أنيل سمرا، 18 عاماً، من أتباع ديانة السيخ، يلعب كرة القدم اليوم في الباحة الخلفية لمنزل أسرته في مونتريال، وهو اضطر للانسحاب الموسم الفائت من فريق كرة القدم الذي كان يلعب فيه بسبب قرار الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم منع ارتداء العمامة أثناء ممارسة هذه الرياضة

أنيل سمرا، 18 عاماً، من أتباع ديانة السيخ، يلعب كرة القدم اليوم في الباحة الخلفية لمنزل أسرته في مونتريال، وهو اضطر للانسحاب الموسم الفائت من فريق كرة القدم الذي كان يلعب فيه بسبب قرار الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم منع ارتداء العمامة أثناء ممارسة هذه الرياضة
Photo Credit: PC / ريان ريميورز / و ص ك

من الصحافة الكندية: عمامة السيخ والكرة المدورة

تناول أندريه برات، كاتب العمود في صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال، في مقالة بعنوان "عمامة السيخ والكرة المدورة" قرار الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم الإبقاء على منع ارتداء العمامة أثناء ممارسة هذه الرياضة، وهو قرار يستهدف الذكور من أتباع ديانة السيخ التي تلزمهم بوضع عمامة على الرأس.

يرى أندريه برات أن مفعول هذا القرار هو إزاحة عشرات الأولاد الكيبيكيين الذكور من أتباع ديانة السيخ عن ملاعب كرة القدم، إلا إذا قبلوا بالتخلي عن العمامة – وبالتالي عن دينهم – قبل أن تطأ أقدامهم الملعب. ويضيف الكاتب أنه إذا كان من حالة يمكن فيها إيجاد تسوية فهي حالة من هذا النوع.

ما هي الأسباب التي يتم التذرع بها عادة لرفض تسوية دينية؟

-       يقولون إن على الدولة أن تكون حيادية. ولكن هنا لا تتعلق المسألة بالدولة، يشير أندريه برات، بل بمنظمة تدير رياضة هواة يمارسها عشرات آلاف الأطفال.

-       ويقولون إن على المهاجرين احترام القيم الأساسية في كيبيك، لاسيما ما يتعلق منها هنا بالمساواة بين الجنسين. لكن عمامة السيخ، يقول الكاتب، لا تمثل بأي شكل من الأشكال رمزاً للهيمنة الذكورية.

ويشير أندريه برات إلى أن الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم قال إنه منع اللاعبين من ارتداء العمامة من باب الحرص على سلامتهم، وأن المديرة العامة للاتحاد، بريجيت فروت، نفسها قالت إن ما من أي مؤشر على خطر ما في ارتداء العمامة خلال ممارسة هذه الرياضة. ويتابع الكاتب قائلاً إن عمامة السيخ، خلافاً للحجاب، لا تغطي العنق، وهي قد تُفك إذا ما تعارك  اللاعبون، حسبما قالت بريجيت فروت نفسها. وبالتالي من الصعب تخيل مخاطر إصابة قد تنجم عن هذه الفرضية. وإذا كان هناك من مخاطر، فالقيمون على رياضة كرة القدم في كيبيك هم الوحيدون الذين رأوها. فارتداء العمامة مسموح في ملاعب كرة القدم في سائر المقاطعات الكندية، لا سيما في بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي، المقاطعة التي يقيم فيها أكثر من 80% من أتباع ديانة السيخ في كندا يقول أندريه برات.

وكما سبق له أن فعل في موضوع ارتداء الفتيات المسلمات الحجاب خلال ممارسة هذه الرياضة، فوض الاتحاد الكيبيكي لكرة القدم أمره إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم. وهذه طريقة أخرى للهرب، يرى الكاتب. فقرارات الاتحاد الدولي الذي يدير شؤون كرة قدم النخبة بطيئة. وكان من الأسهل بكثير حل المسألة في كيبيك من أجل فتح ملاعب كرة القدم أمام الأولاد من أتباع ديانة السيخ منذ الآن، يقول أندريه برات.

ويتابع الكاتب قائلاً إن الواقع، كما أظهره استطلاع للرأي أجرته مؤخراً شركة "ليجيه ماركيتينغ" ونشرت نتائجه حكومة كيبيك، هو أن غالبية الكيبيكيين لا يريدون منح الأقليات الدينية تسويات. لا تسويات على الإطلاق، مهما كانت الظروف. ينتظرون من أفراد الأقليات أن ينسوا إيمانهم ويذوبوا في كتلة الناس ما إن يخرجوا من منازلهم، يقول أندريه برات في "لا بريس".

كرة القدم، حسب الاتحاد الدولي لكرة القدم، هي "رمز أمل واندماج". ولكن ليس في كيبيك. هنا، ليس اندماج المهاجرين ما نبحث عنه، بل الانصهار والذوبان، يرى الكاتب.

ويضيف أندريه برات أن ممثلي طائفة السيخ يفكرون باللجوء إلى القضاء، لكنه يرى أن ذلك ليس أفضل السبل. فبما أن اتحاد كرة القدم في كيبيك يقول إنه يمنع اللاعبين من ارتداء العمامة كي لا يعرضوا أنفسهم لإصابات جسدية، ينبغي بممثلي السيخ أن يعملوا على طمأنة الاتحاد إزاء هذا الأمر. وعليهم أيضاً زيادة التواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، لأن قراراً مناسباً لهم من قبل الاتحاد الدولي يكون بالتأكيد أقل إثارة للجدل مما لو صدر عن المحاكم، يختم أندريه برات.

استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.