تحت عنوان " بعيد جدا " علق المحرر في صحيفة لابريس أندره برات على فضيحة مراقبة الاتصالات الهاتفية في الولايات المتحدة . يقول :
إن المعلومات التي كشف عنها نهاية الأسبوع الفائت بشأن برنامج مراقبة الاتصالات عن طريق أجهزة الاستخبارات الأميركية تشير إلى اتساع برنامج المراقبة بصورة كبيرة . فمنذ سبع سنوات تجمع وكالة الأمن الوطنية كماً هائلا من المعلومات من محتوى اتصالات هاتفية أجريت في الولايات المتحدة وخارجها . و تتمكن كذلك من الولوج إلى مواقع شبكات الاتصال والتواصل العملاقة من مثل غوغل وفيسبوك وأبل حيث بإمكانها ، على ما يبدو ،الاطلاع على كافة الرسائل النصية المتبادلة عبر شبكة الإنترنيت .
" لا يمكننا التمتع بالأمن بنسبة مئة بالمئة وفي الوقت نفسه التمتع بالحياة الخاصة بالنسبة نفسها " قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ، " وعلى مجتمعنا أن يختار " . ولكن ، يعلق أندره برات ، من حق المواطنين أن يكونوا على علم بالتضحيات المطلوبة منهم حتى يتمكنوا من الخيار . ولولا إقدام إدوارد سنودين على كشف الفضيحة لما كنا عرفنا أبدا إتساع شبكة المراقبة الأميركية .
ويتابع أندره برات : الكنديون معنيون بالأمر وكما كشفت الغلوب أند ميل أمس بأن الحكومة الفيديرالية وافقت هي الأخرى على جمع المعلومات من وسائل الاتصال وأن وزير الدفاع الكندي بيتر ماك كي أكد أن برنامج مركز الأمن يستهدف فقط الاتصالات الخارجية . ولكن ، ونظرا للعلاقات الوثيقة بين أجهزة المخابرات الأميركية والكندية ، فلا يمكننا أن نطمئن .
إن مواطني الدول الديموقراطية الغربية تصر على حكوماتها بفعل المستحيل للحؤول دون وقوع أعمال إرهابية ولكن إلى أي مدى نحن مستعدون للموافقة على جمع معلومات تطاول حياتنا الخاصة والمهنية ؟ وماذا يضمن لنا ألا تستعملها أجهزة الأمن لأغراض أخرى ؟ وهل جمع تلك المعلومات بكميات هائلة هو فعلا ضروري لمكافحة الإرهاب ؟
ويتابع أندره برات في لابريس :
ثمة تساؤل آخر : كيف تمكن شخص يعمل منذ ثلاثة أشهر فقط في مؤسسة خاصة متعاقدة مع وكالة الأمن الوطنية من الحصول على تلك المعلومات الحساسة ؟
لقد أشار أوباما خلال تحدثه الشهر الماضي عن الحرب على الإرهاب إلى أن " القرارات التي نتخذها ستحدد أية دولة وأي عالم سنورثه لأولادنا " وهذا صحيح . لذلك , فبدل أنتقاد وسائل الإعلام على الحكومات أن تكون أكثر شفافية بخصوص المعلومات التي تجمعها .
ويخلص أندره برات مقاله في لابريس :
طبعا لا يجوز الكشف عن كل شيء ولكن بين السرية المطلقة والكشف الكامل يمكننا إيجاد موقف وسطي يتلاءم مع قيمنا الديموقراطية .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.