سيرته الذاتية ومساره الديني السياسي والدبلوماسي حافل بالإنجازات والعلاقات والصداقات والمفاوضات والمواقع . فهو كان مقربا من مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني ، ومقرب كذلك من الرئيس الإيراني المعتدل هاشمي رفسنجاني . شارك في قيادة الحرب الإيرانية العراقية وترأس المفاوضات بشأن الملف النووي مع الدول الغربية وروسيا ونسج صداقات مع بعضها ، مسؤول عن مركز أبحاث في إيران وأحد قلائل الشخصيات الإيرانية السياسية الذي نشر كتبا .
إنه طبعا الرئيس الإيراني المنتخب آية الله حسن روحاني الذي كلفه الناخبون الإيرانيون مسؤولية إدارة البلاد في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ المنطقة .
إنتخابه قوبل بترحيب شعبي عارم مرده بلا شك إلى سعي الشعب الإيراني للتغيير وتلطيف الخطاب السياسي وإيجاد حل للوضع الاقتصادي الخانق . فهل يكون على قدر الآمال المعقودة عليه ؟
يجيب أستاذ السياسة والاقتصاد في الكلية الملكية العسكرية الكندية في كينغستون هوشانغ حسن ياري في حديث إلى راديو كندا :
" هو بلا شك شخصية قادرة وكونه رجل دين من جهة وسياسيا من جهة ثانية ، وحاصلا على دعم شعبي يمنحه شرعية التحرك والعمل ."
لكن القرار النهائي في يد مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي الذي يدير كل الملفات بما فيها الملف النووي الساخن .
صحيح يقول هوشنغ حسن ياري ويضيف
" لكنه كرئيس يملك هامش تحرك على صعيد طريقة تعاطيه مع الملف وطريقة التخاطب مع المجتمع الدولي وهو نقيض الرئيس المنتهية ولايته أحمدي نجاد الذي اعتمد سياسة المواجهة وننتظر منه أن يعيد بناء الجسور مع المجتمع الدولي .
وعن الملف النووي تحديدا ومدى تأييد الشعب الإيراني له يقول حسن ياري :
" عندما يتعلق الأمر بالعلم وبالحق وبفوائد الطاقة النووية على صعيد الطب والزراعة والصناعة ، فالشعب يؤيد ولكن عندما يتعلق الأمر بالصعيد العسكري فغالبية الشعب الإيراني تعارض الملف النووي ."
ويضيف
" بسبب العقوبات الاقتصادية جراء الملف النووي يتساءل الكثير من الإيرانيين والإيرانيات عن جدوى مواصلة البرنامج النووي وقد بات يهدد اقتصاد البلد " .
وفضلا عن الملف النووي ثمة ملف خلافي آخر مع المجتمع الدولي يتمحور حول موقف إيران الداعم للنظام السوري . فهل يواصل الرئيس الجديد السياسة نفسها ؟
يجيب البروفسور هوشنغ حسن ياري :
" في المسألة السورية ، فسوريا تشكل خطا أحمر للإيرانيين لسبب بسيط . ذلك أن سقوط النظام السوري سيكون كارثيا على إيران .لأنه سيزيدها عزلة في منطقة الشرق الأوسط فسوريا هي الدولة العربية الوحيدة ذات العلاقات المتينة مع إيران وسوريا تلعب دور الجسر بين إيران وحزب الله يربط إيران بحزب الله ولبنان ما يجعل إيران ، عبر حزب الله ، على الحدود مع إسرائيل وكل ذلك بفضل سوريا والنظام القائم فيها ، من هنا فمن الصعوبة أن نرى تبدلا في السياسة الإيرانية ، يختم البروفسور ههوشنغ حسن ياري حديثه إلى راديو كندا .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.