراج الدولة من الدين ...

إنها تركيا ، وريثة الدولة العثمانية ، والمؤتمنة على إرث مصطفى كمال الضائع بين علمنة تتراجع وأصولية تبحث عن موطئ قدم ، وبينهما إسلام يوصف بالمعتدل في بيئة جغرافية واجتماعية وسياسية باتت رأس الحربة في النزاع السني الشيعي الذي يهدد المنطقة بمجمل مكوناتها الدينية والمذهبية والعرقية ، وحتى الجغرافية .

وجاءت الحرب السورية وقبلها العراقية وقبلهما انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، لتضع تركيا في مواجهة ما سمي بـ " الهلال الشيعي " الذي بات يطوق حدودها الجنوبية والجنوبية الشرقية ويفرض واقعا جيو سياسيا ووذهبيا متجددا على الدولة السنية الأقوى في المنطقة  و" وكيلة " حلف شمال الأطلسي فيها .

فهل ما يجري حاليا من مواجهات في المدن التركية الكبيرة بداية " ربيع تركي " ، " لن يتحول إلى شتاء " كما قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ؟ هل الاعتراض يتمحور حول القيادة أم يطاول النظام القائم ؟ هل هي رد على محاولته أسلمة النظام كما يتهمه خصومه ؟

مجموعة أسئلة يحاول الإجابة عليها البروفسور جنكيز أوكتور أستاذ علم السياسة في جامعة بار سيشيير في أسطنبول ، في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية .

هل الاعتراض على شخص رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان أم على السياسات التي يعتمدها ؟ يجيب جنكيز أوكتور :

" لا يمكن الفصل بين سياسة الحكومة وقراراتها وشخص رئيسها لأنه هو من يقرر كل شيء من أهم السياسات إلى أتفهها . والغالبية العظمى من الشعارات التي رفعت خلال الأيام القليلة الماضية تندد به شخصيا وما يجري تعبير عن استياء متراكم منذ عدة سنوات ولا أحد يعرف كيف سينتهي .

لكن أردوغان ، وصل إلى السلطة منذ أحد عشر عاما عبر انتخابات ديموقراطية وأعيد انتخابه مرتين متتاليتين . صحيح يجيب البروفسور جنكيز أوكتور معددا حسنات أردوغان :

" هو رئيس حكومة فعل الكثير لتركيا ، قضى على الكماليين الذين كانوا يقودون البلاد منذ عشرات السنين وكسر التابوهات ومنح الحقوق عن اليمين واليسار لكن السلطة تفسد عادة ، وقد  استهلكت قواه وقدراته ،  على غرار ما جرى للرئيس الفرنسي شارل ديغول ورئيسة الحكومة البريطانية الراحلة مارغاريت تاتشر . وفي السنوات الخمس الأخيرة تحول إلى طاغية مستنير وتدخل في كل الشؤون وسعى إلى إعادة هندسة المجتمع التركي .

لكنه لا يبدو منهكا وقد أطل أمس بقوة وركز على ديموقراطية انتخابه وأن الشعب يقرر في الانتخابات المقبلة .

يجيب البروفسور جنكيز أوكتور :

" أعطى مفهومه هو للديموقراطية القائم على كسب الانتخابات وانتظار الانتخابات التالية . ولكنه، بخلاف الرئيس غول ، لا يؤمن بالديموقراطية التشاركية فهو لا يعترف بمن لم يصوت أو بمن صوت ضده . بينما الشراكة الديموقراطية  تعني مشاركة مختلف مكونات المجتمع ، من موالين ومعارضين .

ويخلص البروفسور جنكيز أوكتور أستاذ علم السياسة في جامعة بارشيشيير في اسطنبول حديثه إلى راديو كندا :

لقد خرجت الأمور عن السيطرة والتظاهرات عفوية بدون قيادة ، ولا أحد يعرف متى وأين وكيف ستنتهي .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.