متظاهرون مؤيدون لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان

متظاهرون مؤيدون لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
Photo Credit: AFPوكالة الصحافة الفرنسية / عاظم أطلان

مطالعات من الصحافة الكندية: الأزمة التركية

]تحت عنوان جمهورية أردوغان العثمانية اهتزت ، كتب جان ماركو Jean Marcou الأستاذ في الجامعات الفرنسية ومدير العلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية في غرونوبل ومتعاون مع كرسي أبحاث راوول داندوران في الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة كيبك في مونتريال مقالا في صحيفة لابرس جاء فيه:

أسوأ من الأصم من لا يريد أن يسمع ... ففي الثالث من حزيران يونيو الماضي غادر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تركيا ليقوم بجولة على المغرب متظاهرا بتجاهل الأزمة التي تعصف ببلاده منذ عدة أيام.

وتحولت حركة الاحتجاج التي كانت قد انطلقت من احتلال سلمي يهدف لمنع هدم حديقة Gezi العامة بهدف إعادة تنظيم ساحة تقسيم السياحية الشهيرة في الجزء الأوروبي من استنبول إلى حركة شغب في الحادي والثلاثين من شهر مايو أيار لتتوسع وسط مفاجأة الكثيرين نحو العديد من المدن التركية.

ساحة تقسيم التركية التي تشهد اضطرابات
ساحة تقسيم التركية التي تشهد اضطرابات © AFPوكالة الصحافة الفرنسية /أنجلوس تزورتزينيس

يشار إلى أن ساحة Taksim تشكل جزءا من مشاريع مدنية كبرى كانت الحكومة التركية قد أطلقتها منذ عدة سنوات.

وتجدر الإشارة يضيف كاتب المقال إلى أن استنبول الجديدة حسب رجب طيب أردوغان الذي بدأ انطلاقته السياسية كعمدة للعاصمة العثمانية السابقة في عام 1990 كانت تجسيدا لنجاح دولة أصبحت تحتل المركز السادس عشر على المستوى الاقتصادي العالمي والتحولات السياسية التي تعيشها تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم أي منذ عشر سنوات.

وطريقة القمع القاسية التي لجأت إليها قوات الأمن التركية في استنبول وباقي المدن التركية كانت بمثابة صدمة للرأي العام.

استخدام كثيف للغاز المسيل للدموع  وعربات مصفحة تهدم حواجز مؤقتة نصبها محتجون واستهداف المحتجين بخراطيم مياه تسببت كلها باستياء وخاصة الصور التي نقلتها شبكات التواصل الاجتماعي وارتباك المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية.

إن عملية القمع التي تضرب المتظاهرين اليوم يتابع كاتب المقال تأتي في إطار لائحة طويلة من ردود الفعل التي غالبا ما كانت قاسية في محاولة الحكومة لإخماد الحركات المقاومة لها خلال السنوات الأخيرة الماضية .

إن تلك الأحداث التي غالبا ما نظر لها بأنها هامشية ومتقطعة دلت على عدم رغبة الحكومة بفتح حوار مع خصومها وهو ما يتوجب على كل مؤسسة ديمقراطية أن تسعى إليه.

إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الواثق من شرعيته لا يتردد في التذكير بقوة بالنتائج الانتخابية التي أتاحت له الفوز بسبع انتخابات متتالية على المستويات التشريعية والمحلية والاستفتائية منذ عام 2002 هذه الشعبية التي ينسبها لنجاحه الاقتصادي والاستقرار السياسي الذي توصل لإقامته في تركيا.

غير أن مزيدا من الأتراك ومن بينهم بعض من صوتوا سابقا لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان يبدون خشيتهم من المستقبل الذي يعدهم به زعيمهم .

ويشير كاتب المقال إلى انتشار ظاهرة الامتثالية (التقيد بالأعراف) في المجتمع التركي ومن بينها على سبيل المثال الإشارة لصورة شخصين يتبادلان القبل (استهجانا) في الأماكن العامة وحث النساء على إنجاب أطفال بدل العمل والدعوة للامتناع عن استهلاك الكحول لأسباب مضللة أو لتثمين ماض عثماني أسطوري.

وفي مثل هذا الإطار فإن الذين يرغبون بالعيش أو التفكير بصورة مختلفة يشعرون أكثر فأكثر بأنهم عرضة للضغوط أو للتحقير.

إن هذه الانحرافات مثيرة للقلق وخاصة أن حزب العدالة والتنمية يناور أيضا على المستوى الدستوري.

وخاصة أيضا أن الفكرة الرئيسية لصياغة دستور جديد في تركيا تنصب في إطار تعميق المواطنة وتنمية الحريات بالإضافة إلى أن الحزب الحاكم وضع نصب عينيه تحويل النظام البرلماني التركي المعتمد حاليا لنظام رئاسي غير مضمون.

إن الغاية من هذه العملية يضيف كاتب المقال هي السماح لرجب طيب أردوغان الذي وصل إلى أقصى حد ممكن من الولايات التشريعية بالبقاء في الحكم.

رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي
رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي © AFPوكالة الصحافة الفرنسية /عاظم أطلان

وما يثير الاستغراب أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يذكّر غالبا بالمشاريع الكبرى التي يعتزم القيام بها وكأنه باق في مركزه حتى عام 2023 أي الذكرى المئة للجمهورية التركية.

ويختم كاتب المقال بالقول إن مستقبل الذي يطلق عليه المتظاهرون لقب السلطان الجديد قد يبهت بفعل الاضطرابات التي شهدتها عدة مدن تركية خلال الأيام الأخيرة.

والأكثر إثارة للقلق بالنسبة له (أي لرجب طيب أردوغان) أن مشاهد العنف التي وقعت خلال الساعات الأخيرة وسوء إدارة الأزمة التي لطخت في الخارج صورة تركيا التي كانت مثلا يحتذى وخاصة لجيرانها العرب في ثورتهم  قد تطال مستوى الزعامة الرئاسية لرجب طيب أردوغان وسلطته حتى ضمن حزبه يختم كاتب المقال.

استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.